تركيا تخسر معركة “الباب” قبل أن تبدأ؟!
الأربعاء 30/11/2016 م …
الأردن العربي …
منذ شهر تقريبا يجري الحديث عن تحضيرات عسكرية وسياسية لمعركة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وتركيا من جهة أخرى لحسم مصير منطقة ” الباب” السورية،!
توقف التمدد التركي والزحف باتجاه منطقة الباب بعدما نكست تركيا بتعهداتها الى روسيا وايران بأن تكتفي بالسيطرة على مناطق معينة في الداخل السوري شمال حلب، يقول الخبير في الشأن التركي محمد نورالدين في اتصال مع موقع “الجديد”. عدم التزام القوات التركية بالوعود وتمددها خارج الخطوط التي تم التفاهم عليها مع روسيا وايران تسبب لها بمشكلة مع هذه الاطراف “ما استدعى منعها من التقدم بالقوة”.
يرى نور الدين ان هناك ثلاثة مستجدات ميدانية لجمت الاندفاعة التركية التي كانت مستمرة حتى الامس القريب “اولها فشل هجمات المسلحين على حلب الغربية من خارجها والتي كانت تحظى بدعم تركي كبير من اجل الهاء الجيش السوري في حلب والتقدم من قبل الجيش التركي في كثير من المناطق وصولا الى مقربة من الباب”.
كما يعتبر النجاح الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في السيطرة على مناطق كثيرة من حلب الشرقية -“ما يجيز القول بأنها اصبحت ساقطة عسكريا”-، فشلاً آخر لتركيا التي تدعم هؤلاء المسلحين، بحسب نورالدين.
أما ثالث المستجدات فهو الغارة السورية على القوات التركية في منطقة الكفير شمال غرب الباب والتي اسفرت عن مقتل جنود اتراك “هذه الغارة كانت ذروة لجم الاندفاعة التركية في سوريا وكانت رسالة مشتركة سورية روسية ايرانية الى تركيا بأن تتوقف عن الزحف والاتراك فهموا الرسالة”.
نحن الآن إزاء فترة ترقب وانتظار وتقييم المرحلة التي مضت واجراء حسابات لما يمكن ان يقوم به الاتراكفي المرحلة المقبلة.
“معركة الباب انتهت قبل ان تبدأ بمنع التركي من دخول المدينة”، يضيف نور الدين، ما قد يدفع تركيا الى التعويض عن هذا الفشل بمحاولة السيطرة على مناطق اخرى في اتجاهات غربية نحو مارع، وشرقية نحومدينة منبج، إلا ان هذا لن يتم بسرعة يقول نور الدين “لأن تركيا وجدت نفسها عاجزة او ممنوعة من استكمال تمددها العسكري وبالتالي هذا يعتبر فشلا وضربة لسياسة اردوغان السورية، فلا تريد ان تقع مجددا في فخ المزيد من التوسع العسكري لذلك هي ستتجنب تكرار تجربة الباب في مناطق اخرى”.
يرجّح نور الدين ان لا تتراجع تركيا عن رغبتها في التمدد “لاثبات انها حاضرة في الميدان بعد الفشل الكبيرالذي تعرضت له خلال محاولتها التقدم نحو الباب”.
تركيا لا تخرج اي منطقة من حساباتها سواء في سوريا او العراق حتى حلب الساقطة عسكريا. ستنتهزتركيا الفرص المناسبة من اجل التمدد هنا او هناك، يختم نور الدين.
التعليقات مغلقة.