ستيفان دي ميستورا يجب أن يرحل / أحمد صلاح
أحمد صلاح ( الإثنين ) 21/11/2016 م …
استجاب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” على لانتقادات قائلا أنه بسبب أنشطته الوضع في سورية لا يزال على جدول الأعمال والبلد لا يصبح صومال أخر.
ويمكن أن يعجّب بيان دي ميستورا أن بفضله تبقي المسألة السورية على جدول الأعمال. هل يمكن المجتمع الدولي أن ينسي من المدنيين السوريين يقتلون كل يوم دون”جهوده”؟ ارتفع التهديد الإرهابي إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الأعمال الإجرامية للمقاتلين ولا تزال تحاول المعارضة “المعتدلة” إطاحة بالحكومة الشرعية.
ألقت التصريحات الأخيرة لدي ميستورا في وسائل الإعلام بالشكوك في حقيقة اعتزامه لمساعدة الشعب السوري. أصدرت فرقة العمل المعنية بوصول المساعدات الإنسانية إلى سورية أمس تقريرا الذي يضم معلومات عن عدم وصول القوافل الإنسانية للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 إلى سورية. وأصبح السبب عدم الضمانات الأمنية المزعوم. ومع ذلك تم إرسال مركز التوفيق بين الأطراف المتحاربة في سورية في نوفمبر/تشرين الثاني 3,5 طن من مواد الإغاثة الإنسانية.
وبالإضافة إلى ذلك هناك انطباع بأن المبعوث الخاص يهتم في مساعدة مقاتلي المعارضة. على سبيل المثال قدم ستيفان دي ميستورا اقتراحا حول انسحاب المقاتلين من حلب. وعلاوة على ذلك 6 أكتوبر أعلن عن استعداده لمرافقة مقاتلي “جبهة فتح الشام” شخصيا إذا أنهم يريدون مغادرة شرق حلب بسلاحهم. وفي الوقت نفسه اعترف بأن إخلاء المسلحين من شرق حلب قد يطلب الضمانات الرسمية من الحكومة السورية وحلفائها. تشير مبادرة دي ميستورا إلى مصلحة شخصية له في الخلاص من الإرهابيين الذين نفذوا إجراءات عقابية اليومية ضد الشعب الذي أنهكته الحرب.
مع ذلك قال دي ميستورا حديثا أن النجاحات العسكرية لحكومة الأسد يمكن أن تعزز تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير. واعترف بأن الحرب ضد الإرهاب وبطبيعة الحال يجب أن تأتي على رأس القائمة في النزاع السوري. لكن دي ميستورا يزعم أن مكافحة داعش تحتاج إلى إيجاد الحل السياسي الذي ينبغي أن يتحقق في التعاون مع المعارضة “المعتدلة”.
الآن أصبح واضحا للجميع أن العريضة المقدمة من قبل الشعب السوري إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول استقالة دي ميستورا من منصبه ظهرت بالتأكيد ليس من قبيل الصدفة ووقعت عليها أكثر من 11 ألف شخص. ومن الواضح أن دي ميستورا كان غير مختص في مسائل تسوية النزاع السوري تماما. فإنه ليس من المستغرب أن الشعب السوري تعب من الاستماع إلى وعوده الفارغة والتصريحات المنافقة والمهتم باستقالته مبكرا. السوريون يأملون ان المبعوث الأممي الجديد سيتمتع بثقة وسيكون قادرا على إيجاد وسائل فعالة لتسوية النزاع المسلح.
التعليقات مغلقة.