أعداء سورية يتجرعون السم من جديد / د. خيام الزعبي

 

د. خيام الزعبي ( سورية ) الإثنين 28/11/2016 م …

حاولت أمريكا وحلفاؤها أن يسابقوا الزمن لتحقيق أي نصرٍ عسكري سواء كان شكلياً، أم إعلامياً، من خلال إرسال أكبرعدد ممكن من مقاتلي داعش وأخواتها الى سورية ومدها بالأسلحة وكل الإمكانات اللوجستية، غير أن جميع هذه المحاولات وما سُخِّر لها من إمكانيات ضخمة جاءت بنتائج عكسية، فصمود الشعب السوري وجيشه ست سنوات يعكس مدى قدرتهم على النصر العسكري والسياسي في أحلك الظروف، وكل يوم يمضي على العدوان على سورية يزيد الإنسان السوري قوة وصلابة ولا تزيد التنظيمات المسلحة وأعوانها من المتطرفين إلا خسارةً وسخطاً…هم يريدون أن تصبح كل المناطق والمدن السورية تحت سيطرتهم لكن نهايتهم اقتربت لان الجيش السوري وحلفاؤه لن يقبلوا باستمراريتهم على الأرض السورية. اليوم نحن في ساحة مواجهة حقيقية مع من لا يريدون الخير لسورية، وكان مخططهم يهدف الى تدمير وضرب سورية مهما كان الثمن، حتى يسهل لهم السيطرة على المنطقة كلها، ولهذا تركزت كل أحقادهم على سورية لتحقيق هذا الهدف، هنا نتساءل، لماذا تتركز الآن العمليات الإرهابية ضد سورية، أكثر من غيرها من الدول الأخرى، فالبعض يراها هي محاولة الإرهابيين الانتقام من الشعب السوري كونه أسقط ودمر حلمهم في بناء الشرق الأوسط الكبير وتحقيق أهدافهم الخبيثة فكان لابد من ضرب سورية، وكما أقول دائماً أن سورية هى القلعة القوية القادرة على الصمود والتصدي.. وأيضاً على رد العدوان، ليس فقط عنها وحدها، ولكن عن كل ما حولها. اليوم تتوالى انتصارات الجيش السوري في أكثر من منطقة سواء في داخل محافظة حلب أو خارجها وهي إنتصارات ليست سهلة، وأهم الإنتصارات التي حققها الجيش السوري في الآونة الأخيرة تتمثل في سحق التنظيمات المسلحة والقوى المتطرفة في حلب، حيث حرر الجيش السوري وحلفاؤه أكثر من 20 قرية موزعة على مساحة 120 كيلومتراً مربعاً في ريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك غداة إنطلاق عملية جديدة باتجاه مدينة الباب، كما واصل الجيش تقدمه في الأحياء الشرقية من مدينة حلب بعد سيطرته على مناطق في “مساكن هنانو” وذلك في معاركه المستمرة مع “جبهة النصرة” والفصائل المتحالفة معها، واليوم ينظر السوريون إلى يوم تحرير ما بقي من المناطق تحت سيطرة داعش وأخواتها حتى آخر شبر منها ورفع العلم العربي السوري فوق ثراها بعد تطهيرها من المجموعات المتطرفة، كما يجدد السوريون إصرارهم على استكمال معارك التحرير، وتخليص سورية من إرهاب القاعدة وتنظيماتها المختلفة. من أهم الأسباب التي تكمن وراء إنتصارات الجيش أنه ينتهج تكتيك عسكري منظم وخطط عسكرية تتطور بشكل مستمر مع تطور المعركة، بذلك بدأت نهاية داعش ودقت ساعة الهروب لآلاف الإرهابيين باحثين عن فرصة للعودة الى بلدانهم الأصلية،بعد التقدم والنصر الكبير الذي حققه الجيش السوري في جبهات القتال وخاصة في حلب وريف دمشق وحمص وحماة ودير الزور وبعض المناطق الأخرى من البلاد، فبعد أن سقطت أدواتهم في دمشق، حالة من القلق والتخبط يعيشها تحالف العدوان على سورية يدل عن الشعور بخيبة أمل وفشل ذريع في تحقيق ما يصبوا إليه، فتلاحم الشعب السوري ووحدة الصف أدخلهم في حالة من الخوف والإرباك فأصبحوا يتخبطون ويعيشون حالة من الهستيريا الإنهزامية، ويبحثون عن الحلول التي تجعلهم يحافظون على ما تبقى من ماء الوجه إثر فشلهم أمام الجيش السوري وحلفاؤه. مجملاً…. ستنهض سورية وتنتفض وتُعيد ترتيب سلالم المجد، بفضل يقظة أبنائها المخلصين الذين يعرفون أن غرق سورية هو السبيل الأول والأخير لإعادة رسم خارطة المنطقة وتقسيم دولها، وتوزيع الأدوار فيها، لذلك فإن سورية سوف ننتصر.. ونحطم الإرهاب وستبقى صامدة وستبقى مدى التاريخ.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.