تركيا وحكم الإخوان المسلمين المتصهينين / الطاهر المعز
الطاهر المعز ( تونس ) – الإثنين 25/3/2024 م …
كانت تركيا أول دولة إسلامية تعترف رسميا بالكيان الصهيوني سنة 1949، قبل أن تُصبح عضوًا في حلف شمال الأطلسي وتؤوي قواعد ضخمة تُراقب منطقة غربي آسيا، واستمرت العلاقات القوية، رغم الأزمات ورغم التّصعيد الكلامي بعد السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، بل تضاعفت صادرات تركيا إلى الكيان الصهيوني، من 2,3 مليار دولار سنة 2011 ( خلال فترة احتداد الخلافات التي أعقبت قَتْل تسع موظفي إغاثة أتراك على سفينة “مرمرة”) إلى 7,03 مليار دولار سنة 2022، وتبقى تركيا خامس مُورّد للسلع نحو الكيان الصهيوني، ومن بينها الحديد والصلب والسيارات والأسمنت والمنسوجات، فيما يمر النفط من أذربيجان عبر أنبوب باكو – تبليسي – ميناء جيهان التركي الذي يغطي 40 %من إمدادات العدو السنوية من النفط الخام، كما توفر مجموعة “زورلو” التركية 7% من الكهرباء التي يستهلكها المُستوطنون في فلسطين، وتستورد تركيا المواد الكيميائية والمعدّات عالية التقنية، ومنذ عدوان السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، أصبحت تركيا أهم وجهة سياحية للمُسْتَوْطِنين الصهاينة…
يُشكّل الماضي الإستعماري التّركي (العثماني) والعلاقات مع الإمبريالية “الغربية”، والعُنْصُرية ضد العرب المسلمين والمسيحيين، قواسم مشتركة بين أنظمة الحكم في تركيا والكيان الصهيوني، كما تضم تركيا قواعد ضخمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقيادة القوات البرية للجناح الجنوبي للحلف في إزمير، ورادار الدفاع الصاروخي الباليستي في كوريسيك، الموجّه بشكل أساسي نحو إيران، وقاعدة إنجرليك الجوية التي تستقبل الطائرات التي تنقل المعدات العسكرية إلى الكيان الصهيوني، وانضمت تركيا خلال شهر شباط/فبراير 2024 إلى مبادرة درع السماء الأوروبية التي أطلقتها ألمانيا سنة 2023 ودعمتها 17 دولة، وتستخدم هذه المناورات صواريخ أمريكية، ساعدت الولايات المتحدة الجيش الصهيوني على تطويرها، وتشترك تركيا والكيان الصهيوني في العداء المَرَضِي للعرب، وتنفيذ عمليات عدوانية، بالإتفاق مع روسيا في سوريا، وتتعاون تركيا والكيان الصهيوني لإنتاج بعض الأسلحة مثل الطائرات الآلية، وتشتركان كذلك في الدعم السياسي والعسكري نظام أذرْبَيْجان المعادي للجارة إيران…
أظهرت إحصائيات وزارة النقل التركية، بنهاية شهر كانون الثاني/يناير 2024، أن أكثر من 700 سفينة تركية وصلت إلى موانئ فلسطين المحتلة منذ بدء عدوان السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، بمعدل ثماني سفن يوميًا مُحَمَّلَة بمنتجات أساسية لآلة الحرب الصهيونية كالفولاذ والنفط والمنسوجات، تنقلها شركات مملوكة للمُقرّبين من الرئيس التركي، ومن بينها شركات أبنائه التي ازدهرت علاقاتها كذلك مع قطر والسعودية والإمارت ومصر…
تُؤَكّد البيانات التي تُصدرها وزارة التّجارة التركية واتّحاد المصدرين وتنشرها الصحف التركية ( للعديد منها نُسخة مترجمة إلى العربية) ارتفاع صادرات تركيا إلى الكيان الصهيوني، منذ عدوان السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، وتتضمن الصادرات الأسلحة والحديد والفولاذ والإسمنت والمنسوجات والأسمدة والأسلاك الشائكة والخضر والفاكهة والنفط، ونشرت وسائل الإعلام التركية أخبارًا عن محاولات المجتمع المدني الضغط على الشركات، وعن حملةَ احتجاج تحت شعار: «التجارة مع إسرائيل خيانة لفلسطين»، ونشرت صحيفة «قرار»، أسماء وصور رؤساء الشركات التي تتاجر مع الكيان الصهيوني، مع عنوان بالخط العريض: «كفى! أنهوا التجارة القذرة». ونشرت الصحيفة تقريرًا يؤكّد ارتفاع حجم التجارة مع الكيان الصهيوني خلال شهر شباط/فبراير 2024، بنسبة 20,7% مقارنة بالشهر السابق، وتستثمر شركة «زورلو» للطاقة نحو 300 مليون دولارا في فلسطين المحتلة حيث تنتج الطاقة من النفط والغاز الذي يسرقه الكيان الصهيوني، وتمتلك الشركة التركية حصة تقدَّر بـ25% من مركز «دوراد» للغاز الطبيعي الذي يُزود دولة العدو بنحو 7% من حاجتها إلى الكهرباء
تنتمي جميع الشركات المُصدّرَة إلى الكيان الصهيوني إلى “الجمعية الإسلامية للصناعيين ورجال الأعمال المستقلّين” التي تضم أكثر من 14 ألف عضو وأكثر من 60 ألف شركة، وينكر بعض مُدِيري هذه الشركات التعامل مع الصهاينة، رغم البيانات والأرقام والتواريخ الواردة في بيانات وزارة التجارة واتحاد المصدّرين، وتؤكد هذه البيانات إن تركيا ثاني أكبر مُصَدّر للصهاينة للإسمنت والزجاج والسيراميك والسماد، بعد الولايات المتحدة، كما يتم إصلاح وتحديث دبابات «إم 60» التابعة للجيش الصهيوني في مدينة قيصري التركية، فيما تُؤمن شركة “سوكار” ( أكبر مستثمر أجنبي في تركيا)، انطلاقًا من تركيا نحو 60% من حاجة الكيان الصهيوني للنفط، وتستورد النفط الآذربيجاني وتعيد تصديره إلى الكيان الصهيوني الذي يحصل على نحو 20% من حاجته من النفط من آذربيجان “المسلمة” وتستورد كذلك نحو 44 ألف برميل يوميا من وكازاخستان، مرورًا بتركيا…
التعليقات مغلقة.