الحروب على غزة (٢٠٠٥_٢٠٢٤) / سالم البادي




سالم البادي – الجمعة 29/3/2024 م …

منذ ان انسحب جيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة عام ٢٠٠٥،وأخلت المستوطنات التي كانت فيه، وهي تشن حربا وغارات وتنفذ عمليات عسكرية في القطاع من حين لآخر، بعضها تتحول إلى حروب وتستمر أسابيع وأشهر ونتيجتها آلاف الشهداء والجرحى والمهجرين.

قطاع غزة البقعة الجغرافيّة التي تعد أكثر كثافة سكانية في العالم،وتبلغ مساحته ٣٦٥كم٢ ويقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.

ظل القطاع يتعرض لاعتداءات المحتل الصهيوني باستمرار منذ عقود ، وفي كل الحروب يتم اغتيال قيادات لحركات فصائل المقاومة الفلسطينية ، وبعضها كان يسعى من خلالها لاستعادة أسراه لدى المقاومة، مثل عملية محاولة استعادة الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته المقاومة في يونيو ٢٠٠٦م.

وبعد فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعيه ٢٠٠٦م، وسيطرته على قطاع غزة في يونيو ٢٠٠٧، أعلن العدو المحتل في سبتمبر ٢٠٠٧ غزة “كيانا معاديا”، وفي أكتوبر من السنة نفسها فرضت عليها حصارا شاملا حتى يومنا هذا.

وفي ما يلي الحروب التي دارت بين الجيش الصهيوني المحتل وبين فصائل المقاومة الفلسطينيه في قطاع غزة منذ حصاره ( ٢٠٠٥_٢٠٢٤)

(( معركة الفرقان ))
في ٢٧ ديسمبر ٢٠٠٨، بدأت قوات العدو الصهيوني حربا على قطاع غزة أطلق عليها اسم “عملية الرصاص المصبوب”، وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية أسمتها “معركة الفرقان”.

وكان هدف العدو هو “إنهاء حكم حركة حماس في القطاع”، والقضاء على فصائل المقاومة الوطنية الفلسطينية، ومنعها من قصف إسرائيل بالصواريخ، كذلك الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط.

استمر العدوان الصهيوني مدة ٢٣ يوما، حيث توقف في ١٨ يناير ٢٠٠٩، وكعادته استخدم المحتل فيه عدوانه أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات على القطاع.

((حجارة السجيل))
أطلق عليها العدو اسم “عامود السحاب”، وردت عليها المقاومة الفلسطينية بمعركة “حجارة السجيل”. حيث بدأت الحرب في ١٤ نوفمبر ٢٠١٢، واستمرت مدة ٨ أيام.

كان هدف العدو الصهيوني من هذه الحرب تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها، وتدمير القدرات العسكرية للمقاومة

وبدأ العدو المحتل المعركه باغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غارة جوية.

وقد الاتفاق على تفاهم بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة كالآتي:

١.أ. توقف إسرائيل جميع الأعمال العدائية في قطاع غزة براً وبحراً وجواً بما في ذلك عمليات التوغل واستهداف الأفراد.

ب. يجب على جميع الفصائل الفلسطينية وقف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة ضد الكيان المحتل بما في ذلك الهجمات الصاروخية وجميع الهجمات على طول الحدود.
ج. فتح المعابر وتسهيل حركة الأفراد ونقل البضائع، والامتناع عن تقييد حرية تنقل السكان، واستهداف السكان في المناطق الحدودية وإجراءات التنفيذ بعد ٢٤ ساعة من بدء وقف إطلاق النار.

د. يجب معالجة المسائل الأخرى التي قد تُطلب.
٢- آلية التنفيذ:
أ. تحديد ساعة الصفر لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

ب. تتلقى مصر تأكيدات من كل طرف بأن الطرف يلتزم بما اتفق عليه.
ج. يلتزم كل طرف بعدم القيام بأي أعمال من شأنها انتهاك هذا التفاهم.

(( العصف المأكول ))
٢٠١٤ بدأت معركة “العصف المأكول” والتي أطلق عليها العدو في السابع من يوليو ٢٠١٤ عملية “الجرف الصامد”، وردت عليها المقاومة بمعركة “العصف المأكول “، بينما اسمتها حركة الجهاد الإسلامي “البنيان المرصوص”، واستمرت هذه الحرب ٥١ يوما، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من ٦٠ ألف غارة على القطاع.

اندلعت الحرب بعد أن اغتالت قوات الجيش الصهيوني ٦ من أعضاء حركة حماس زعمت أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين صهاينه في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما نفته حماس، كما كان من أسباب هذه المعركة أن اختطف مستوطنون الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وعذبوه وقتلوه حرقا.

تم توسيع العملية الصهيونية لتشمل غزو المحتل المعتدي الصهيوني لقطاع غزة بهدف تدمير نظام الأنفاق في غزة؛ وانسحبت القوات البرية الصهيونيه في ٥ أغسطس.
وفي ٢٦ أغسطس، أُعلن وقف إطلاق نار مفتوح.

خلفت الحرب أكثر من ألفين شهيد وأكثر من ١٠الاف جريح وتهجير حوالي ١٠٠ ألف فلسطيني بعد تدمير مساكنهم، وتدمير أكثر من ٦٢ مسجد بالكامل و١٠٩ جزئيا، وجرف عشرة مقابر ، وهدم وتدمير أكثر من ٢١الف منزل وعشرات البنايات التجاريه.

((صيحة الفجر))
صباح يوم ١٢ نوفمبر عام ٢٠١٩ ، أطلق جيش العدو الصهيوني صاروخ من طائرة مسيرة استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة “بهاء أبو العطا” في شقته السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأدى إلى استشهاده هو وزوجته، كذلك محاولة قتل القيادي في حركة الجهاد أكرم العجوري الذي كان حينها في دمشق بسوريا.

جاء الرد من حركة الجهاد الإسلامي سريعا على هذا الاغتيال في عملية دامت بضعة أيام أطلقت عليها “معركة صيحة الفجر”، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات صهيونيه، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى أُطلقت باتجاهِ تل أبيب.

عاد الجيش الصهيوني المحتل من بعد لتشنَّ عددًا من الغارات الجوية المُكثّفة والقصف المدفعي على قطاع غزة مما أسفرَ ٣٤ شهيدا بينهم ٨ أطفال و٣ سيّدات بالإضافةِ إلى ١١١ من الجرحى بينهم ٤٦ طفلًا و٢٠ سيدة، كما تسببت الغارات في تدميرِ ١٩٠ منزلًا بما في ذلك التمدير الكلّي والشامل لأريع منازل فضلًا عن إلحاقِ الضرر بأربع خطوط كهرباء و١٥ مدرسة.

(( سيف القدس))
اندلعت معركة “سيف القدس” التي أطلق عليها العدو الصهيوني”حارس الأسوار”، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وكذلك بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.

بدأت العملية العسكريه في ١٠ مايو من عام ٢٠٢١ بعد الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في القدس.

وقد أنذر القائد العسكري في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمد الضيف جيش الإحتلال مدة ساعة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإلَّا ستندلع الحرب، ومع انتهاء المهلة في تمام الساعة السادسة مساءً بدأت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على المستوطنات الصهيونيه وبعدها بدأت القوات الجوية الصهيونيه بقصف قطاع غزة وهو ما تسبب ببدء الحرب،التي انتهت في ٢١ مايو من عام ٢٠٢١ بهدنة بوسَاطة مصرية.

نتج عن هذه الحرب أكثر من ٢٠٠ شهيد، وجرح حوالي ١٦٠٠ فلسطيني، كما قُتِل أكثر من ١٣ صهونيا وجرح أكثر من ٦٠٠، وتدمير أكثر من ٣٢ برج ومبنى في القطاع

(( وحدة الساحات ))
في يوم الجمعة الخامس من أغسطس ٢٠٢٢ اغتالت قوات الجيش الصهيوني قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في “برج فلسطين” بحي الرمال.

وأطلقت إسرائيل على هذه العملية ” الفجر الصادق “، وردت حركة الجهاد الإسلامي بعملية واسمتها “وحدة الساحات”، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، وقالت في بيان إنها عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح).

وكان من اهداف العدو المحتل وأد فكرة الربط بين الساحات الفلسطينية في مهدها، بعد أن تفاجأ الصهاينه بما حدث في معركة “سيف القدس” عام ٢٠٢١ ، من أن الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة انتفض مقاتلاً دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى والمقدسات المسيحية في المدينة، وكذلك توجيه ضربة قاسمة لحركة الجهاد الإسلامي، والقضاء على جهازها العسكري سرايا القدس، بعد أن حملت حركة الجهاد عبء استنهاض المقاومة العسكرية المنظّمة والعلنية في الضفة الغربية، من خلال تأسيسها لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، والتي سرعان ما تطوّرت إلى مجموعة من الكتائب المسلحة في أغلب مدن وقرى مناطق شمال الضفة الغربية.

(( طوفان الأقصى))
فجر السبت السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ شنت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية كبرى لأول مرة من نوعها من حيث طريقتها وتوقيتها وحجمها وقوتها واستراتيجيتها على المستوطنات الصهيونيه في غلاف غزة في عمق ٤٠ كم٢ في الاراضي الفلسطينية المحتله وأسمتها “طوفان الأقصى”.

وشملت هذه العمليه هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.

وجاءت اهداف هذه العملية كما اعلنتها حماس هو ردًّا على انتهاكات العدو الصهيوني المحتل المغتصب في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الصهاينه الهمجيين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة الغربيه والدّاخل المُحتَل، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.

وأسفرت هذه العمليه عن قتل مئات من ضباط وجنود الكيان الصهيوني وأسر المئات من عسكريين ومدنيبن وكبدت الاحتلال خسائرة جمة.

ورد العدو الصهيوني المحتل على عملية المقاومة بإعلان “حالة الحرب” وأطلقت عملية عسكرية كبيرة أسمتها “السيوف الحديدية”، وبدأت بقصف جوي مكثف على القطاع، ودوت صافرات الإنذار في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة، وأعلن الجيش الصهيوني إجلاء كاملا للسكان، وأعلن وزير الدفاع الصهيوني بدء ما أسمَاه حصاراً شاملاً على غزة، بما في ذلك حظر دخول الغذاء والدواء والوقود وقطع الكهرباء والاتصالات.

دخلت “طوفان الاقصى “شهرها السادس وما زال الجيش الصهيوني النازي مستمرا في حرب الإبادة المروعة بحق المدنيين والابرياء العزل والقتل الممنهج للأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنيه التحتيه وهدم المستشفيات والمدارس والجامعات ومقار المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية ، واستخدم الاحتلال الصهيوني كل انواع واشكال الأسلحة المحرمة دوليا وانسانيا خلال مدة الحرب ولم يستطع أن يحقق شيئا من أهدافه التي أعلنها تحرير الرهائن والقضاء على المقاومة الفلسطينية وتدمير شبكة الانفاق.
وما زال الكيان الصهيوني يعش تحت هول صدمة السابع من أكتوبر، والتي تعتبر أكبر هزيمة له من منذ احتلاله فلسطين.

بعد ستة أشهر من الحرب الصهيونيه النازيه المستمرة على القطاع ، وبعد فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرارا لوقف إطلاق النار عدة مرات وبعد مضي ستة أشهر من عمليات القتل الممنهجه والابادة الجماعيه والتدمير والتهجير والاضطهاد والتجويع جاء قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٧٢٨ بموافقة جميع الأعضاء ما عدا إمريكا حليفة الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار في قطاع غزة .

هذا القرار لم ينص على أمر إلزامي للعدو بوقف الحرب، بل ذهب إلى الحض على وقف إطلاق النار في فترة زمنية مرهونة بشهر رمضان المبارك .

وبالرغم من ذاك جاء رد رئيس وزراء الكيان الصهيوني على القرار بأنه سيواصل الحرب ضاربا بقرار مجلس الأمن عرض الحائط ، في إثبات حقيقي وتحدي واضح لقرارات المجتمع الدولي
واصراره مواصله العملية العسكريه في رفح ، الأمر الذي سيضع حوالي مليون ونص من سكان رفح واللاجئين والنازحين في مواجهة الموت الحقيقي.

ويستمر سلسال الدم الذي تجاوز فيه أعداد الشهداء ٣٢ ألف و٧٤ ألف جريح وعشرات الآلاف من المفقودين والاسرى وأكثر من مليون نازح ولاجىء.

غزة الجريحة المحاصرة الجائعة المدمرة التي تعيش مسلسل رعب من إعداد الجرائم الإنسانيه والابادة الجماعيه وتنفيذ الكيان الصهيوني النازي وإشراف وأخراج وامداد من امريكا والغرب وشركائهم، وتفاصيله هو قصف وحرق وقتل وهدم وتدمير وتفجير وتهجير وحصار وتجويع واغتصاب وتجريف الاراضي الزراعيه أمام أنظار العالم الصامت.
فإلى متى سيستمر هذا العدوان الصهيوني النازي الغاشم السافر الهمجي الوحشي المتجرد من القيم والمبادىء والاخلاق والسلوكيات الإنسانية…؟؟

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.