غزة تربح الرهان… ونتنياهو يدفع الثمن / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الجمعة 29/3/2024 م …
الذي يجب أن يعرفه الأمريكيون ومن ورائهم نتنياهو جيدا أنه لن يجد فلسطينياً وطنياً واحداً يقبل بإسرائيل في غزة، حتى وإن استمرت الحرب سنوات وسنوات، ومهما كان حجم إستنزافها البشري والمالي، ولو قرأ نتنياهو وعملائه الوضع في قطاع غزة الآن بتمعن وروية لأدرك أن بقاء القوات الإسرائيلية لن يطول في غزة، الأمر الذي يجعلني أراهن على أن قوات الكيان الصهيوني لا يمكن أن تصمد أكثر من ذلك، لأن الدور الأمريكي الإسرائيلي في غزة بات مكشوف وواضح لدى الشعب الفلسطيني، ولِذلك ستحقق غزة النصر المؤزر الكامل، وليس وقف الحرب بصفة جزئية، ثم العودة إليها مجدداً.
منذ بداية الحرب على غزة، انتشرت الشائعات والأكاذيب على نطاق واسع، تخللها البحث عن إنتصارات وهمية، وإختلاق أكاذيب تهدف إلى التغطية على العجز التي ظهرت عليها الدول التي تدعم الكيان الصهيوني ومن لف لفهم، ومن جانب آخر، كشفت هذه الحرب عن قوة وإحتراف المقاومة الفلسطينية والمعلومات الإستخباراتية الدقيقة التي تمتلكها، فهذه المقاومة تحقق اليوم التقدم وهذه المكاسب تعلن عن نفسها يوماً بعد يوم ، لذلك ستكون ساعة الحسم بيد رجال المقاومة الذي ضحوا بدمائهم لتحرير الأرض من الاحتلال الاسرائيلي.
وبقراءة موضوعية للأحداث على الأرض الفلسطينية، فإن قوات الاحتلال تتساقط تحت ضربات رجال المقاومة ، وتتساقط معها أحلام وأوهام عاشها بعض المغفلين الذين توهّموا سهولة إسقاط غزة ، فبعد سلسلة الهزائم التي مُنيت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدأ الكيان الصهيوني إعادة النظر في استراتيجيته القائمة والمعلنة اتجاه غزة، لذلك فإن النصر على هذا الكيان ودحره واجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال خاصة بعد أن أستطاع رجال المقاومة كسر المعايير المتعلقة بالتوازن وإسقاط كل حسابات إسرائيل والغرب بشأن غزة.
يظهر الخراب في غزة نجاح إسرائيل في تدمير القطاع وأن جيش الاحتلال ينتصر، ولكن في الواقع، هذا ليس انتصاراً، فحتى الآن لم تنجح إسرائيل في تدمير حركة حماس، وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة من جانب الأمريكيين والمجتمع الدولي، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل بوتيرته الخاصة، ولكن يبدو أن الساعة تدق، والجيش الإسرائيلي حريص على تعزيز مكاسبه، لأن أي توقف الآن يعني الهزيمة بشكل رسمي أمام حماس.
لم تعد الأمور بحاجة لوقت، فلو كان لأمريكا وحلفاؤها اي قدرة على تغيير مجريات الميدان لصالحها في غزة لحصل ذلك في ذروة عدوانها، برغم إرتكابهم كل الجرائم إلا أن هناك إرادة حديدية جسدها كل مقاتل من أفراد المقاومة وذهبت جميع محاولاتهم للنيل من صمود رجال المقاومة أدراج الرياح ولم يحصدوا إلا الخيبة والهزيمة أمام الإيمان المطلق لتحقيق النصر النهائي بدحر الإرهاب عن فلسطين .
بالمقابل سقط نتنياهو سياسياً بسقوط جبهته الداخلية، فمستوطنوه لن يرحموه، ولن ينسوا أنه أدخل أكثر من ستة ملايين إسرائيلي في الملاجئ لأول مرة في التاريخ، وعلى هذا فإن الدعاية الانتخابية التي أرادها نتنياهو لنفسه وأراد بها طمأنة شعبه، تحولت إلى أخطبوط أسقط أسهمه الانتخابية في الحضيض،
باختصار شديد… لقد ظن نتنياهو وحلفاؤه إن الفلسطينيين غير قادرين على سحق الجيش الإسرائيلي، فإذا بالفلسطينيين يثبتون للعالم أجمع بأنهم قادرين على هزيمة هذا الجيش ومن يقف وراءه، ووجهوا ضربة قاسية للاستراتيجية الإسرائيلية في غزة، لذلك نقول ونحن على يقين ثابت بأن إسرائيل تواجه صعوبات كبيرة لتحقيق أهدافها التي لم تكن تتخيلها في غزة، بمقاومتها وشعبها المصمم على الوقوف خلفها بكل قوة.
وأختم بالقول إن أبطال غزة غيروا كل المعادلات، وضربوا أروع الأمثلة في الصمود وكسر حاجز الخوف ، وأثبتوا أن الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، والسباق نحو الشهادة، أقوى من كل طائرات أمريكا، وقبب إسرائيل الحديدية، لذلك فالشعب الفلسطيني تمسك بالمقاومة، لأنه يؤمن بأن النصر قادم.
التعليقات مغلقة.