ما الفرق بين ” بشار الأسد ” و ” فيديل كاسترو ” ؟
الثلاثاء 29/11/2016 م …
الأردن العربي – كتب خضر عواركة …
*ألف باء الحرب السورية ” 2 ” : الرئيس….ما الفرق بينه وبين كاسترو؟ …
لا ينطلق الموقف من الرئيس السوري بشار الاسد في أدبيات الكثير من الكتاب والصحفيين و المثقفين، من فراغ القناعات التي تملأها الوقائع ، بل من موقف مسبق متخذ بقوة الفاجعة الانسانية المنحنية على ركبتيها ، أمام سطوة الإعلام الأمريكي والغربي عامة، والاسرائيلي العربي المتصهين خاصة.
هذه السطوة ، لم تبدل قناعات الكثيرين فقط ، بل فرضت على من لا يملكون موقفا سلبيا من سورية ورئيسها : إما الصمت ، أو الدفاع بخجل ، والاحتماء بكلمات اصبحت معزوفة ممجوجة مثل : ” أنا مع سورية ولكني ضد الرئيس ، أو أنا مع الجيش وضد الرئيس” .
المثقفون ” الأحرار ” من سطوة القناعات بالسذاجة التي يصنعها الإعلام ، سقطوا بالمال في سجن الخطاب الاميركي المتسعود الصهيوني التكفيري القطري..
ومن بقي بعد تسونامي السذاجة والمال حرا ، يخجل من مناصرة رئيس، لا يملك إعلاما فعالا ، يبني له صورة مشرقة يستحقها كرجل ، لا يقل ابدا في مواصفاته الشخصية وفي قيادته لبلده في مواجهة الحرب الاطلسية عليه وعليها ، عن ” كاسترو ” ، مع فارق التجربة الثورية ما قبل الرئاسة.
أعداء “” فيديل كاسترو ” كانوا أقل قوة وعددا من أعداء الرئيس بشار الاسد .. وما عاناه كاسترو من العدوان الأمريكي عانى مثله بل وأضعافه، شعب سورية ورئيسها.
تقييم الرئيس السوري واتخاذ موقف شخصي أو سياسي او مبدئي منه ، لا يمكن أن ينطلق من نظرتنا او تجربتنا الشخصية مع الوجود السوري في لبنان ، أو سندا الى تجربة العلاقة السورية الخطأ مع المقاومات العراقية المتعددة ..وهي تجربة يشوبها الكثير من الغموض والعمل الاستخباري المعادي للعراق وسورية سويا.
إن أسهل الطرق لتحديد موقف المثقف أو أي فرد من افراد الشعوب التي يهمها أمر سورية من الرئيس السوري ، هو في النظر إلى معسكر أعدائه، وإلى مطالبهم منه ، وإلى ما فعله ليمنعهم من تحقيق غاياتهم..
فماذا أراد الاميركي والاسرائيلي والعربي المتصهين من الاسد ؟
1 – وقف العلاقات السورية الايرانية وتجميدها في أدنى مستوى ، والانقلاب على الاتفاقيات الموقعة مع الجمهورية الاسلامية ، والالتحاق بمعسكر المستسلمين العرب.
2 – التوقف عن استضافة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية – القيادة العامة في دمشق ، وطرد قياداتهم من الجمهورية العربية السورية.
3 – إغلاق مصانع صواريخ إيرانية وسورية في سورية ، تزود حزب الله بنتاجها ، وتدمير تلك المصانع وتفكيكها.
4 – قطع طرق الإمداد من مطار دمشق الى حزب الله ، وقطع طرق إمداد حزب الله عبر سورية.
5 – التخلي عن دعم القضية الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والفلسطينية.
6 – الاستسلام للهيمنة الاميركية في الشرق الاوسط ، وقطع أي علاقة عسكرية مع روسيا وكوريا الشمالية.
مقابل كل ما سبق ، كان الأمريكي مستعدا لتقديم جوائز ، لم يقدمها لأحد من قادة عرب الهزيمة.
مئة وعشرون دولة تنطحت لمقاتلة ” بشار الاسد ” ، وعلى رأسها الحلف الاطلسي ، بكامل عتاده التكنولوجي والقيادي والعملاني ، ناقصا مشاته ومدرعاته التي استعاض عنهما بالمرتزقة وبالمشوهي الفكر ؛ بالطائفية والتكفير ، في كافة أرجاء العالم الاسلامي.
مئات آلاف المسلحين التكفيريين ، جرى تنظيمهم وتسليحهم وتمويلهم، بعد نقل زملائهم القادة من كافة أرجاء المعمورة ، ممن يملكون الخبرات ..
وأضيف إليهم آلاف من القوات الخاصة الأطلسية على الأرض ، الذين يعملون كجزء قيادي في كافة الفصائل المسلحة الإرهابية ، التي تقاتل في سورية.
** فهل يستحق” الأسد ” مكانة كاسترو في التاريخ؟؟
” فيديل كاسترو ” قائد الثورة الكوبية المجيدة ، تمتع في الزمن الرومانسي ، بدعم الثوريين .
” بشار الاسد ” بطل تحرير لبنان في العام 2006 من العدوان الاسرائيلي ، بالشراكة مع حزب الله ..
وبطل حرب التحرير السورية ضد الأطلسي والإرهاب.. لكنه لا يملك زمنا رومانسيا ولا صحافة عالمية تدعمه ، نكاية باليمين في بلادها وليس في بلاده ، ولا آلة اعلامية تعرف كيف تقدم قائدها المحرر الى العالم.
” بشار الاسد ” قائد سورية الذي يتعرض لهجمة تفيض ب آلاف المرات عما تعرض له أي ثوري في العالم ، يقاتل من قاتلهم ” كاسترو ” ، وهم شرسون ضده ، أكثر مما كانوا ضد ” كاسترو ” ..
لكن الاخير يموت عظيما في الإعلام وبين أقلام المثقفين الثوريين ، الذين ، يا لعارهم ، يخجلون من الاعتراف …
” بشار الاسد ” لا يقل عظمة في مقاومته للأميركيين وحلفائهم، عن كاسترو نفسه ، بل يزيده في هذا المضمار.
هل يعيب الرئيس السوري ؛ قسوة السلطات الامنية ؟
وهل كان كاسترو خفيف ظل في هذا المضمار؟
هل يعيب الرئيس السوري ؛ أن سلطات حكومته فردية ، ولا يمكن نقض قرارت الرئيس من أي جهة ( على قدر معرفتي بالتطبيق الممارس للدستور ) .
وهل كان كاسترو غير ذاك ؟
لا ” كاسترو ” كان ديمقراطيا ، ولا كان من أنصار الليبرالية .. ومع ذلك ها هم مثقفو اليسار الرومانسي يعظمونه ، وهم أنفسهم من يتهجمون على ” الأسد ” .. أمر ليس منطقيا …
” بشار الاسد ” لا يقل عظمة عن ” فيديل كاسترو ” ، بل خاض حربا لم يخضها كاسترو ولا غيره …وها هو ينتصر …
كلمة حق …ممن لا يحتاج لرومانسية المثقفين ولا لرضى الحكام الفرديين.
كلمة حق حتى لا يظلم التاريخ أبناءنا ، حين لا يرون شهادة حق ، في رجل قاتل بشعبه ضد قوات عسكرية ، من كل شعوب الارض …ولم يهزموه .
التعليقات مغلقة.