تبادل الأسرى أم إبادة حماس؟.. سؤال يربك حسابات نتنياهو وحلفائه / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الجمعة 15/3/2024 م …




إلى أين يتجه الكيان الصهيوني؟ إلى صفقة إطلاق سراح المختطفين أم التقدم من أجل تحقيق هدفه الأول المعلن من هذه الحرب هو إبادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” طمعاً بالانتقام منها لترميم هيبة إسرائيل ورئيس وزرائها “نتنياهو” واعادة ثقة الإسرائيليين به وبجيشه؟
بالمقابل لم يتوقف الرئيس الأمريكي بايدن وأركان إدارته منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، عن إظهار دعمه الكبير واللامتناهي للكيان الصهيوني، حتى بات البعض ينظر إلى واشنطن على أنها طرف رئيسي بالحرب، والتساؤل الذي يثار هناهو: لماذا لا تقوم أمريكا بتحرير أسرى الكيان الصهيوني على الرغم من تفوقها العسكري والتكنولوجي؟
إن سير المفاوضات التي تجري الآن بين قادة حركة حماس وإسرائيل برعاية عربية وغربية تواجه عقبات كثيرة، منها معارضة أمريكا لهذه المفاوضات التي لا ترغب في نجاحها ، لذلك إطلاق سراح المختطفين الاسرائيليين ذريعة أمريكية إسرائيلية لاستمرار العدوان الهمجي على غزة، ومن هنا تنظر أمريكا الى هذه الحرب من المنظار الاستراتيجي من خلال القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية وتفكيك منظومتها العسكرية، كما تريد إدارة بايدن الفوز بالانتخابات القادمة من بوابة الحفاظ على أمن اسرائيل وإطالة أمد هذه الحرب.
وعلى الطرف الأخر وجه بايدن الجيش الأميركي لإنشاء رصيف بحري مؤقت في البحر المتوسط على ساحل غزة، لإيصال المزيد من المساعدات، فظاهره مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر وباطنه تشجيع هجرة الفلسطينيين طوعاً إلى أوروبا، وإلغاء أي دور لمعبر رفح البري على الحدود مع مصر، ما يعني تحكم إسرائيل بكافة منافذ غزة وإنهاء أي سيادة للفلسطينيين على المعابر.
بالتالي إن إقامة الميناء الأميركي العائم قبالة غزة يؤكد أن إدارة بايدن لم تبحث أي حلول لإنهاء الحرب على غزة، بل تناقش وتبحث سبل إطالة الحرب ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وحماس وتثبيت الوجود الأميركي بالقطاع بما يخدم المصالح الإسرائيلية وتحقيق ما لم تستطع إسرائيل إنجازه بالحرب.
والأهم في الحرب على غزة أن المقاومة إمتلكت إرادة المواجهة، فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء فلسطين لتدمير إرادة الحياة.
وهنا يمكنني القول إن أمريكا وإسرائيل عدوان لدودان فهما لا يريدون لنا الخير ولا يريدون لنا أن نكتشف مسالكه ونبني تجاربنا على هذا الأساس العادل، لا يريدون أمة حرة ومبدعة وذات إعتبار ووزن وثقل، لا يريدون أن نكون امة تقرر مصيرها بنفسها، ومع ذلك فان الشعب الفلسطيني في غزه يثبت إنه شعب جبار بصموده وتصديه لهذا العدوان الغاشم.
نعم المقاومة اليوم تؤرق مضاجع قادة الكيان الصهيوني وجنرالاته، وغزة تفشل آلته القمعية التي تحاول إرهاب الشعب الفلسطيني بها في كسر شوكة وإرادة رجال المقاومة المتسلحين بالإرادة والتحدي، والإيمان بالنصر، لذلك فإن الإستراتيجية التي اتبعت لإسقاط حركة المقاومة الاسلامية “حماس” قد فشلت، وهي لم تحقق ما كانت أمريكا وغيرها تأمل بتحقيقه، وسقط الرهان على إسقاط دور المقاومة خلال هذه الحرب.
وأخيراً ربما أستطيع القول إن من مصلحتنا القيام بحراك شعبي عربي وإسلامي لكشف الوجه الإستعماري والعنصري والإرهابي القبيح لإسرائيل ومواجهتها، ورفض التفاوض والصلح والتعايش معها والإصرار على زوالها كغدة سرطانية خبيثة في منطقتنا، لذا فقد آن الأوان أكثر من أي وقت مضى لتطوير هذا الحراك لدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني لمواجهة المشروع الصهيوني وإفشاله، ولتحرير فلسطين والجولان وجميع الأراضي العربية المحتلة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.