مشاهد لاتنسى لقوات الاقتحام تدخل الحديقة العثمانية .. الفيلم الحلبي لم يبدأ بعد .. انها المشاهد الاولى فقط
نارام سرجون ( سورية ) الجمعة 2/12/2016 م …
الأبطال لايبحثون عن الكاميرات لتلتقط لهم الصور وهم يتحاورون مع الموت ويلاعبونه .. ويتبادلون معه اللكمات .. والأبطال الذين ينقذون الناس لاينتظرون أنجلينا جولي كي تسير معهم وتبارك فعالهم ..
بل يكفيهم ترحيب أطفال فقراء جياع محاصرين من قبل الارهابيين .. ويكفيهم صوت امرأة حلبية تقول لهم: الله يحميكم .. وهؤلاء يسخرون من قبضايات هوليوود ويضحكون من رامبو ومن جيمس بوند .. لأن مايقتحمونه من مخاطر لاتستطيع حتى مخيلة ستيفن سبيلبيرغ أن تصنع منه فيلما .. ستيفن يستطيع أن يخترع حكاية عن الديناصورات لكنه لايعرف كيف تلتقط الكاميرا مثل هذه المشاهد العفوية لأبطال ينقذون أطفالا لايبالون باللحظة الخطرة ولاينسون أن يحيوا الجيش الذي ينقذهم .. ويسلهم من أشداق الموت كما تسل الشعرة من العجين ..
تواضع الأبطال يجعلنا ننحني لتواضعهم ولفدائيتهم .. وزهدهم في المجد والشهرة يجعلنا حائرين في الطريقة التي نكافئهم فيها .. ولانملك امام هذه القامات من الفرسان الا أن نشكر الله أنه أنعم علينا بهم .. في أصعب ايام حياتنا على الاطلاق .. في هذه الحرب العالمية على بلدنا ..
كل من يشاهد هذه البطولات وهذا اللقاء بين الجيش والشعب لن يلومنا عندما نقول اننا نستطيع أن نضحك من رامبو السعودية عبدالله المحيسني .. ومن جيمس بوند أبو محمد الجولاني الذي اختفى من بعد أن التقط تلك الصورة الشهيرة وهو يدرس الخرائط مثل رومل .. ونسستطيع أن نضحك أيضا من “ترمينيتور” شوارزينغر نور الدين زنكي .. فكل هؤلاء صنعت منهم هوليوود الفضائيات النفطية أبطالا وأساطير وهم مجرد دمى منفوخة .. واليوم نرى كيف أنهم مساكين يستحقون الشفقة بعد أن لمحناهم يهرولون كما الأرانب فيما تهلل الناس بفرع غامر لقوات الاقتحام السورية .. مشهد لم أره ولامرة دخلت فيها المجموعات المسلحة مدنا كانت تنام بسلام .. ومشهد الترحيب بالفاتحين لم تحظ به قطعان جبهة النصرة أو جنود الفاتح وجيش الفتح وملحقاته من أحرار الشام وعملاء الشام المدعومة تركيا وأمريكيا وعالميا عندما كانت تستولي على المدن بتكتيك الخلايا النائمة .. حيث يستيقظ الناس ويجدونهم بينهم فجرا دون استئذان مثل اللصوص قد دخلوا مغلفين بالليل والغدر .. كما فعلوا عندما دخلوا عدرا العمالية .. وكذلك عندما دخلوا حلب خلسة بتواطؤ المخابرات التركية وعملائها في حلب التي أدخلتهم كما حصان طروادة ضمن قوافل المدنيين اللاجئين من ادلب ليتفاخروا أنهم حرروا حلب بثياب النساء واللاجئين .. ولكنهم اليوم عند الامتحان والواجهة أهينوا وباتوا يهربون مثل الصيصان وتهرب الناس من طريقهم كما تفر من طريق الثيران الهاربة من زئير أسد .. لم يحاول أحد أن يسقيهم ماء وهم يهربون ولا أن يأويهم في بيته ولاأن يدافع عنهم لأن الناس عرفتهم وعرفت أنهم جبناء ويستأسدون لأنهم تحت حماية سامانثا باور وجون كيري وهولاند واردوغان وتحت مظلات الجامعة العربية والامم المتحدة وبان كيمون وديمستورا ..
المشاهد القادمة من حلب المنتصرة في الأيام القادمة ستذهلكم أكثر .. وستذهل هوليوود .. وستذهل ستيفن سبيلبيرغ صاحب الحديقة الجوراسية الذي لاشك أنه سيجد في أحياء حلب الشرقية ماهو أبشع من حدائق الديناصورات .. انها الحديقة العثمانية ..
الحديقة العثمانية اليوم تقتحمها وحدات لاتضاهى في الشجاعة .. ولن نقدر على الاحاطة بالبطولة كما هي .. لأنه لن توجد كاميرا في العالم ستقدر أن تصور البطولات السورية دون أن تتهم المخرج والمصور أنهما يتلاعبان بالمشاهد لتبدو اسطورية .. الفيلم الحلبي لم يبدأ بعد ياشباب .. هذه هي المقدمة فقط .. من عند بوابة الأحياء الشرقية التي أرادها أردوغان أن تكون .. الحديقة العثمانية .. ونحن نعيدها الى بلاط سيف الدولة .. لتكون الحديقة الحمدانية ..
https://www.youtube.com/watch?v=KaW2n_4S8zE
التعليقات مغلقة.