خلافات مؤتمر باريس حول اوكرانيا والمساعي من اجل وقف الحرب؟؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 1/3/2024 م …
كشفت نتائج مؤتمر باريس الذي شارك فيه ممثلو نحو 20 دولة مؤيدة لنظام المتصهين زيلينسكي في اوكرانيا عن وجود خلافات بين الدول المشاركة في المؤتمر لاسيما عندما اخذ يزايد الماكر ماكيرون رئيس فرنسا ووصل به الحال حتى ان يدعوا الى ارسال قوات عسكرية من حلف ” ناتو” العدواني الى دولة ليست عضوا في الحلف للمشاركة في الحرب الى جانب نظام اوكرانيا لكن الولايات المتحدة وبقية الدول لم يشاركوا ماكيرون الراي في دعوته خاصة وان الرد لروسي جاء واضحا وصريحا من ان مشاركة قوات من ناتو الى جانب قوات كييف تعني اعلان حرب على روسيا فتراجعت واشنطن وعواصم اخرى عن دعم مقترح الرئيس الفرنسي .
ان ما شهدته اروقة مؤتمر باريس يوحي بوجود ملامح قرب انتهاء الحرب في اوكرانيا وفق مصادر عديدة الا ان كيفية انهاء الحرب غير معروفة و هناك مؤشرات على تحركات هنا وهناك لكن كيف سيتم حل الازمة وان روسيا متمسكة بالاهداف التي وضعتها وحققتها بعد عامين والتي دخلت الحرب من اجلها ولن تتنازل عنها وفق المسؤولين الروس بينما يواصل بعض من قادة الدول الغربية الحديث عن عدم الاستسلام او الاقرار بالهزيمة وهوما اعلن عنه الماكر ماكيرون في مؤتمر باريس الاخير لاسيما ان الغرب الاستعماري ادرك فشل هجومات القوات الاوكرانية طيلة الشهور الماضية التي راهن عليها الغرب لالحاق هزيمة ستراتيجية بروسيا و ان القوات الروسية حققت نجاحات عسكرية كبيرة دمرت خلالها معدات عسكرية غربية كبيرة راهن عليها الغرب وحررت مدنا وبلدات عديدة كانت تحت سيطرة القوات الاوكرانية وهي تعود لمنطقة دونباس التي يقطنها الشعب الروسي.
زيارة زيلنسكي للسعودية ولقاء الامير محمد بن سلمان وتصريحات جوزيف بوريل الممثل الاعلى للاتحاد الاوربي التي قال فيها ان الصراع في اوكرانيا سوف يحسم في المستقبل القريب وفي غضون ثلاثة اشهر دون ان يوضح الكيفية التي تتم بها تسوية الصراع وان موسكو تصر على تنفيذ كييف لكل المطالب التي تسببت بها الحرب لكن كييف ترفض ذلك وتطلب المزيد من الاسلحة والذخيرة والطائرات.
ووسط هذه التحركات والمشاهد كان الحدث الابرز هو ان روسيا التي حققت انتصارات عسكرية مؤخرا وتقدمت قواتها في مناطق جديدة لوحت بتقدم قواتها نحو العاصمة كييف رغم تاكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان موسكو لاتنوي احتلال اوكرانيا وان العملية العسكرية الخاصة تنحصر في تحرير مدن دونباس فضلا عن تجريد اوكرانيا من ترسانتها العسكرية الى جانب مطالب اخرى .
كما ان عدم حضور الرئيس بايدن مؤتتمر باريس والحديث عن عدم موافقة الكونغرس على مساعدات عسكرية جديدة هو الاخر مؤشر على تراجع موقف واشنطن عن مواصلة دعم كييف لاسيما وان موسكو اكدت ان وقف ارسال الاسلحة الى اوكرانيا سوف يسهم بوقف الحرب وان احد اسباب استمرار الحرب ضخ الاسلحة والمعدات العسكرية الغربية الى النظام الحاكم في اوكرانيا .
كل هذه المؤشرات ربما تدلل على ان قرب انتهاء الحرب في اوكرانيا ليس بعيدا لكن تبقى المفاجئات هي الاخرى واردة نظرا لتبعات الحرب واطالة امدها والخسائر الجسيمة التي نتجت عنها.
التعليقات مغلقة.