سوريات على جبهات القتال .. يد تربي وأخرى تحمل السلاح

 

الأربعاء 23/11/2016 م …

الأردن العربي …

خمس سنوات مرت منذ بداية الحرب في سوريا، تلك الحرب التي فجعت السوريين في وطنهم، والذي كان قبل بضع سنوات جنة الله في أرضه، وفي خضم المعارك، فإن أكثر من يعاني من ويلات الحروب هم النساء والأطفال.

المرأة السورية التي عرف عنها شغفها بالجمال والموضة، دفعتها ظروف الحرب والدمار الذي يخيم علي أرجاء الوطن إلى خوض تحديات ذات طبيعة مغايرة عما ألفته، لكنها بعزم وصمود لا يضاهى، نجحت في كل ما خاضته من تحديات، وأثبتت قدرتها على تحمل أقسى الظروف.

فبحسب دراسة أممية، فإن أكثر من ربع الأسر السورية تعولها امرأة، ومع كل يوم يطول فيه أمد هذه الحرب يزداد هذا العدد.

لم تكتف المرأة السورية بما حققته، بل قررت النزول إلى ميادين القتال، كتفا بكتف إلى جانب الرجل، في الصفوف الأمامية لا الخلفية، في شجاعة تعجز أبلغ الكلمات عن وصفها.

عبر أثير راديو “سبوتنيك”، من خلال برنامج “ضيف الأسبوع”، ألقي الضوء على بطلتين، قررتا النزول إلى ميدان القتال ، لصد هجوم الجماعات الإرهابية، تاركتين أسرتيهما.

بطلتنا الأولي هي أم محمد، من دمشق، ورغم كونها العائلة الوحيدة لأبنائها، التحقت منذ أربع سنوات بقوات الدفاع الشعبي، حبا للوطن، ورغبة في الزود عنه، وإيمانا منها بالمساواة مع الرجل حتى بأرض المعركة.

أتقنت أم محمد الرماية بالأسلحة، والتعامل مع السيارات المفخخة، بالإضافة إلى الإسعاف الحربي لجرحى المعارك. بتفاؤل وإيمان تحدثت أم محمد، ووجهت التحية للنساء السوريات في كل المجالات، وطالبتهن بالتحلي بالصبر، وأوصتهن بالإكثار من الدعاء للوطن بالنصر.

وقالت بطلتنا الثانية اليوم، أم علي من حلب، من جانبها إنها تركت أبناءها للالتحاق بالجبهة مع رفيقاتها حاميات الديار، محاربة منذ أربع سنوات بقوات الدفاع الشعبي.

وتقول أم علي “عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن، ليس هناك رجل وامرأة، لابد أن يكونا يدا واحدة، فمثلما نطالب بحقوق المرأة، نؤدي واجباتنا نحو وطننا”.

تروي أم علي جزءا من بطولاتها، فتقول” يوما ما هاجمتنا سيارتين مفخختين، وبدأ المسلحين في محاولة التقدم، فقمنا بالتصدي لهم، وقتلنا منهم الكثير، ولم نسمح لهم بالتقدم ولو لشبر واحد، ووجدنا وسط جثث القتلى أجانب”

وعن وجود تأثير للاختلافات الفسيولوجية بين المرأة والرجل، تقول أم علي إن المقاتلين يكملون بعضهم البعض، ولا توجد أدنى صعوبة في التأقلم مع الرجال، وأن القائد غرس فيهم روح الأخوة، فلا توجد أدنى تفرقة.

وتتابع “في البداية كان هناك اعتراض من عائلتي، لكن زوجي وولداي أيدوني وشجعوني”

وتؤكد أم علي قيام التنظيمات الإرهابية بتفخيخ ممرات الخروج الإنسانية المعدة من قبل القوات الروسية والسورية، لمنع المواطنين من الخروج.

وختاما وجهت أم علي الشكر لقائدها معتبرة إياه مثالا للتفاني في العمل، وناشدت الشعب السوري العمل قدر استطاعته من أجل إنهاء الحرب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.