روسيا والصين توأم لصيق اصبح عصيا على الغرب فصله / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 14/4/2024 م …
يتضح من خلال التصريحات غير المنضبطة والتهويل المشوب بالتهديد والوعيد الفارغ ان الادارة الامريكية منزعجة من نتائج زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى الصين وما تخللها من تصريحات استفزت ” ماما امريكا” لاسيما تصريح الرئيس الصيني عن اهمية التعاون بين روسيا والصين في المحافل الدولية والاشارة الى اقامة نظام عالمي عادل وهذه ربما المرة الاولى اتي يلمح به الرئيس الصيني وبطريقة ذكية استفزت واشنطن وباتت الصين تلتقي مع روسيا في تحالف لاقامة نظام عالمي متعدد الاقطاب والتخلص من الهيمنة الامريكية.
وما ان صدرت ردود الفعل الامريكية المتشنجة ازاء نتائج زيارة لافروف الى الصين بادرت موسكو باعلان زيارة الرئيس الروسي بوتين المرتقبة الى بكين هذا العام وجاء الخبر اشبه بالصفعة على خد سيد البيت الابيض. اما الصين نفسها فقد ردت على التخرصات الامريكية بالقول ان بكين لاتقبل اي انتقاد او ضغط بشان علاقاتها مع موسكو وترفض التدخل في التعاون الاقتصادى الروسي الصيني.
ردود الفعل الامريكية المنزعجة كانت واضحة الى من يستمع الى تحذيرات وتهديدات قادة الغرب الاستعماري الى روسيا وحتى الصين لاسيما الولايات المتحدة.
وهناك من يشعر ان واشنطن فقدت توازنها كما فرنسا التي صرح وزير خارجيتها ان بلاده لاترى مصلحة بعد اليوم في اجراء مباحثات مع المسؤولين الروس وموقف لندن وبرلين لايختلف عن موقف واشنطن وباريس الجميع يحاول ان يوحي بانه يتعامل مع دولتين من دول الموز وليس مع دولتين عظميين فقط تعداد نفوسهما اكثر من تعداد نفوس الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات بمرات عديدة اما التسليح والامكانات العسكرية فقد شعر الغرب بقدراتهما بعد ان جرب كل اسلحته التقليدية على رؤوس الاوكرانيين وفشل في الحاق هزيمة ستراتيجية بروسيا ما بالكم في حال انضمام الصين الى روسيا في تحالف عسكري اضافة ل” كوريا الديمقراطية” التي تعد صداعا مزمنا لواشنطن فضلا على القدرات الاقتصادية في كلا البلدين خاصة الصين بعد ان تحولت ” عقوبات ماما امريكا” التي تفرضها على شركات ومؤسسات واشخاص في الصين وروسيا لاسباب سخيفىة وتافهة الى مجرد مهزلة يتندر بها القاصي والداني وهاهي روسيا التي تعرضت لابشع واشرس عقوبات غربية صامدة طيلة عامين وواقفه كالطود الشامخ بينما اقتصاد الدول المعادية لموسكو بات يترنح حتى تلك الدول التي كانت تتميز باقتصاد فريد مثل المانيا بسبب الهرولة وراء المشاريع الامريكية.
وشنطن كما يبدوا ازعجتها نتائج زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى بكين ولقائه الرئيس الصيتي شي جين بنغ ووزير الخارجية وانغ بي ولقي ترحيبا حارا اثار غضب الولايات المتحدة بتصريحاته مما دفع الادارة الامريكية بالعودة الى اكذوبة مساعدة الصين لروسيا في الحرب ضد اوكرانيا واطلاق تحذيرات فارغة كالعادة لان موقف الصين معروف ازاء الازمة الاوكرانية ولا يحتاج الى شرح او توضيح.
وجاء الاعلان عن زيارة الرئيس بوتين المرتقبة الى الصين بمثابة رد عملي على هلوسات دول الغرب الاستعماري وتحديدا الولايات المتحدة التي باتت تشعر ان التنسيق الروسي الصيني في المحافل الدولية لارجعة عنه وان العالم يتجه الى القطبية المتعددة سواء شاءت ام ابت واشنطن وان نهجها الحالي وتهورها وعدم التزامها بابسط مبادئ الشرعية الدولية التي تدعيها زورا ازاء الازمات التي يشهدها العالم في منطقتنا وشرق اوربا اكبر دليل على ذلك.
واصبحت واشنطن امام خيارين احلاهما مر اما ان تواصل دفع الامر في العالم الى حافة حرب عالمية ثالثة واسعة اي الى ” الهاوية النووية ” او مواصلة نهجها الحالي الذي نراه والذي قد يفضى الى توسيع بؤر التوتر والحروب الحالية في منطقتنا وشرق اوربا والذي قد يجر العالم الى كارثة لاتحمد عقباها وان الولايات المتحدة التي عجزت عن تحقيق اهدافها في اوكرانيا كما عجزت عن وقف بطولات شعب وجيش اليمن و انصار الله الداعمة لغزة في منعها السفن المتجهة للكيان الصهيوني سوف تدفع ثمنا باهظا .
التعليقات مغلقة.