من االنكسة الى الكرامة.. هكذا تمكن الجيش الاردني من الحاق الهزيمة بجيش الاحتلال!/ د. فيصل الغويين




د. فيصل الغويين ( الأردن ) – السبت 23/3/2024 م …
بعد احتلال اسرائيل للضفة الغربية في حزيران 1967، والتي كانت جزءا من الأردن، أخذت منطقة الأغوار تنشط فيها مجموعات من الفدائيين. وكان الجيش العربي الأردني يقوم بتغطية العمليات التي كان ينفذها الفدائيون داخل الأراضي المحتلة. وخلال الفترة ما بين 1967 – 1970، حصلت عشرات الصدامات بين القوات المسلحة الأردنية وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الجبهة، بما اصطلح على تسميته ب “حرب الاستنزاف”.
لم تكن بداية معركة الكرامة مع ساعة الصفر التي بدأ بها العدو هجومه، تمام الخامسة والنصف صبيحة يوم 21 آذار 1968؛ فقد سبق ذلك قيامه بعدة هجمات مركزة من قصف جوي ومدفعي على طول الجبهة الأردنية، طوال أسابيع، ومهد باستعداد واسع النطاق في المجالات النفسية والسياسية والعسكرية.
لم تكن أهداف المعركة عسكرية بحتة، بل كانت مزيجا مزيجا من الأهداف الاقتصادية والسياسية والعسكرية، كما أراد بواسطتها تغيير الحال العام في المنطقة من حال الصمود الأردني، إلى حال تحقق له الأهداف التي أراد الحصول عليها من حربه العدوانية في حزيران.
فقد ارادت إسرائيل من الحرب إرغام الدول العربية على قبول التسوية التي يفرضها لحل القضية الفلسطينية، من مركز قوة وبالشروط التي تراها. وهناك مبررات عديدة للاعتقاد بأن العدو كان يهدف إلى احتلال مرتفعات البلقاء، والاقتراب من العاصمة، للضغط على الأردن لقبول مبدأ المفاوضات المباشرة.
وبالرغم من الخسائر الكبيرة التي أصابت قواتنا نتيجة السيطرة الجوية الإسرائيلية على أجواء المعركة في حزيران 1967، – بعد أن تمكن من تدمير القوة الجوية العربية في مصر وسورية والأردن -، بقي الجيش قادرا على إعادة التنظيم والبناء بسرعة كبيرة، واحتل مواقع دفاعية جديدة على الضفة الشرقية من نهر الأردن، وبقيت عقيدة القتال، والتصميم على خوض المعركة في أعلى مراحلها.
كان من أهم دروس حرب حزيران ضرورة التطوير السريع لجهاز الاستخبارات الأردني، ليكون قادرا على الحصول على المعلومات الدقيقة، وإعطاء الإنذار المبكر لأية عملية قادمة.
وكان واضحا لأجهزة الاستخبارات الأردنية أنّ ثمة زيادة في عدد وعدة القوات الإسرائيلية، وأنّ عملية كبيرة تنوي إسرائيل القيام بها. وراهنت القيادة الإسرائيلية على عوامل اعتبرتها مشجعة، أبرزها انخفاض الروح المعنوية للعرب، وأنّ أيّ عمل عسكري سينجح بسهولة، وأنّ الجيش الأردني لم يكن قد تمكن بعد من تعويض ما خسره في حرب حزيران، خصوصا في مجال الطيران.

 

 

زاد العدو من حجم قواته المواجهة للجبهة الأردنية، وعلى المستوى السياسي تقدم بشكاوى إلى مجلس الأمن ضد المملكة، وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي(ليفي شكول)، ووزير دفاعه (موشيه دايان)، الأردن محملين إياه مسؤولية أعمال المقاومة التي حدثت في الأرض المحتلة، واجتمعت الحكومة الإسرائيلية أكثر من مرة لمناقشة الموقف، واستنتج مدير الاستخبارات الأردني غازي عربيات (1928 – 1979)، قيام العدو باتخاذ مواقف معينة، حيث تم التحسب لكافة السيناريوهات، ورصد تحركاته.
وعلى المستوى السياسي كانت العمليات المتوقعة تهدف إلى الضغط على الأردن، لإجباره على منع المقاومين من دخول الضفة الغربية المحتلة. بدأ الرصد الاستخباراتي للتحركات الاسرائيلية منذ أن بدأت تتجمع على تخوم نهر الاردن، وتبين أنّ هدفها كبير وخطير، وفي صبيحة يوم الحادي والعشرين من آذار 1968 بدأت تلك القوات هجومها.
في فجر الحادي والعشرين من آذار عام 1968 بدأت اسرائيل هجوماً واسعاً باتجاه الأردن وعلى امتداد 50 كيلو متر من جسر دامية في الشمال حتى غور الصافي جنوباً.. وقامت بالهجوم أربعة ألوية، وأسراب من المروحيات والطائرات المقاتلة، إضافة إلى خمس كتائب مدفعية ثقيلة، أما قوات الجيش العربي التي تعيّن عليها مواجهة الهجوم، فكانت تتألف من الفرقة الأولى بقيادة العميد مشهور حديثة الجازي، وكانت الفرقة تضم ثلاثة ألوية مشاة واللواء المدرع 60، وهي: لواء القادسية بقيادة العقيد قاسم المعايطة، لواء عالية بقيادة العقيد كاسب صفوق المجالي، لواء حطين بقيادة العقيد بهجت المحيسن، اللواء المدرع بقيادة الشريف زيد بن شاكر، مدفعية الفرقة بقيادة العقيد شفيق جميعان.
كانت الأفكار الأولية توحي بصعوبة الصمود أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية المتقدمة ، ولكن الأخبار والبيانات العسكرية التي بدأت ترد من ميدان المعركة، كانت تتحدث عن الصمود الأسطوري للمقاتلين الفلسطينيين وللجيش العربي الأردني، وأنّ المعتدي لم يحقق أيّا من أهدافه، فكانت نقطة تحول كبيرة كان لها أثر معنوي كبير في مرحلة سادها اليأس والقنوط.
استطاعت قوات الجيش الأردني أن تلحق الهزيمة بقوات تتفوق عليها في العدد والعدة، ولأول مرة في تاريخ الحروب بين العرب وإسرائيل اضطر العدو أن يطلب وقف إطلاق النار، وهو ما رفضته القيادة الأردنية قبل انسحاب القوات المعتدية إلى ما وراء نهر الأردن، وفي وجه القصف المدفعي تراجعت القوات الإسرائيلية تاركة آلياتها وقتلاها على أرض المعركة، الأمر الذي لم يسبق حدوثه في الحروب السابقة.
في الساعات الاولى للعدوان أصدرت القيادة العامة للجيش بيانا قالت فيه :” أنّه في تمام الخامسة والنصف من صباح اليوم قام العدو بشنّ هجوم واسع في منطقة نهر الاردن من ثلاثة أماكن، هي جسر داميا وجسر سويمة وجسر الملك حسين، وقد اشتبكت معه قواتنا بجميع الأسلحة، واشتركت طائراتها في العملية، وأنّه دمر للعدو أربع دبابات وأعداد من الآليات وما زالت المعركة قائمة..
وكان قد بدأ القصف المركز على مواقع الإنذار والحماية، ثم بدأ الهجوم الكبير على الجسور الثلاثة. يقول المرحوم مشهور حديثة :” أنّه عند الخامسة فجرا أبلغني الركن المناوب أنّ العدو يحاول اجتياز جسر الملك حسين، فأعطيته تعليمات مباشرة بفتح النار من جميع أنواع الأسلحة على حشود العدو، لذلك كسب الجيش الاردني مفاجأة النار عند بدء الهجوم، ولو تأخر لأتاح للقوات المهاجمة الوصول إلى أهدافها بالنظر الى قصر المسافات التي تقود إلى أهداف هامة”.
وتوالى صدور البيانات العسكرية عن استمرار القتال على طول الجبهة، وأنّ القتال يدور بالسلاح الأبيض في بلدة الكرامة، بعد أن قام العدو بعملية إنزال هناك، بهدف تخفيف الضغط على قواته التي عبرت شرقي النهر، إضافة إلى تدمير بلدة الكرامة، في وقت لم يتمكن من زج قوات جديدة عبر الجسور نظرا لاستهدافها من قبل سلاح المدفعية، وهذا يعني أنّ الخطط الدفاعية التي خاض من خلالها الجيش العربي هذه المواجهة كانت محكمة، وساهم في نجاحها الإسناد المدفعي الكثيف، إلى جانب صمود الجنود في المواقع الدفاعية.
كان الإنزال شرق بلدة الكرامة عملية محدودة حيث كان قسم من الفدائيين يعملون منها كقاعدة انطلاق لعملياتهم، وقد بقي الفدائيون المتواجدون يقاومون في البلدة حتى استشهدوا جميعا.
واستنادا إلى الوثائق التي تركها العدو في أرض المعركة، تبين أنّه رغم إعلانه عن أنّ هدف المعركة تدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، إلا أنّ الهدف الحقيقي كان احتلال مرتفعات السلط المطلة على عمان، وتحويلها إلى جولان ثانية، وحزام أمني لها، مما سيفرض وقائع جديدة على الأرض، يمكن أن ترغم الأردن على قبول تسوية بالشروط الإسرائيلية، بعد تحطيم القوات الأردنية، وهو ما سيعمق أكثر زعزعة الروح المعنوية للمواطنين والجنود.
وبعد يومين من تلك المعركة أخذ جماهير المواطنين تتوافد على ساحة العبدلي في عمان لتشاهد الآليات الإسرائيلية التي غنمها الجيش الأردني من دبابات وناقلات ومدافع، ما لم تشهد مثله عاصمة عربية أخرى.
أثارت نتيجة المعركة موجة استياء في اسرائيل، وقامت مظاهرات في تل أبيب والقدس احتجاجاً على فداحة الخسائر، واعترف رئيس الأركان الإسرائيلي حاييم بارليف بفداحة الخسائر المادية والمعنوية، إذ قال في تصريح له: ” إن شعب اسرائيل اعتاد على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج منتصرة من كل معركة، أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة عدد الإصابات بين قواتنا، والظوهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة، مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا، وهذا هو السبب في حالة الدهشة التي أصابت شعبنا إزاء عملية الكرامة”
كانت معركة الكرامة معركة بين الحق من جهة، والباطل من جهة أخرى، كانت فاصلا بين الغرور المهزوم، وبين الشهادة المشرفّة، وأثبتت أن سلاح الإيمان وإرادة الصمود والتصميم على النصر أقوى من كل الأسلحة المتطورة، وتحقق فيها الانتصار العربي الأول على جيش العدو، وتجسدت فيها أسمى معاني الكفاح العربي ، ليمتزج الدم العربي الأردني الفلسطيني على أرض الأردن.
وجاء في رسالة وجهها الملك حسين بعد المعركة إلى القوات المسلحة :” لقد مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة انعطافا هاما في حياتنا، ذلك أنّها هزت بعنف أسطورة القوات الاسرائيلية، كل ذلك بفضل إيمانكم وبفضل ما قمتم به من جهد وما حققتم من تنظيم، حيث أجدتم استخدام السلاح الذي وضع في أيديكم، وطبقتم الجديد من الأساليب والحديث من الخطط، وإنّني لعلى يقين بأنّ هذا البلد سيبقى منطلقا للتحرير ودرعا للصمود وموئلا للنضال والمناضلين، يحمى بسواعدهم ويذاد عنه بأرواحهم، وإلى النصر في يوم الكرامة الكبرى والله معكم”.
قاد معركة الكرامة المرحوم الفريق الركن مشهور حديثة الجازي (1928 – 1979). وكان للمعركة في روح الفقيد وقع لا ينسى، كيف لا وهو الذي وقف مع الجند في الميدان، جنباً إلى جنب مع ثوار فلسطين يردون بعضًا من الاعتبار المهدور لكرامة الأمة، ويسجلون بدمائهم الطهورة أول ملحمة صمود وبطولة وأول انتصار عسكري على العدو.
كان للمعركة صدى واسع واعتبرت بعض الصحف الأمريكية أنّ المعركة “جعلت الملك حسين بطل العالم العربي”. أما حاييم بارليف رئيس الأركان الاسرائيلي فقال في حديث له:” إنّ اسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران، وأنّ عملية الكرامة كانت فريدة من نوعها، فقد كانت جميع العمليات التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا، ومن هنا فقد اعتاد شعبنا على رؤية قواته العسكرية، وهي تخرج منتصرة من كل معركة، أمّا معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها، بسبب كثرة الإصابات بين قواتنا والظواهر الأخرى التي أسفرت عنها المعركة مثل استيلاء القوات الأردنية على عدد من دباباتنا وآلياتنا”.
مثلت معركة الكرامة بأبعادها المختلفة تحولا هاما في مسيرة المواجهة الحتمية مع العدو الصهيوني، فقد هزت بعنف ولأول مرة أسطورة التفوق الإسرائيلي، وأثبتت أمام القريب والبعيد، أن دروع الجيش العربي، وسواعد أبنائه البررة وشجاعتهم، قادرة على تحقيق النصر، وحماية أرض الوطن من الغزاة والطامعين.
كما أعطت المعركة لأشقائنا في فلسطين المحتلة، فيضا من الإيمان بقدرة هذه الأمة، حيث يخوضون إلى اليوم معركة الحق والوجود، ويقدمون ملحمة من ملاحم البطولة والفداء، مقاومين للاحتلال، متحدين أعمال البطش والإرهاب، رافضين كل محاولات التهجير والتصفية لقضيتهم وقضية الأمة العادلة.
وأبرزت الكرامة التلاحم الكبير بين أبناء الشعب والقوات المسلحة، حيث اختلطت دماء المقاومين بدماء إخوانهم من كافة الأسلحة والرتب، وكما قال المغفور له الملك حسين بعد المعركة :”… وإنني على يقين، بأن هذا البلد سيبقى منطلقا للتحرير، ودرعا للصمود، وموئلا للنضال والمناضلين، يحمى بسواعدكم، ويذاد عنه بأرواحكم”.
وفي الكرامة جرى أول تنسيق عملي على الأرض من أعلى مستوى في قيادة الدولة، وقيادة الجيش، وحركة التحرير الفلسطينية “فتح”، وعناصر من جيش التحرير الفلسطيني.
وتاليا أسماء شهداء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في الكرامة:
1- خضر شكري يعقوب درويش
2- محمد هويمل حتمل الزبن
3- عيسى سليمان عبد الرحيم
4- راتب محمد سعد البطاينة
5- عارف محمد الشخشير
6- سالم محمد سالم الخصاونة
7- عبد الله شعبان عبد الغني شعاينه
8- احمد شحادة محمد عبد الرزاق الشروع
9- محمد محمود فريوان
10- احمد خليل محمد
11- جبر محمود جابر دار جابر
12- عبد الحميد كامل ياسين
13- سلطان محمود محمد الكوفحي
14- محمد نايف محمد بني احمد
15- تميم أحمد حسن الريماوي
16- عبد الرحمن خليل جبريل
17- خالد فوزي عبدالفتاح أبوبكر
18- سلهوم ماطر عيسى الخضير
19- اسماعيل خليل اسماعيل المراعين
20- ناصر محمد مطلق الخوالدة
21- بلقاوي عطا الله فلاح الحراوين
22- فيصل ابراهيم عيسى الرواحنة
23- سميح صالح سلمان الحدادين
24- علي عطية عوض دار الشيخ
25- محمد علي عواد البوريني
26- مسلم قاسم مطير المطارنة
27- محمد فليح الخوالدة
28- محمد سالم عبد الله الرقاد
29- محمود خليل أسعد زين الدين
30- محمد عبد الله سالم
31- نايل صبح سليمان السردية
32- حسن عبد ربه حسن
33- كريم عليان حمدان الزيود
34- عبد المجيد فهد عبد النبي بني أحمد
35- زهير حماد حامد العياصرة
36- عمر احمد قاسم الكساسبة
37- احمد فريد طويرش محمد علي
38- عبد الله سليمان مسلم الطوره
39- محمد فريد موسى الطوالبة
40- حامد محمد احمد اللصاصمة
41- محمد ذياب محمود مطر
42- علي هلال بخيتان الشرفات
43- حسين طالب حسين سكرية
44- طالب شحادة سالم الفقهاء
45- صلاح احمد سليمان القوابيه
46- عارف محمد سالم البصيرات
47- احمد محسن فالح البطاينة
48- سرحان محمد حسن النمارنة
49- بركات محمد علي الزعبي
50- محمد شفيق عبد الله دار احمد
51- عارف محمد حمدان الغنيمات
52- عبد الله فالح محمود القضاة
53- سليمان علي خليل الحسنات
54- محمود علي حسين الحراوية
55- محمد خليل عبد الحي طوس
56- احمد حسن عبد النبي بني احمد
57- محمود أسعد سعادة أبو صباح
58- احمد مجلي عواد الشلول
59- عواد حمد الله علي ابو زيد
60- شتيان مفلح امد الصرايرة
61- مقبول غديفان ثنيان الزبن
62- محمود علي عبد الله القضاة
63- ابراهيم يوسف ابراهيم السوافطة
64- حميد صدف بخيت
65- عبد الكريم محمود حسن الطميزي
66- يوسف حسين عبد الرحمن عراق
67- احمد صالح محسن الذيابات
68- حسين معيلي سلمان
69- علي موسى علي الفريحات
70- مصباح طلب علي رباح
71- عيد فياض راشد العظامات
72- علي عبد الله بخيت العموش
73- محمد محي الدين هزاع قبلان
74- احمد عبد المعطي محمود
75- سليم مفلح محمد الخرشان
76- مصطفى سليمان اسماعيل الترك
77- احمد فريح مطلق العنانزة
78- عدنان لطيف عارف
79- عبد الرحمن محمد كساب النعيمات
80- يعقوب عايد يعقوب بني ايوب
81- هزيل سلمان سليم العوازم
82- محمد احمد فلاح الخطاطبة
83- عيسى علي عيسى العلاونة
84- ابراهيم محمد عبد الله الشروق
85- عبد الله نزال سالم الكعابنة
86- عبد الحميد كامل ياسين

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.