سورية : انتهت اللعبة وحان وقت الحساب / محمد صادق الحسيني
محمد صادق الحسيني ( الأحد ) 27/11/2016 م …
«الباب» خط أحمر بوجه الغزاة الأتراك من جنس السلاجقة و«إسلام» الناتو وهي سورية خالصة ولن يرضى أهلها إلا عودتها الى حضن الوطن مطهرة من كل أشكال الإرهاب…
تماماً كما تلعفر عراقية بامتياز ولا دخل للأتراك أو الأميركيين بنوع التشكيل العراقي الذي سيحررها وستحرر على أيدي قوات الحشد الشعبي الشرفاء رغم أنف الاميركان وأذنابهم الصغار…!
وتونس الخضراء لن تخضع لابتزاز رعاة الإرهاب الدولي الذين رعوا القاعدة وأخواتها في أكثر من عاصمة عربية واسلامية ليبادلوها في نهاية المطاف بقواعد أميركية بذريعة مكافحة الإرهاب…!
وهكذا يجب أن تكون حال كل مدننا وبلداتنا وقرانا من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي – رحمك الله يا عبد الناصر – ترفض الهيمنة أو التبعية للامبريالية والاستعمار…
نقول هذا لأن ثمة لعبة قديمة جديدة فيها كمّ هائل من الحيلة والخداع والتضليل والمراوغة، مفادها أن على شعوبنا القبول بالعروض الأميركية هنا وهناك لأجل مقاومة داعش وأخواتها القاعدية من البوابة الأميركية بالمباشر أو عبر إحدى قنواتها الأطلسية أو الصهيونية الإعرابية أو أن تتحوّل أراضينا إلى حقول محروقة لا نبات ولا تنمية ولا تقدّم ولا مستقبل لنا فيها…!
وهذا كذب واحتيال ومحض افتراء، فلا هم قادرون على تنفيذ تهديداتهم ضدنا بعد انكساراتهم وهزائمهم المتوالية، ولا نحن ضعفاء او نفتقر الى الاصدقاء والحلفاء الشرفاء حتى نكون بحاجة الى حماة من نوع طغاة الأرض المروّجين للعنصرية والفاشية والذين هم الأسياد الحقيقيون لمنظمات وعصابات الإرهاب القاعدي الذين يرهبوننا بهم…!
هي لعبة قذرة لا تنطوي الا على اصحاب النفوس الضعيفة ممن لا بصيرة لهم من أذناب الحداثوية الغربية، اما جمهور الامة العريض فهو صاحب البصائر الثاقبة الذي تربّت المقاومة في حضنه ونمت المقاومة واعتلت القمة على أكتافه. وهو اليوم أكثر جاهزية من اي يوم مضى ليدفع المزيد من اجل إذلال العدوّين الصهيوني الأميركي والتكفيري الوهابي…
بل إننا نعيش واحدة من أسطع لحظات التنوير الثوري الذاتية العربية منها والإسلامية والتي أخذت الدروس والعبر اللازمة مما حل فينا منذ ما سمّي بالربيع العربي وخلاصتها: إن أثمان وأكلاف المقاومة الشعبية أقل بكثير من تكاليف الخضوع والاستسلام للعدو الخارجي…
حصل هذا بوضوح لا يقبل الشك ولا الترديد فوق أرض لبنان الحبيب…
وتكرّر هذا على أرض سورية الغالية…
ولمسته أيادي أنصار الله الأبطال الشديدة البأس في اليمن العظيم، وكذلك تعايشه أقدام رجال الحشد الشعبي الطاهرة الزاحفة نحو النصر المظفر، رغم أنف المرجّفين في بغداد ونينوى…!
هذا في الوقت الذي تراقب فيه امتنا العربية والإسلامية بكل ألم وجعها المغاربي وهو يفترش وديان وجبال وسواحل ليبيا عمر المختار ويتنقل من بلدة إلى أخرى، بعد أن أصبحت دماء أهلها تضخّ مخلوطة بالنفط عبر موانئ المتوسط إلى ملوك وامراء الغربان والعربان والعثمان بسبب الرهان على قواعدكم الزائفة والناهبة لمقدرات وقرارت ليبيا وجوارها…!
لكنها لحظة يقظة الأمة وقرب انتهاء اللعبة المقامرة أيضاً، والتي أرعبتم من خلالها لبرهة من الوقت بعض أهلنا المغرّر بهم أو الجهّال أو أصحاب النفوس الضعيفة وجعلتموهم يستسلمون لإرادة قطّاع الطرق المحليين أو الإقليميين او الدوليين…!
انتهى الوقت الضائع كما الوقت الممدّد، كما وقت ضربات الجزاء وحانت لحظة المكاشفة والبوح بالحقيقة الصارخة للرأي العام الداخلي في بلدانكم كما للرأي العام العالمي…!
فبدلاً من أن تماطلوا وتلعبوا بأعصاب شعوبكم قولوا لهم الحقيقة المرة وصارحوهم بها:
لقد هزمتم على بوابات مدننا وشواطئ بحارنا وفي سماواتنا كما فوق كل أراضينا وعليكم الإقرار والإذعان بهذه الهزيمة ودفع الأثمان المناسبة قبل أن يصبح ما هو مطلوب منكم غداً أعلى وأغلى من كلّ ممتلكاتكم…!
لانّ غداً قد يعني مفاوضة مَن هم من جنس الملائكة وليس مِن جنس البشر، والذين قد يسخّر الله لهم حتى الرياح وليس أدوات القتال وقدرات العلوم والمعارف فحسب، وإنّ غداً لناظره قريب، وما ذلك على الله بعزيز..
بعدنا طيّبين قولوا الله.
التعليقات مغلقة.