يوم الأرض 30/3/2024 م / د. نبيهة عبد الرازق




د. نبيهه عبد الرازق ( الأردن ) – السبت 30/3/2024 م …

معركة مستمرة لمقاومة حلم صهيوني وخطة استيطانية تقوم على سرقة الارض ومصادرة تراب الوطن لصالح اقامة بؤر استيطانية للقادمين الجدد، فوق أراضي القرى والبلدات الفلسطينية، بدء من الجليل والمثلث والنقب ولا انتهاء الا بمصادرة كافة الاراضي الفلسطينية من النهر الى البحر وتهجير أصحابها والغاء الهوية الوطنية وبعثرة أي سبيل للوحدة وأي طريق قد يهتدي به الأجيال القادمة.

حلم لم يخفه هيرتزل منذ اليوم الأول للمؤتمر الصهيوني في بازل في 1897، لاقامة وطن قومي لليهود على الأرض الفلسطينية. حلم عبّر عنه بمناسبات عديدة لاحقة بقوله: “لو كان علي أن اختصر مشروع بازل في عبارة واحدة، وهي التي لا أجرؤ على أن أعلنها علانية، لقلت لقد أوجدت في بازل الدولة اليهودية”.

طرح كولونيالي استيطاني تلاقى مع الرؤية والنهج الاستعماري الاروروبي الانجليزي الغربي، الذي تعامل مع السكان الأصليين في تصريح بلفور عام 1917على أنهم طوائف غير يهودية لا قيمة ولا أهمية لوجودهم في المنطقة، الأمر الذي أعطى للصهاينة حق التمادي في مصادرة الارض وارهاب أهلها لتهجيرهم او قتلهم والتنكيل بهم لاخلاء الارض للقادمين الجدد من اوروبا وباقي مناطق الشتات حول العالم، الأمر الذي حرّض الأهالي الأصليين في الأرض المقدسة أن يثوروا للدفاع عن كرامتهم ووجودهم مؤكدين الحق الفلسطيني في الحياة وفي تقرير مصيره على أرضه.

30/ 3 لا يشكل ذكرى سنوية أو رمزا ليوم الأرض فقط، بل هو احياء لذكرى شهداء 1976 الذين سقطوا دفاعا عن الارض في مواجهة المستوطنين الأوروبيين. يعيد انطلاقة موجة عارمة متجددة من المظاهرات والاشتباكات الدموية التي يذهب ضحيتها العشرات وربما المئات من الفلسطينيين الشرفاء الذين يهّبون للدفاع عن الحق الفلسطيني في استعادة أرضه وتقرير مصيره، يعيد انطلاق موجة من الاحتجاجات التي تجتاح القرى والبلدات والمدن في الداخل الفلسطيني، يساندهم بها أحرار العالم لاخبار الحكومات المتخاذلة، ان لا تهاون بالحق الفلسطيني في اقامة دولته على أرضه.

30 /3 يأتي هذه السنة 2024 في قلب أحداث دامية طالت غزة العزة وكافة المناطق الفلسطينية بجرح غائر في الخاصرة العربية والاسلامية منذ بدء وقائع 7 اكتوبر وحرب ابادة متواصلة يمارسها الصهيوني المحتل ضد الشعب الاعزل في بيته وعلى أرضه. حرب أنهت حياة عشرات الآلاف في القطاع وفي مختلف انحاء فلسطين.

يأت وقد سادت الكوفية والرواية الفلسطينية في قلوب الاحرار وعقولهم، ليصاحبه موجة من التظاهرات الشعبية في معظم المدن والعواصم العالمية تأييدا للصمود الفلسطيني ضد الاحتلال، مؤكدة على الحق الفلسطيني في تحرير أرضه، مطالبة بوقف اطلاق النار ووقف حرب الابادة التي توقع المزيد من الضحايا الابرياء من المدنيين العزل في غزة، مدافعة عن الوجود الفلسطيني على ارضه، رافضة الرواية الصهيونية التي سقطت بفعل الاعمال الهمجية الاجرامية التي مارسها الصهيوني منذ أن أطلق العنان لرغبته المستعرة في مصادرة الأرض وتفعيل وتيرة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية وحول القدس ليعزلها عن محيط القرى والبلدات العربية ليمنع الوصول اليها ضمن حرب تستهدف تصفية الوجود الفلسطيني والحقوق الفلسطينية في سياق محاولة فرض سياسة الأمر الواقع.

يأت وقد هبّت دولة مانديلا “جنوب افريقيا” للدفاع عن الفلسطينيين برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال الصهيوني، ضد سياسة التمييز العنصري، رافضة المجازر الدموية، داعمة النضال العادل والمشروع للشعب الفلسطيني ضد آلة الاستعمار الصهيوني.

30 /3/ 2024 يأت ليحول دون الاستمرار الصهيوني في تنفيذ مخطط تهويد الأرض العربية، حيث نهضت شعوب واحرار العالم لتقول كلمتها الى جانب اصحاب الارض، ان الارض عربية فلسطينية وانها ليست ارضا بلا شعب كما ادّعت الصهيونية حين تأسيسها لمشروع اقامة وطن قومي لليهود، وان الطريق للسلام في المنطقة لن يمر الا من خلال ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة وتقرير مصيره على أرضه،

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.