خواطر سورية ( 136) / د.بهجت سليمان ( ابو المجد )
د.بهجت سليمان ( ابو المجد )* ( سورية ) الإثنين 16/2/2015 م …
* السفير العربي السوري السابق في الأردن
( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .
[ إذا ما كُنْتَ ذا عَقْلٍ وزَنْدٍ……. يَجِيءُ النَّصْرُ , وَضّاحاً مُبِينَا ]
-1-
( بين السفاهة … والنّباهة )
ليس عيباً أن يتعلّم المرءُ من أخطاءِ الماضي ،
ولكنّ العيبَ أنْ يغرق في الماضي ويتوقّف عند ” لو … ” ،
فَفي السياسة ، لا مكان لِ كلمة ” لو كانَ كذا ، لَ صارَ كذا ” ،
بل المكان لِ قول ” هدا ما حدث ” وعلينا أنْ نبدأ منذ اليوم ،
والعيب أيضاً ، أنْ لا نأخذ من الماضي دروساً مُسْتفادة للمستقبل ،
مِثال :
وزير خارجية سابق ومزمن ، لا تتجلّى مواهبُهُ بالنَّباهة والحِرْفيّة – كَسْرَة على حَرْف الحاء – ، بل بالسّفاهة والحَرْفِيّة – فَتْحْة على حرف الحاء – ..
نَشروا له كتاباً ، جعلَ فيه مِنْ نفسِهِ قُطْبَ الرَّحَى . مع أنّ الغادي والبادي في الوطن ، لاحظَ أنَّ المذكور كان كالقرْبة المثقوبة ، لا تستطيع اختزانَ شيءٍ ، عندما يتوقّف ضخُّ الماء إليها . .
ذلك أنّه في بدايةِ هذا القَرْن ، عندما غابَ نٓبْعُ الماء الأوّل الذي كان يُغٓذِّيه ، ظٓهَرٓ خُواءُ هذا ” الوزير ” وضَحالتُهُ وسطحيّتُهُ، وكأنّه لم يتعلّم شيئاً طيلة أكثر من عٓقْدَيـنِ من الزّمن .
ومع ذلك تحَمّلٓهُ نَبْعُ الماءِ الثاني ، عَقْداً ثالثاً من الزّمن ، عٓلَّهُ يتعلَّمُ مُجْدّٓداً ، ما عٓجِزٓ عن تَعَلُّمِهِ في الماضي .. ولكن دون جدوى .
وسيقى التاريخُ القادم ، هو الحٓكَمُ العادل .
ـ2ـ
( التزوير الفضائحيّ )
– كان على بعض ” الجهابِذة المثقّفاتيّة ” ـ لو كان فيهم بَقِيّة ٌ من ضمير – بَدَلا ً مِنْ أن يقولوا أنّ :
( ظهور داعش وأخواتها ، أدّى إلى وَأدِ الثورات العربية وأحلام الشعوب بالحرية والديمقراطية !!! )
كان عليهم أن يقولوا :
( جَرَى استخدامُ طموحاتِ الشعوب ونُزوعَها الدّائم إلى الأفضل والأحسن ، جِسراً وسُلَّماً ، لتمرير المخططات الجهنّمية الاستعمارية الجديدة ، والتي كان مِنْ أهمّ أدواتها الإرهابية المسلحة : ” القاعدة ” بفروعها المختلفة من ” داعش ” إلى ” النصرة ” إلى ” جيش الإسلام !!! ” إلى مئات ” الجيوش الأخرى المتأسلمة والمرتزقة ” …
وكان من أهمّ أدواتها الإرهابية الإعلامية : فضائيات ” الجزيرة ” و ” العربية !!! ” و ” ب بِ سي ” و ” الحرّة ” و” فرانس 24 ” وعشرات الفضائيات الأخرى ومئات الصحف اليومية المتخمة بالمال وآلاف المواقع الإلكترونية …
وكان من أهمّ الأدوات الحكومية المكلّفة بتنفيذ وتمويل ورعاية هذا المخطط الجهنمي الاستعماري الجديد : آل سعود ، و آل ثاني ، و آل عثمان الجُدُدْ . )
– كذلك عندما يقول بَوّاقُو آل سعود ، بِأنّ ( داعش نجح في كسر منظومة ” الهلال الشيعي ” من طهران حنى بيروت ، مروراً بالعراق وسورية )
فماذا يعني هذا ؟
يعني أنّ السببَ الأهمّ لِ إيجاد ” داعش ” ، هو العمل على كسر منظومة المقاومة والممانعة.
وطبعاً ” الهلال الشيعي ” هو التسمية المُزيّفة التي تمّ تسويقها وتعميمها في الأوساط العربية والإسلامية .. وجرى إطلاقُها على محور المقاومة والممانعة ، بُغْيَة إظهاره بمظهرٍ طائفيٍ مذهبيٍ ، بَدَلا من توصيفه بحقيقته الفعلية التي هي ” المحور المُقاوِم للمشروع الصهيوني الاسرائيلي العنصري الاستيطاني ، والمُمانِع للهيمنة الاستعمارية الأمريكية الجديدة على الوطن العربي وعلى كامل المنطقة ” .
– وكأنّ الانتقالَ بالشعب الإيراني عام ” 1979 ” والانتقال بِ سُكّان جنوب لبنان ، بعد عام ” 1982 ” من محور التبعية للمعسكر الصهيو / أمريكي ، للانضمام إلى النهج الذي اختطّته سورية الأسد منذ عام ” 1970 ” ، والانخراط في حالة العداء للمحور الصهيو / أطلسي ، وإلى حالة المقاومة الفعّالة والنّاجعة ضدّ المشروع الصهيوني الاستيطاني وحليفِهِ الأمريكي .. كأنّ هذا الانتقال ذَنْبٌ لا يُغْتَفَر، ويجب فَرْضُ وإقامَة الحَدّ على مَنْ قام به .
هذا هو جوهر ذلك السَّيْل الهائل من التزوير والتزييف والخداع والتضليل ، الذي قام ويقوم وسيقوم به المحورُ الصهيو / أطلسي وأذنابُهُ الوهّابية والإخونجية ، تجاه كلّ من يعمل أو يُفكّر بِ رفض الانخراط في المشروع الاستعماري الصهيو – أمريكي الجديد في المنطقة .
-3-
( مهما زوّروا التاريخ ، فالحقيقة سوف تفرض نفسها أخيراً )
– دور الأبواق المأجورة والعقول المخمورة ، هو قَلْبُ الحقائق وتزوير الوقائع ، وتبرئة المجرم وتجريم الضّحيّة ، وهذا ما عَمِلٓ عليه طويلا ، مركَزُ القرار الاستعماري الجديد الصهيو / أطلسي وأدنابُهُ الوهابية والإخونجية والأعرابية والنفطية والغازية وباقي الأذناب ..
/ فَ ” الفوضى الأمريكية الهدّامة ” التي سمّوها ” فوضى خلاّقة ، أصبحت ” ربيع عربي ” و ” ثورة شعبية ” و ” انتفاضة فريدة ” ..
/ وَ الحكومات الأوربية والأمريكية ، التي كانت وستبقى معنيّة ً باستعباد العرب والسيطرة عليهم ومصادرة قرارهم ونهب ثرواتهم ، صارت هي المُخلِّص والمُنْقِذ والمَرْجِع والحامي والحريص على حريّة شعوبنا وديمقراطيتها وكرامتها . .
/ و العدوّ الوجودي الاسرائيلي ، صار صديقاً ..
/ والصديق الإيراني ، صار عدوّاً ..
/ والمستعمِر العثماني القديم والجديد ، صار مُنْقِذاً ..
/ وعشوائيات القرون الوسطى البدائية الكازية والغازية ، صارت حليفة ً لِ الثورات وداعمة لِ الديمقراطية .
– وقَلْبُ العروبة النّابض في الشام ،
وجيشُ يوسف العظمة وحافظ الأسد في الشام ،
وأسَدُ قاسيون الشام ، الأسد بشّار ..
صاروا هم الأعداء الوحيدين في هذا العالم :
لِ ” المجتمع الدولي : الذي هو المحور الاستعماري الجديد ” ،
ولِ ” جامعة الدول العربية ” التي باتت فَرْعاً لِ ال C I A في الربوع العربية ” ،
ولِ عشرات التجمعّات المتلطيّة بتسمياتٍ وعناوين إسلاميّة ،
– وقَبْلَ ذلك وبَعْده ، صارت الدولة الوطنية السورية ، بشعبها وجيشها وأسدها ، هم الأعداء الألِدّاء لِ آلاف المخلوقات ” الفكرية والثقافية والإعلامية والأكاديمية والفنية ” التي تَرَبَّت في الأحضان السورية ..
و ظهرت هذه المخلوقات على حقيقتها ، كَ قطعانٍ من الذئاب والأفاعي والعقارب المسمومة ، التي صَبَّت جامَ حِقـْدِها وضغينتها وعُقدِها وأمراضها وخيباتها وفشلها وأطماعها وشبقها ، على مَنْ لولاهم ، لَ كان الجميع الآن يلعنون السّاعة التي وُلِدوا فيها .
– إنها الحربُ العدوانية علينا ، بأبشع وأقذر أشكالها المعروفة ، ولكنّها من جانبنا ، هي حربٌ دفاعية ٌ مقدّسة ، لن تتوقّف حتى يَدْفَعَ الثمنَ غالياً ، كُلُّ الذين اعتدوا على حاضرة التاريخ وحاضرة العروبة وحاضرة المسيحية المشرقية الأصيلة وحاضرة الإسلام القرآني المحمّدي وقلب العروبة النابض دائماً وأبدا .
-8-
( ربيع النّاتو الصهيو – وهّابي ، كشفَ وعَرَّى للجميع ) :
1 ـ عُمْق وحَجْم عنصرية ونفاق الغرب الأوربي / الأمريكي المتحضّر ..
2 ـ وعمق وحجم الجهل والحقد الذي يختزنه أعرابُ الكاز والغاز ..
3 ـ وعمق وحجم الانتهازية المنحطّة واللاّوطنية المرتهنة للخارج ، التي تتميّز بها معظمُ ” المعارضات السورية ” ..
4 ـ وعمق وحجم السفالة والنذالة التي يتّصف بها مَنْ باعوا أنفسهم للخارج ، ممّن يُسّمَّون ” مثقّفين وإعلاميين وفنّانين ومُنْشقِّين ” ..
5 ـ وعمق وحجم الهشاشة والنّخاسة والنّجاسة التي يتمتّع بها ، مَنْ خٓلَقَتْهُم الدولة السورية من سياسيين ومسؤولين ومتنفّذين وأكاديميين وإعلاميين وفنّانين ورجال أعمال ومال ، ثمّ باعوها عند أوّل مُفْتَرَق ..
6 ـ وعمق وحجم انعدام الأخلاق والضمير ، لدى تجّار الحروب وسماسرة والأزمات في الداخل السوري ، المُتَلطِّين وراء شعاراتٍ برّاقة مُخادعة .
// وكذلك كشفَ هذا الربيعُ الصهيو – وهّابي // :
1 ـ عمق وحجم المبدئية والحِرْفيّة التي يتميّز بها ، الجيشُ العربي السوري ..
2 ـ وعمق وحجم الصلابة والحصافة التي تتمتّع بها الدولة الوطنية السورية ..
3 ـ وعمق وحجم العظمة والكبرياء التي يتّصف بها معظمُ الشعب السوري ..
4 ـ وعمق وحجم النُّبل والشهامة ونكران الذّات ، لدى الجنود المجهولين المُضَحِّين دفاعاً عن سورية ، وما أكثرهم داخل سورية وخارجها ..
5 ـ وعمق وحجم الإقدام والحنكة السياسية والاستراتيجية التي اخْتَطَّتْها سورية الأسد ، منذ عام ” 1970 ” حتى اليوم ..
6 ـ وعمق وحجم الأنَفَة والإباء والدّهاء والإيمان بالوطن التي يتحلّى بها أسدُ بلاد الشام .
-9-
( من يعتقد أنّ الثورات بضاعة للتصدير والاستيراد ) :
1 ـ إمّا أنّه ليس ثورياً ، بل هو تاجِرٌ يتكلّم بمنطق التصدير والاستيراد و البيع والشراء ، أو
2 ـ هو مُتَحَمّسٌ صادقٌ في حماسته ومُغـْرِقُ في اندفاعه ، بحيث تسيطرُ لديه العاطفة على العقل ، أو
3 ـ هو جاهِلٌ ببنية الثورات وتركيبها ومنطقها وسيرورتها – مهما كان بارعاً في المجالات الأخرى – ولا يدرك أنّ الثورة الحقيقية هي عملٌ داخلي ، وعندما تصبح عملاً خارجياً ، تنتفي عنها صفةُ الثورة ، وتسقط عند أوّل هبٰة ريح ، أو
4 ـ هو مُعادٍ لِحَقِّ الشعوب في تقرير مصيرها وفي تحديد الوُجْهة المناسبة لها ، ولذلك يعمل على خلط الأوراق ، عَبْرَ الادّعاء بِأنّ ما يجري هو استيرادٌ خارجيٌ ، وليس صناعة محلّيّة داخليّة .
5 ـ وعلى الثوّار الحقيقيين وأنصارِهم ، أنْ يَحْذروا الوقوع في فخّ الاستدراج للحديث عن إمكانية ” تصدير الثورة ” ، لِأنَّ مَنْ سَوَّقوا هذا الشعار وعملوا على إلصاقه بالثورة الإيرانية عام ” 1979 ” ، كانوا يريدون إيجاد ذريعة مُناسبة لهم ، ليجعلوا منها تُكَأة يتّكِئون عليها لِ شنّ الحرب على الثورة الإيرانية الوليدة ..
وهذا ما قام به الأمريكان وأتباعهم وأذنابهم الأعراب ، عندما زيّنوا الأمْرَ للرئيس العراقي الراحل ” صدّام حسين ” وأكّدوا له سهولة إسقاط هذه الثورة الغضّة ، خاصّة ً بعد تشتّت الجيش الإيراني إثْرَ قيام الثورة ، وأقنعوه بِأنّ نجاحه في ذلك ، سوف يجعل منه سيّد المنطقة الأوّل بدون مُنازع . .
ويهدف أصحابُ هذا الشعار المُعْتَمَد أ صلاً من أعداء الثورة ، إلى إبعاد شعوبهم عن التّأثُّر بقيام ثورة مُجاورة أو اسْتِلْهامها ، وإلى تعبيد الطريق للعدوان على تلك الثورة البازغة ، تحت عنوان ” الدفاع عن النفس ” في مواجهة مقولة ” تصدير الثورة ” .
-10-
( القَلِقون على الجولان !!! )
– مَنْ لا ينامون الليل !!! ، سواء من العرب أوالأعراب ، مِنْ فَرْط قلَقِهِم على الاحتلال الاسرائيليّ لِ الجولان ، ومن ” هدوء جبهة الجولان ” خلال العقود الماضية – كما يقولون – ، ننصحهم بالاهتمام بِ ” القدس ” فهي أقربُ إليهم جغرافياً وتاريخياً ودينياً ، وهي أولى القبلتين وثالث الحٓرَمَين ، فٓلـْيَهْتَمّوا بِ ” تحرير القدس ” ، وليتوقّفوا عن ” القلق العميق الذي ينتابهم بِ شأن الجولان ” ،
– ولـيَطْمَئِنّوا ، فالجولان سوف تعود كاملة إلى حضنها السوري ، مهما طال الزمن ومهما كان الثّمن ، وستعود ، كما عاد جنوب لبنان ، بدون أيّ ثمن مُقابِل :
يريده الاسرائيلي من اللّحم العربي الحيّ ،
ويريده على حساب القضية الفلسطينية ،
ويريده التحاقاً سياسياً به وإذعاناً له وَاستسلاما للمشروع الصهيو / أمريكي في المنطقة ، كما جرى في اتفاقيات الاستسلام العربية – الاسرائيليّة التي سُمُّيَت ” اتفاقات سلام ” ..
وهذا ما لم توافق عليه سورية الأسد ولن توافق عليه ، في يومٍ من الأيام .
و الجولان سَيَعودُ ، حُكْماً وحَتْماً .
/ ملاحظة / :
” 99 , 99 ” بالمئة مِمَّنْ ” لا ينامون الليل من فرط قلقهم على هدوء جبهة الجولان !!!! ” هم من الزّحفطونيّين المنخرطين في ذَيْلِ المشاريع الاستسلامية ، ومن أعداء نهج المقاومة ، أينما كان ”
-11-
( العدوّ اﻷوّل لِ الأُصُول ، هو أشباهها )
– العدوّ اﻷول لِ الحريّة ، هم أدعياء الحرية من المستعمرين وأذنابهم..
– والعدوّ اﻷول لِ الديمقراطية ، هم دَجّالو وتُجّار الديمقراطية ، في الخارج والداخل ..
– والعدوّ اﻷول لِ حقوق اﻹنسان ، هم مرتزقة حقوق اﻹنسان في ال N G O من متموّلِي الخارج ، وَمَنْ يُمَوِّلهم .
– والعدوّ الثاني ل الحرية ، هو الاستعباد ،
– والعدو الثاني ل الديمقراطية ، هو الاستبداد ،
– والعدو الثاني ل حقوق اﻹنسان ، هو الاستعمار القديم والجديد .
– وعدوّ العرب اﻷول واﻷول مُكَرَّر ، هم الصهاينة والأعراب المتصهينون .
– وعدوّ اﻹسلام اﻷول ، هم المتأسلمون المتصهينون .
– وعدوّ المسيحية اﻷول ، هو المسيحية الصهيونية.
-12-
( سؤال ، وجواب )
– لماذا يحرص الاستعمارُ القديم والجديد وأدواتُهُم وأذنابُهُم ومُرْتَزِقَتُهُم ، على تفسيرِ وتحليلِ ومُقاربة الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية ، لدى الشعوب الأخرى ، مُقارَبَة طائفيّة ومذهبيّة ؟
– لِأنّ استخدامَ الطائفية والمذهبية ، يُوَفِّرُ السلاحَ والذخيرةَ المطلوبة لهم ، مجاناً ، لتأجيج الغرائز وإلغاء العقول وتهييج النّزَعات الدّونية وإيقاظ وتحريك التّراكمات التاريخية السلبية ، الجاهزة للاشتعال والتٰوسُّع والانتشار ، كلما احتاجوا إلى ستارةٍ لتمرير مخططاتهم ..
– وكلّما احتاجوا إلى استخدام المخزون التقليدي البغيض ، ينبشون في الآبارِ السّحيقة لِ الحقد والضغينة والجهل والتعصب ، ويقومون بِ إشعالها وصَبِّ الزّيتِ على نارها ، لكي يتدفّؤوا بها ، ويطبخوا عليها ما يشاؤون من لحوم وعظام مئات الآلاف من المُغَفَّلين والجَهَلْة
-13-
( العسكرة في سورية ، طيلة نصف القرن الماضي )
ما يُسَمّيهِ المأجورون بِ ” العسكرة في سورية ” ويتحدّثون عن ” عسكرة المجتمع السوري ” في المدارس والجامعات ، طيلة نصف القرن الماضي .. وتتعرّض هذه ” العسكرة ” لِأقذع الهجومات من الأذناب والبيادق والدُّمى ” المثقّفاتيّة ” المتخصصة بِ لعق أحذية الخارج المعادي للشعب السوري ..
لماذا ؟
لِأنّ هذه ” العسكرة ” التي يستنكرونها – والتي هي ” الطلائع ” و ” الشبيبة ” لِ طلاّب المرحلة الأولى في المدارس ، و ” الفتوّة ” لِ طلاٰب الثانوي ، و” التدريب الجامعي ” لِ طلاّب الجامعة – كانت هي العامل الأساسي والأهمّ في الحفاظ على الصمود الأسطوري السوري ، بمواجهة الحرب الصهيو – وهّابية الإرهابية على سورية . ولذلك صمدت سورية ، حيث انهارَ الآخرون .
ولولا هذا الصمود ، لكان المخطط الاستعماري الصهيو / أطلسي في تحويل المنطقة إلى مئات الكانتونات المتصارعة من جهة ، والتابعة لِ ” اسرائيل ” من جهة أخرى ، قد نجح وحقّقٓ كامِلَ غاياتهِ الاستعمارية المنشودة
-14-
( يُعَسْكرون الأزمة في سورية ، ثمّ يتنكّرون لِما قاموا به )
– منْ يريد أن يتأكَّد مَنْ هو المسؤول عن ” عسكرة ” ما جرى ويجري في سورية واستجلاب العنف الدموي الإرهابي ، خلال الأربع سنوات الماضية ، لا يحتاج إلا إلى التأكُّد من الجهة أو الجهات التي طالبت عشرات المرّات ، بِ ” التدخّل العسكري ” الخارجي ، الأميركي والأوربي والتركي ، في سورية ، سواءٌ مَنْ لا زال منهم على رأيه هذا ، أو مَنْ بدأ يتملّص من رأيه السّابق هذا ، بعد أن أدرك استحالة التدخّل العسكري الخارجي المباشر والواسع في سورية ..
– ولـيتوقّف الحمقى والمأفونون والجُبَناء ، عن تحميل القيادة السورية ، مسؤوليّة َما قام به مُشغّلوهُمْ ومُمَوّلوهُمْ وأسـيادُ مُشغّليهِمْ ومُمَوّليهِمْ .
-15-
( المعارضة ضدّ الفساد ، وضدّ الاستبداد ، وضدّ التّبعيّة )
– المعارضة ضدّ الفساد ، مُعارَضة شريفة ومشروعة ، طالما هي تستظلّ بِ سقفِ الوطن ، وتحرص على محاربة الفساد ، لِأنّٰها حريصة على الوطن و ” قَلْبُها عليه ” ، ولا تتشدّق بالحديث عن الفساد ، لكي تجعل من حديثِها هذا ، سُلَّماً يتسلَّقُ عليه أعداءُ الوطن .
– والمعارضة ضدّ الاستبداد ، تكون صادقة وصحيحة ، عندما تنطلق من منطلقٍ وطنيٍ صادِقٍ وصحيح ، تبدأ بِرَفْضِ الاستبدادِ الخارجي الذي يريدُ تحويلَ الشعوب النّامية إلى عَبيدٍ وأقْنانٍ لِ دول الاستعمار الأمريكي والأوربّي ، وجَعْلِها تابِعة ً لِ ” دولة شعب الله المختار !!! ” الاسرائيليّة الصهيونية اليهودية ، أوَ لبعضِ عشوائيّاتِ المحميّات الكازيّة والغازيّة . .
وحينذٍ يَحِقُّ لِ مٓنْ يريد أنْ يقف ضدّ الاستبداد الدّاخلي ، أنْ يقف فعلا ً ضِدَّه ، بالشّكل الذي يراه مناسِباً .
– وأمّا الوقوف ضدّ التّبعيّة ، فهذا مَرْهونٌ – على ما يبدو – بالقوى الوطنية والقومية والعلمانية واليسارية …
وأمّا باقي الأعراب التابعين الخانعين المُسْتكينين المُذْعِنين وأذنابِهِم ، فهؤلاء يستمدّون ” مشروعيّتهم ” ووجودهم وسُلْطانهم وهَيَلمانهم ، من هذه التّبعيّة .
– و ” المعارضات ” التي تتحلّى بهذه الصّفات الثلاث ، هي ” معارضات وطنية ” ، وأمّا تلك التي تربط مصيرها بالخارج المُعادي لِ شعبها ووطنِها ، فَهِيَ ” معارضات للوطن ” مهما ادّعت الوطنية .
-16-
هل تعلم ما هو الخلاف بين فَرْعَي تنظيم ( القاعدة ) الإرهابي الوهابي التلمودي الإخونجي الظلامي التكفيري الدموي ؟ :
( داعش ) و ( جبهة النُّصْرة )
الخلاف هو على توقيت إعلان ” الخلافة ” .. فِ ” داعش ” ترى وجوب الإعلان الفوري لها ، و ” النُّصْرة ” ترى وجوب تأجيل إعلان الخلافة ، إلى أن يتحقّق لها التّمكُّن من السلطة .
هذه هي
” المعارضة المعتدلة !!!! : جبهة النُّصْرة ”
جبهة النُّصْرة الإرهابية القاعديّة ورفيقاتها ، التي يُعَوِّلُ عليها ويدعمها المحورُ الصهيو / أطلسي وأذنابُهُ الوهّابية والإخونجية ، ل ِ تكون ” المعارضة المعتدلة !!! ” التي سَتُحارب الدولة الوطنية السورية ، تحت عنوانٍ مُرَاءٍ مُخادِع ، هو ” محاربة داعش والنظام السوري معاً ” .
-17-
( مسلسل التّراجعات الأمريكية : مُكْرَهٌ أخوك ، لا بَطَل )
– كما تراجعت ” واشنطن ” مُكـْرٓهة عن ” غزو سورية ” ..
ثم تراجعت عن ” إسقاط النظام السوري ” إلى الاكتفاء بالحديث عن عدم شرعيته ..
سوف تتراجع ، خطوة خطوة ، عن محاولاتها المتلاحقة إشراك أدواتها ومُرْتَزِقَتِها وأدوات أدنابِها ومُرْتَزِقَتهم في الجيش والأمن والسياسة ، داخل سورية ..
وسوف تتراجع عن فكرة مشاركتهم بالجيش ..
وستتراجع عن فكرة مشاركتهم بالأمن ..
وسيستمرّ مسلسلُ التراجعات الأمريكي ، حتى عن فكرة المشاركة السياسية ، والاكتفاء بحكومة شبيهة بالحكومات السورية التقليدية .
– والسّبَبُ الأساسي لِفرض هذه التّراجعات الدراماتيكية على ” العمّ سام ” الأمريكي ، هو الصمود الأسطوري لِ الدولة الوطنية السورية / شعباً وجيشاً وأسداً / .
-18-
( لن يكون الأسدُ جزءاً من مستقبل سورية )
– هذه العبارة اللّازمة التي يكررها حكّام واشنطن ولندن وباريس وأذنابُهُمْ ، صحيحة تماماً ، عندما تصبح سورية محميَّة صهيو/ أمريكية ، كما هي حال عشوائيات نواطير الكاز والغاز ، وكما هي حال بلديّات الدور الوظيفي التي تُسَمّي نفسها ، مَمَالِكَ وإماراتٍ ودُوٓلا .
– ولِأنّ سورية ، لن تكون إلاحُرّة مستقلّة ، فلن يكون أسدُ بلاد الشام الرئيس بشّار الأسد ، جزءاً من مستقبل سورية ، بل سوف يكون هو صانِعَ سورية المستقبل ، مع شعبه وجيشه .
-19-
( الدور الأعرابي القذر ، بِحٓقّ الشعب السوري )
( لم يترك اﻷعرابُ موبقة ً في هذا العالم ، سواء عبر جامعتهم أو مباشرة ً ، إلاّ وارتكبوها بِحقّ الشعب السوري .. ووصلَ الانحطاطُ بهم ، لدرجة ارتكاب جميع هذه الموبقات ، تحت لافتة الدفاع عن الشعب السوري !!! ..
وسيدفعون ثمن عدوانهم ونفاقهم هذا . لا بل بدؤوا يدفعون الثمن. )
-20-
لولا دمشقُ ، لَمٓا كانت طُلٓيْطِلٓةُ
ولا زَٓهَتْ بِبٓنِي العبّٓاسِ ، بَغْدانُ
( هذا منذ أكثر من ألف عام ..
وأمّا الآن الآن ، وفي المستقبل القريب والبعيد ، فٓ لولا ” دمشق الآساد ” لَكان العربُ جميعاً ، تحَوَّلوا إلى عبيدٍ وأقنان ، في خدمة ” اسرائيل ” . )
( و لولا لُيُوثُ الشّام ، في حَوْمَةِ الوغَى
لَ عاثَ بَنُو صهيون ، شَرْقاً ومَغْرِباً )
-21-
( يكفي أن يريد صاحب الحق ، لكي ينتصر ) :
وأن تريد ، يعني أن تمتشق سلاحك ، ولا تفارقه ، حتى تنتزع النصر من بين براثن اﻷعداء..
وللنصر ثمنه الباهظ دائما من التضحيات والخسائر ، ولكنه الثمن اﻷقل بكثير من ثمن الخنوع واﻹذعان.
-22-
( بين انحدار المثقف وانزلاقه )
( ” المفكر ” أو المثقف أو اﻷكاديمي ، الذي يجعل من معاناة السوريين القاسية ، مادة ل التندر و ” خفة الدم !!! ” و ” المقلسة ” ، يضع نفسه في طابور الجاهلين الذين لا يفرقون بين السبب والنتيجة ، هذا إذا لم يكن من الخلايا النائمة المكلفة بزعزعة ثقة الناس بوطنهم وبأنفسهم ، والمعنية بترحيل مرارة الناس ونقمتها ، من على العدو الحقيقي الدولي والاقليمي واﻷعرابي ، وتحميلها ﻷولئك الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن ، والعمل بمختلف السبل لحمايته والحفاظ عليه.)
-23-
( خبراء الفيسبوك العسكريون.! )
( حبّذا ، لو أنّ ” خُبراء العلم العسكري !!! ” في الفيسبوك ، يتوقّفون قليلا ً عن إعطاء الدروس في فنّ الحرب والاستراتيجية والعمليات والتكتيك والحشد والتجمع والهجوم والدفاع والإغارة والكمين ..
وفقط ، نتمنّى منهم أن يُؤدّوا الخدمة الإلزامية أوّلا ، في إحدى التشكيلات الميدانية المقاتلة ، قبْلَ أن ينتقلوا للتنظير في ما لا يعرفون فيه شيئاً . )
ـ24ـ
( عندما يقرأ ” سعد الحريري بْنُ أبيه ” )
– صبي السعودية الأمّي المأفون ” اللبناني ” سعد الحريري بْنُ أبيه ” ، يقرأ الخطابَ الذي كتبه له الكتبة المرتَهَنون لنواطير عشوائيات الكاز والغاز . دون أنْ يدرك أنّ ما يقوله صار بالياً وموضع سخريةٍ وتندُّر ، حتى من أسياد أسياده .
– هذا ال ” سعد ” ، لم يتعلّم شيئاً ، رغم مرور عشر سنوات على القرار السعودي ” المستقلّ” ، بأنْ لا يكون ” بهاء ” بل ” سعد ” هو ” زلمة ” السعوديين على رأس الحكومة اللبنانية ..
– فماذا يمكن أن يُنَتَظَرَ من صَبِيٍ بَرْهْنَ ، خلال عشر سنوات ، عجزه الكامل ، عن تٓعَلُّمِ ألف باء السياسة .
– فالِج لا تعالج . ومع ذلك سيبقى ” سعد بن أبيه ” في قلب العملية السياسية في لبنان .
– كان اللهُ في عَوْنِ لبنان واللبنانيين .
ـ25ـ
( السيادة والحرية والاستقلال ” الاستئليل ” هي مشروع” رفيق الحريري السعودي ” اللبناني ” .
افْرحوا أيّها اللبنانيون ، فَ ” سعد الحريري بْنُ أبيه ” السعودي ” اللبناني ” سوف يحقّق لكم ” حُلُم رفيق الحريري ” السعودي ” اللبناني ” في ” السيادة و الحرية والاستقلال ” الذي ترعاه ” الجمهورية السعودية الديمقراطية الحُرّة المستقلّة ” السبّاقة إلى مثل هذه المشاريع الحضارية الديمقراطية . )
-26-
( خطاب ” سعد الحريري بْنُ أبيه ” في الذكرى العاشرة لاغتيال ” رفيق الحريري ” ، خطابٌ صهيو / سعودي ، بامْتياز .
و مع ذلك ، ورغم ذلك ، يبقى كُلُّ ما قرأه ” سعد الحريري بْنُ أبيه ” ، السعودي ” اللبناني ” لا يُساوي الحِبْرٓ الذي كُتِبَ به ، بل لا يُساوي قُلامَة َ ظِفـْر . )
التعليقات مغلقة.