الناتو وروسيا / سفارة روسيا في الأردن
صادف يوم 4 نيسان 2024 الذكرى ال75 للناتو. وستكون قمة الحلف في واشنطن ذروة الاحتفالات.
تأسس حلف شمال الأطلسي في 1949. ولعب الناتو دورا رئيسيا في المواجهة بين الكتل خلال “الحرب الباردة”. وبعد نهايتها كانت المنظمة تبحث عن مهام جديدة لها. قام الحلف ب”حفظ السلام” في البلقان ومكافحة الإرهاب في أفغانستان. ونفذت قوات التحالف الدولي الذي شكلت الدول الأعضاء في الناتو اغلبيته تدخلا “إنسانيا” في ليبيا. وتكلل “البحث عن النفس” بالفشل لحلف شمال الأطلسي الذي لم يأت الى بلدان أخرى الا بدمار وضحايا بدلا من السلام والاستقرار. وبدأ الحلف تدريجيا وتحت ضغط بلدان شرق أوروبا المنضمة الى التحالف العسكري يعود الى المهمة الأساسية التابعة لزمن “الحرب الباردة” وهي احتواء الخصم المشابه في القوة وتم اختيار روسيا للقيام بهذا الدور.
بعد انضمام فنلندا مؤخرا الى التكتل تضاعف خط التماس بيننا وبين الناتو. الوضع في شمال أوروبا تغيّر بشكل جذري. اذ يتحول الإقليم وهو كان في السابق سلميا وهادئا الى ساحة التنافس الجيوسياسي. قد يؤدي ذلك الى الزيادة الكبيرة لخطر حوادث عسكرية وذلك في كافة المجالات.
لم ولا تهدد روسيا أية دولة الناتو. بالعكس فان حلف شمال الاطلس يحرّك قدراته القتالية في اتجاه بلدنا ويخلق تهديدات لأمننا. نحن نتابع تطور الأوضاع. وعلى أساس تحليلها يتم اتخاذ إجراءات متطابقة ذات طابع سياسي وعسكري من اجل توفير امن بلدنا.
حاولت روسيا على مدى سنوات طويلة بناء التعاون والشراكة المتكافئان مع الحلف. وفي عام 2002 تم انشاء مجلس روسيا – الناتو الذي كان من المفترض ان يصبح منصة تعمل “في أي طقس” لمناقشة كل الخلافات. كانت لدينا مشاريع التعاون العملي المتبادلة النفع من بينها تدريب ممثلي الجهات الأمنية في أفغانستان ومبادرة التعاون في المجال الجوي وإعادة تكوين العسكريين المستقيلين وحفظ السلام المشترك والى اخرها. لكنه لم يكن يعتبر أعضاء الناتو روسيا شريكهم الكامل. ولم يتم ملء النية في “الشراكة الاستراتيجية” بين روسيا والناتو (والتي تم الاعراب عنها خلال قمة روسيا-الناتو في لشبونة في 2010) بالمضمون.
وشطب قرار الناتو الصادر في نيسان 2014 حول وقف التعاون العملي والحوار السياسي كل جدول الاعمال الإيجابي القائم في علاقات الحلف مع روسيا.
لم يدعم الولايات المتحدة وحلفاءها اية مبادرة روسية هادفة الى تشكيل ساحة امنية موحدة وغير متجزئة في أوروبا. ومن غير المرجح تحسين العلاقات مع الحلف على المدى المتوسط وربما حتى على الامد الطويل.
لسنا من اولئك الذين دمّروها. ولسنا من أولئك الذين عليهم اقتراح طرق استعادتها. مع ذلك سنكون على استعداد للحوار البنّاء والتعامل مع القيادة السليمة العقل للبلدان الغربية لغرض بناء نظام الامن الأوروبي والعالمي المستقرّ. من البديهي ان هذه العملية محكوم عليها بالفشل. في نفس الوقت نشدد على ان مبادئ الامن المتساوي وغير المتجزئ بالإضافة الى المساواة في الحقوق ومراعاة المصالح المتبادل يحب ان تكون أساسا لهذا العمل.
التعليقات مغلقة.