لماذا تخسر الفوسفات الأردنية بينما نظيراتها في المنطقة تربح ؟

 

الإثنين 21/11/2016 م …

الأردن العربي …

ظل السؤال المعلق .. لماذا تخسر شركة مناجم الفوسفات الأردنية بينما تواصل الشركات نظيراتها في المنطقة تحقيق الأرباح ؟.

تمهلنا كثيرا قبل أن نعلق على النتائج المالية للربع الثالث كما أعلنتها شركة مناجم الفوسفات الأردنية وأسباب التمل كانت إنتظار نتائج مماثلة لشركات الفوسفات في مصر والمغرب والجزائر وتونس والسعودية , فكانت المفاجأة الصاعقة هي أن كل هذه الشركات سجلت نتائج مالية جيدة ولم تتوقف عند تراجع الأسعار العالمية مثلما فعلت شركة الفوسفات الأردنية والتي وضعتها أولا كمبرر للخسائر .

وإن كنا نقر بأن ارباح هذه الشركات تراجعت نوعا ما لكن تلك الشركات لم تخسر بل ربحت لا بل قررت توسيع إنتاجها والإستثمار في تحسين الإنتاج .

كالعادة سارع رئيس مجلس الإدارة عامر المجالي في بيان مكرور الى إلقاء اللوم في هذه الخسارة على شماعة الطلب العالمي والأسعار العالمية , علما بأن الشركة كانت في سنة 2013 حققت أرباحا بلغت نحو 137 مليون دينار في ظل أسعار مماثلة إن لم تكن أقل لبعض المنتجات مما هي عليه اليوم .

ولأن الدليل لا يقوم الا بالمقارنة , فنسرد تاليا نتائج الشركات الإقليمية كما ظهرت لذات فترة المقارنة وهي على النحو التالي :-

· المغرب .

أعلنت مجموعة المكتب الشريف للفوسفات بالمغرب أنها حققت خلال النصف الاول من العام الجاري صافي أرباح بلغت 316,89 مليون دولار،

و ذكرت المجموعة أنها استطاعت الحفاظ على مستوى جيد من الربحية حيث بلغ هامش الربح قبل الفائدة والضرائب وخدمة الدين 27 بالمائة.

ويخطط المغرب لإنتاج 47 مليون طن من الفوسفات الصخري الخام في 2017 مقابل 34 مليون طن في 2014.

وذكرت المجموعة أن إيرادات النصف الأول نزلت إلى 21.65 مليار درهم من 24 مليارا قبل عام، مشيرة إلى أن انخفاض الأرباح يرجع لأسباب منها انخفاض سعر الكبريت والأمونيا اللذين يستخدمان في صناعة الأسمدة.

كما تستهدف المملكة المغربية زيادة إنتاج الأسمدة إلى 12 مليون طن بحلول 2017 من سبعة ملايين في 2014 بما يجعله أكبر منتج في العالم.

إحصائية رسمية حديثة كسفت عن ارتفاع مبيعات المغرب من الفوسفات ومشتقاته في العام الماضي إلى 4‪.9 مليارات دولار، رغم تراجع مشتريات البرازيل من المملكة وارتفاع صادرات الصين من الفوسفات.

وقفزت أرباح المجمع الشريف للفوسفات، ، إلى 825 مليون دولار في العام الماضي، بزيادة بنسبة 58%، مقارنة بالعام الذي قبله.

وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات المجمّع في العام الماضي، حيث راهن على عودة الطلب على الأسمدة، خاصة في القارة الأفريقية، وكذلك انخفاض مستويات المخزون في المناطق الرئيسية المستهلكة بالعالم وقلة المعروض.

واستفادت مبيعات المجمع في العام الماضي من ارتفاع أسعار الفوسفات الخام والحامض الفوسفوري، في الوقت الذي استقرت فيه أسعار الأسمدة، ناهيك عن ارتفاع الطلب الذي تعبر عنه الهند والكميات المصدرة إلى البلدان الأفريقية.

· مصر .

قالت شركة فوسفات مصر، أن الشركة صدرت حوالى 1.5 مليون طن فوسفات

وأضاف فى تصريحات صحفية نشرتها الصحافة المصرية ، أن الشركة حققت 130 مليون جنية ارباح خلال عام 2014 ( يشار الى أن أرباح الفوسفات الأردنية في تلك السنة كانت هزيلة وبلغت 7ر8 مليون دينار) وتستهدف الشركة المصرية تحقيق معدل اعلى من الارباح بعد الانتهاء من عملية الجرد والرصد للعامين 2015و2016 .

رئيس الشركة المصرية للثروات التعدينية، قال إن الشركة حققت معدلات إنتاج تقدر بـ300 ألف طن فوسفات عالى الجودة، خلال العام المالي 2015 -2016 .

وأضاف أن المناجم حققت 100 مليون جنيه إيرادات ومتبقي إنتاج مدفوع تكاليفه للمقاول يقدر بـ40 مليون جنيه.

وأشار أن المخزون من الإنتاج ستضاف إيراداته المالية إلى السنة المالية الماضية 2015 -2016، ليرتفع إجمالي الإيرادات المالية طوال العام إلى 140 مليون جنيه .

· تونس .

تسعى تونس إلى إنعاش إنتاج قطاع الفوسفات الذي توقف بسبب الإضطرابات التي شهدتها البلاد خلال سنوات من عدم الإستقرار ، وتخطط لرفع إنتاج الوسفات إلى نحو 6 ملايين طن خلال العام الجاري. وكانت تونس تصدر حوالي 80 % من إجمالي إنتاجها من الفوسفات إلى أكثر من 20 سوقا خارجية ، بينما تخصص الـ20 % الباقية للسوق المحلية.

· السعودية

تتجه المملكة العربية السعودية لإنتاج أنواع أخرى من الأسمدة بحلول عام 2017 من خلال مشروع شركة «معادن وعد الشمال للفوسفات» الذي تبلغ كلفته 8 مليارات دولار، وسيركز على إنتاج الأسمدة الفوسفاتية. ومن ومن المتوقع أن تحقق إيرادات مبيعات من قطاع إنتاج الفوسفات والأسمدة إلى 3 مليارات دولار يأتي 47 في المائة من هذه الإيرادات من السوق الإقليمي.

· الجزائر .

قررت الجزائر تحويل بوصلة استغلال الثروات الباطنية نحو الفوسفات، كبديل مكمل للذهب الأسود ‘النفط’ الذي تراجعت مداخيل البلاد من بيعه بنحو الثلثين منذ تهاوي أسعاره بالسوق الدولي قبل عامين.

تراهن الحكومة الجزائرية على رفع صادرات البلد من هذه الثروة الباطنية الفوسفات بحلول 2020 إلى 30 مليون طن سنويا، ما سيسمح بتوفير ما بين 7 إلى 8 مليارات دولار سنويا بمساهمة تقدر بنحو 16% من صادرات الجزائر، ويصبح بذلك الفوسفات ثاني مصدر للإيرادات المالية بعد الغاز

الجزائر أعلنت عن تخصيص 4.5 مليار دولار كغلاف مالي لصفقة وقعت بين مجمع “منال أسمدال” بنسبة 51 في المائة ومؤسسة “أندوراما” الاندونيسية المختصة في الصناعة البتروكميائية بنسبة 49 في المائة، لإنشاء مصنعين كبيرين لتحويل الفوسفات.

أما بعد .. اللافت أن توقعات تبدل الأسعار العالمية معروفة منذ زمن , لذلك تعمد شركات تقوم عليها إدارات حصيفة مثل تلك العاملة في المغرب ومصر والسعودية وغيرها على خطط تحوط لمواجهة ذلك بدلا من أن تستسلم لتوقعات مناخ الاسعار فهي إما أن تحافظ بذلك على ربحية معقولة أو أنها تحد من الخسارة في حدودها الدنيا .

ذات الحجج تساق مرة جديدة وهي المتعلقة بتدني الطلب عالمياً على الفوسفات الخام ومنتجات الاسمدة، والذي خفضّ المبيعات بالاضافة الى قرارات الحكومة التي زادت من قيمة كلفة الانتاج , وهي أوضاع ليست جديدة بل كانت حاضرة في السنوات التي كانت فيها الشركة تحقق أرباحا كبيرة وحتى غادرها الاقتصادي البارز واصف عازر وهي ذات الأوضاع التي تحتج بها الادارة الحالية في تراجع الأرباح .

بعد قراءة وتحليل للأسعار لفترة 10 سنوات، وجد أن معدلات الأسعار باستثناء 2008، كانت بمعدل قريب من الأسعار الحالية، فكيف إذا حققت الشركة بين عامي 2012 و2011 مثلا أرباحا تجاوز مجموعها 250 مليون دينار بينما لم تحقق سوى 22 مليون دينار في عامي 2013 و2014 وفي ظل ذات الأسعار .

– ملاحظة :- لم نأتي على ذكر أداء إنتاج إسرائيل من الفوسفات الفلسطيني لعدم التسويق للإحتلال وإغتصابه للثروات العربية في فلسطين .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.