غزة ….ارض البطولة والتضحية / ميلاد عمر المزوغي
ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الثلاثاء 12/3/2024 م …
خمسة اشهر وبضعة ايام وسكان القطاع يتعرضون لأبشع انواع القتل والتهجير والتنكيل, لقد اسقطت غزة القناع عمن يدعون التحضر وحقوق الانسان وتقرير المصير ,شعب محاصر على مدى عقدين من الزمن, ما يقرب من الثمانية عقود ولم تسعى الدول العظمى الى تطبيق قرار التقسيم ,بل نراها تساعد المحتل في اقتطاع اجزاء من الارض ستؤدي يوما ما الى ابتلاع الارض بأكملها لصالح المحتل الصهيوني.
أي معنى لإلقاء السلات الغذائية جوا من قبل امريكا وبعض الدول الغربية والتي لا تسمن ولا تغني من جوع وهذه الدول تمد الكيان الصهيوني بمختلف انواع الاسلحة والذخائر؟ أي معنى لإنشاء مرفأ لتلقي المساعدات الدولية والصهاينة مستمرون وعلى مدار الساعة في قصف القطاع بمختلف انواع الاسلحة؟.
المطبعون العرب, ترى على أي اساس قمتم بالتطبيع مع الكيان؟ أ ليس لأجل قيام الدولتين؟ والعدو اعلنها صراحة مدوية ابان هذه الحرب بانه لا يؤمن بوجود دولة فلسطينية الى جواره, والسؤال الاهم هو هل وصلت بكم الوقاحة التي لم نشهد لها مثيل على مر التاريخ الى امداد العدو بالمؤن عبر خط بري من دبي الى مدن العدو مارا بالأراضي المقدسة ؟.
ما يسمى بدول الطوق لفلسطين, تتباهون بانكم تقومون بإنزال المساعدات الغذائية جوا على سكان القطاع ومعظمها يسقط في البحر بموافقة مسبقة من العدو , ولم تقوموا بإدخالها عبر حدوكم المشتركة مع الضفة والقطاع بينما تنظرون بالعين المجرة الى طائرات العدو وهي تلقي قنابلها على الغزاويين ودبابته تدك مساكنهم, تم تدمير جميع المباني وتسويتها بالأرض بما فيها المشافي وانتم تتفرجون ان لم نقل تتشفون ,أي نوع من البشر انتم ؟ أي معنى للعروبة ؟ أي معنى لإسلامكم ان لم تنصروا اخوانكم وهم على مرمى حجر منكم؟ في غزة كل يوم يسقط ضحايا نتيجة عدم توفر ابسط انواع الاغذية التي تسد الرمق.
أي معنى لوجود ما يسمى بجامعة الدول العربية؟ اما آن لمجلس رئاستها ان يقدم استقالته الجماعية؟ كنتم تضعون الشركات المتعاونة مع العدو على قائمة الحظر, اما اليوم فان غالبية الدول العربية تقيم علاقات طبيعية بل ممتازة مع كيان العدو حيث التعاون في مختلف المجالات بما فيها شراء الاسلحة والمنتجات الصهيونية.
ندرك جيدا ان هناك العديد من المتشفين لما يحدث لسكان القطاع, ويلقون باللائمة على حركات المقاومة, لأنها بدأت الحرب قبل ان تصل الى احداث تعادل في ميزان القوى مع كيان العدو, نقول: منذ متى كان صاحب الارض ينتظر توازن القوة مع العدو كي يبدأ عملياته لاسترداد ارضه؟ لو كان الامر كذلك لما استطاعت حركات تحرر بسيطة وهي لا تملك الا اسلحة بدائية ولكنها تملك الارادة من اجبار العدو على الرحيل, بل اجبر بعض المستعمرين على الاعتراف بجرائمهم بحق الشعوب التي احتلوها واعتبار ذلك اعمالا غير انسانية تتنافى وحق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بأمن وسلام.
كيف للعرب حكاما ومحكومين يصوموا رمضان ويجهزون له ما لذ وطاب من الاطعمة,بينما سكان القطاع يصومون منذ خمسة اشهر؟ .ستنتصر غزة يوما.
التعليقات مغلقة.