نحن “أخيل” غزة الفلسطيني ورفاقه .. هَيْهاتَ مِنّا الذِّلَّة، ولا تغرّنا احصنة طروادة! / الياس فاخوري




الياس فاخوري* ( الأردن ) – الثلاثاء 12/3/2024 م …
(==) حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة المرفقة لهما معا …
** لا كأخيل الإغريق (Achilleus)، أخيل غزة الفلسطيني لا يُقهر حتى لو أُصيب في عقبه / كاحله أو كعب قدمه فقد غمرته أُمُّه بماء المقاومة السحري من رأسه حتى اخمص قدمية.
اما هدايا/أحصنة طروادة (Trojan Horse) المقدّمة كٓعٓرابين سلام من دول المحور الصهيواوروبيكي – ولم يبلغ الحصار سنوات طروادة العشر بعد – فغير مقبولة ولن تمر الى داخل الأسوار ليخرج منها جند الصهاينة ويسيطروا على غزة، وكل فلسطين!
دخلنا شهر رمضان على عتبة الأسبوع الثاني من الشهر السادس بتوقيت ساعة السابع من أكتوبر/ تشرين الاول والمشاهد اليومية في غزة هي هي ..
قصف ودمار ووداع شهداء وحرب تجويع مستمرة .. في تحدٍ سافرٍ للانسانية ولبليوني عربي ومُسلم بكل جيوشهم، ما فتئت آلة الحرب والصواريخ الإسرائيلية تقوم بتدمير متعمّد وإلحاق أضرار جسيمة في مرافق البنية التحتية بقطاع غزة، ليصبح منطقة غير صالحة للسكن بهدف التهحير القسري ..
وتواصل ألة الفتك تلك قصف البيوت الآمنة وتهدمها على رؤوس اهلها وتُحطّم المُستشفيات والمرافق الصحية الاخرى والمدارس والمساجد والكنائس ..
كما قامت بقتل المرضى في أسرّتهم عداك عن انتزاع حياة الكثيرين بحرمانهم الحدّ الأدنى من أسباب العلاج فضلاً عن انعدام الدواء والغذاء وانقطاع المياه والكهرباء ..
ما يزيد عن 110 ألاف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود في جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة بحق قطاع غزة .. أكثر من 90% من الضحايا هم من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء، ومئات العاملين في المجال الصحي، وعناصر الدفاع المدني، والصحافة والإعلام ..
 فقط في غزّة، من لم يمت بالجوع قتلته المساعدات، اذ يبدو ان المغول قد خرجوا من قبورهم!
ممارسة نزعة العنصرية والكراهية هذه  تعيدنا لوصف رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيغين الفلسطينيين ب”حيوانات تسير على رجلين”، وتلاه رئيس الأركان الاسرائيلي الاسبق رفائيل إيتان بقوله ان الفلسطينيين “صراصير في زجاجة”!
هذه العنصريّة البغيضة تنسحب أيضاً على استطلاع واستقصاء داخل معاهد التعليم الإسرائيلي، والذي يشير الى انّ حوالي 75 % من اليهود يعتبرون العرب “أميين وبرابرة”!
وهنا لا بد من استدعاء الحاخام شبطاي تسڤي أو سبطاي سوي (Sabatay Sevi أو sabbatai Zewi أو Sabatha Sebi) الذي أعلن نفسه المسيح اليهودي المنتظر عام 1666 وخرج بنظرية “الخلاص من خلال ارتكاب الخطيئة” خلافاً للعقيدة المسيحية “الخلاص من خلال موت المسيح على الصليب وقيامته” (فقد قدّم السيد المسيح نفسه فدية أو ذبيحة من أجل الانسانية) ..
ويبدو ان الصهاينة قد “طوَّروا” نظرية الحاخام تسڤي وانحدروا بها من “الخلاص بارتكاب الخطيئة” الى “الخلاص بارتكاب المجازر والمذابح والاجتثاث والابادة الجماعية” بدعم امريكواوروبي مطلق وغير مشروط!
وبعد، فهم يرون في الجثث المكدسة في الشوارع، وتحت الأنقاض “ضرورة ربّانية” لتطهير “أرض الميعاد” من “تلك المخلوقات الهجينة” لكأننا نعيش العهود الأمبرطورية في الصين حيث كان يتم إعدام معارضي الأمبراطور وأُسٓرِهم ..
لكأننا في عام 1402 حيث، وبالتهمة ذاتها، تم إعدام العلامة فانغ تشياو وجميع أقاربه وتلامذته وصحبه (حوالي 873 ضحية)! فأيّ سلام ننتظر من هؤلاء وأولئك، وأيّ دولة يُهدون – بل يُخبِّئون – بذلك الحصان الطروادي!؟
نعم خرج المغول من القبور .. ورغم ذلك، وفي غزة وفلسطين فقط، تتدحرج الرؤوس الاسبارطية .. فليس الفلسطينيون هم الذين  توافدوا من زوايا البسيطة واصقاع العالم لاغتصاب الارض واجتثاث أصحابها.
وما عملية طوفان الأقصى الا نتاج قرن كامل من نواح الثكالى، وأنين الأطفال، وصراخ الزنزانات والمدافن .. ويأتيك الاعلام الغربي، وان بلغة مخملية أحياناً، ليصب جام حقده والغضب على المقاومة وأهالي غزة .. انهم يدفعون الانسانية الى الخواء!
نعم خرج المغول من القبور .. ورغم ذلك تبدو “اسرائيل” محبطة على حافة الهاوية وكانها تقاتل، على نحوٍ دونكيشوتي، طائر العنقاء وتحارب أشباحاً تخرج من باطن الأرض ورمالها المتحركة.
نعم، دخلنا شهر رمضان على عتبة الأسبوع الثاني من الشهر السادس بتوقيت ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول وأسطورة المقاومة تتحقق في الميدان على أرض المعركه وأسطورة “إسرائيل” تتحطم وتُستبدل بالتلفيق والتدليس والتزييف والتمويه .. وحرمة شهر رمضان عند الله بعظمة، وجلال، وصلابة حرمة الشعب وكرامته في غزة .. منتصب القامة شامخاً كان الفلسطيني وسيبقى، ولا تزال فلسطين هي فلسطين من النهر الى البحر، ومن الناقورة الى ام الرشراش ..
لا كأخيل الإغريق (Achilleus)، أخيل غزة الفلسطيني لا يُقهر حتى لو أُصيب في عقبه / كاحله أو كعب قدمه.
وهدايا/أحصنة طروادة (Trojan Horse) المقدّمة كٓعٓرابين سلام من دول المحور الصهيواوروبيكي – ولم يبلغ الحصار سنوات طروادة العشر بعد – غير مقبولة ولن تمر الى داخل الأسوار ليخرج منها جند الصهاينة ويسيطروا على غزة، وكل فلسطين ..
هَيْهاتَ مِنّا الذِّلَّة، ولا تغرّنا احصنة طروادة .. “يأبَى اللهُ لنا ذلِكَ ورَسُولُهُ والمؤمِنوُنَ، وحُجُورٌ طابَتْ وَأنُوفٌ حَميَّةٌ ونُفُوسٌ أبيَّةٌ، أنْ نُؤْثِرَ طاعَةَ اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ”!
وتكراراً، لا حل الا بالعودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر!
فما حل الدولتين الا محاولة خجولة لطمأنة العدوّ ومكافئته على جرائمه ووحشيّته (حصان طروادة) ..
لا حل الا على نبض ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 – حل العودتين والدولة الواحدة: لا اغتصاب، لا تهجير، لا لجوء ..
ليعد أهل فلسطين – حملة المفاتيح، زُرٌاع التين والزيتون – الى ديارهم، وليعد المغتصبون الى حيث تحدّروا وآباؤهم ..
ليعد نتنياهو الى بولندا، و”سموتريتش” الى اوكرانيا و”يسرائيل كاتس” الى رومانيا .. حِلّوا عن فلسطين فالسَّاعَةُ مَوْعِدُكمْ “وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”!
وهذا ايمان “ديانا” المطلق: ”اسرائيل الى زوال” ما زال منقوشاً على ظهر الدهر لتهزم الموت روحا نقيّا كالسَّنا .. نعم، “ديانا”، نقرأ “القمر – 46″، ونصغي لصدى خطواتِكِ فى أرض فلسطين ..

الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..

 

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

* الياس فاخوري

كاتب عربي أردني

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.