عودة الى سياسة الرئيس اردوغان والاعيبه التي لن تتوقف ضد روسيا / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 22/3/2024 م …




ربما  يعد الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين ليس خبيرا في دهاليز دول الغرب الاستعماري فحسب بل وحتى تلك  الدول التي ترتبط بعلاقات معها مثل تركيا  واستطاع ان يجد فسحة  للحوار مع اردوغان  جراء  سياسة النفس الطويل مع الرئيس التركي  رغم مواقفه غير الثابتة  كما فعل الشيئ نفسه  واستطاع ان يخترق الجدار  نحو حكومات وانظمة كانت محسوبة حليفة تاريخيا  للولايات المتحدة مثل السعودية  والامارات وغيرها من دول المنطقة.  

ولايخلف اثنان على ان تركيا بلد جميل بطبيعته وان الله حباه بذلك قضلا عن موقعها  الستراتيجي والمهم  بين اوربا واسيا وطبيعتها الجغرافية حيث المضائق والبحار والممرات المائية الى جانب ثرواتها الزراعية لكنها تفتقر الى النفط والغاز مما جعل معظم قادتها الذين تناوبوا على الحكم شغوفين بهذه الثروات ويغامرون من اجل الحصول عليها ويلعبون على الحبال سياسيا  من اجل توفيرها باية طريقة وكان الرئيس اردوغان مثالا على مانقول.

نشعر بالحزن حقا عندما يعتقد البعض او يروج لمقولة ان تركيا تتعامل مع دول الجوار الاسلامية  ” العراق وسورية” من منطلق كونها هي الاخرى دولة اسلامية لكن الذي يحصل ان تركيا الحقت ضررا كبيرا بسورية والعراق جراء تحكمها بمياه نهري دجلة والفرات خلافا للقوانين الدولية واحتلال اراضي تابعة للبلدين والقيام باعمال عدوانية بذريعة محاربة  الارهاب وتسببت  بسياستها الانتهازية ضررا فادحا بالبلدين الجارين  مستغلة قدراتها العسكرية ومعتمدة على القوة ووجودها  كعضو فاعل في حلف شمال الاطلسي ” ناتو” العدواني  وكم من الامرات دعت دول الحلف الى مساندتها في حملات عسكرية  ضد سورية احبطتها روسيا  لوقوفها الى جانب دمشق ضد الجماعات المسلحة المدعومة من انقرة و التي لازال بعضها يحتل محافظة ادلب السورية الا ان اردوغان استطاع  هو الاخر رغم كل ذلك  وبحكم انتهازيته ان يجد خيطا في الازمات بين موسكو وعواصم الغرب  يمسك به للحوار مع روسيا خاصة في عهد الرئيس بوتين الذي لا يتوانى بالدفاع عن مناطق روسية  ويعتبرها خطا احمرا جرى ضمها الى اوكرانيا خلال الحقبة السوفيتية منها جزيرة القرم  لكن ومن باب الاستفزاز تكرر انقرة  وفي مناسبات واوقات محددة  مقولة ان   جزيرة القرم ليست روسية فتلتقي بذلك مع دول ناتو بهذا الخصوص.

تركيا تثير هذه المقولة من منطلق الالاعيب السياسية التي درجت عليها  وارضاء لدول ” ناتو” خاصة الولايات المتحدة التي تتهمها شخصيات تركية مسؤولة في حكومة اردوغان  بانها كانت تقف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت  عام 2016  لاطاحة اردوغان .

 بعد صمت  عادت الان تركيا تكرر ذات المقولة التي يرددها الغرب حول جزيرة القرم فقد  اعتبرت في بيان لمناسبة مرور 10 سنوات على انضمامها الى روسيا ان الاستفتاء الذي جرى  في 16 اذار عام 2014  في الجزيرة غير شرعي لكن انقرة لم تلتفت الى قبرص التي تحتلها منذ سنين عسكريا  ولم تلتفت لكل القرارات التي تؤكد على ضرورة توحيد الجزيرة التي جرى تقسيمها الى قبرص التركية وقبرص اليونانية حصل ذلك جراء غزوها عسكريا  في يونيو حزيران عام 1974.

ماهي المناسبة التي تثير فيها تركيا مثل هذه الامور وهي في وضع تحتاج فيه الى روسيا التي عرضت على انقرة الكثير من  الامتيازات الاقتصادية  وجعلتها ممرا للغاز والنفط الى اوربا وشيدت لها محطة نووية لانتاج الطاقة الكهربائية واعادت لها السواح الروس في مواسم السياحة الى منتجعاتها وشوطئ بحارها وزودتها حتى بمنظومة دفاع جوي اس 400؟؟

صحيح ان الولايات المتحدة  تراجعت عن بعض من شروطها لتصنيع مقاتلات في تركيا وتعهدت باعادة النظر في صفقة مقاتلات توقف ارسالها الى انقرة لكن الصحيح ايضا ان روسيا المنشغلة الان في الحرب مع اوكرانيا   وتتصرف مع انقرة بما نراه الان لكن الامر  بما لن يستمر على هذا المنوال حين تنتهي الحرب لصالح روسيا  وتتفرغ كليا الى مراجعة الملفات خاصة ما يتعلق بالشان السوري وان الفترة القادمة سوف تكشف عن ذلك ؟؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.