لا تثقوا باردوغان ونتائج زيارته الى العراق / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 26/4/2024 م …
اعرب الكثيرون عن التفاؤل من ان زيارة اردوغان للعراق الاخيرة سوف تحل المشاكل مع هذا البلد الجار الذي استغل وضع العراق بعد الغزو والاحتلال للقيام باعمال تتنافى مع مبادئ حسن الجوار وتتناقض مع ايسط الاسس والمواثيق التي تعتمدها الامم المتحدة.
كان في مقدمة الموضوعات التي بحثها اردوغان مع الجانب العراقي مسالة ” الارهاب” من وجهة نظره هو وليس من وجهة نظر الطرف الاخر ووضع حزب العمال الكردستاني في مقدمة ذلك بينما الارهاب ممثلا بداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة والاجرامية التي دمرت محافظا ت عراقية وقتلت الالاف لم ترد في اولويات اردوغان وقد استجابت بغداد معتبرة حزب العمال الكردستاني حزبا ارهابيا حتى ان اردوغان قال ” ان هذا الحزب يشكل خطرا على العراق” اما المجموعات الاخرى والتي معظمها موجود في ادلب وتشرف عليها الاستخبارات التركية فلن يتطرق له كما لم يتطرف الى ” قسد” التي تحميها الولايات المتحدة وهي جماعة كردية تحتل مناطق في سورية وتحميها القوات الامريكية المحتلة وتسرق النفط الذي يمر عبر شمال العراق الى تركيا ومن هناك الى الكيان الصهيوني.
تركيا عضو في حلف ناتوالعدواني لكنها لم تجرؤ على مفانحة واشنطن للتخلص من قسد وحصل الشيئ نفسه مع فتح الله غولن المعارض التركي و المقيم في امريكا والمتهم بالتامر على تركيا في انقلاب فاشل قبل سنوات وفق انقرة وترفض واشنطن تسليمه بينما عندما نعود الى سنوات مضت نرى كيف هددت تركيا سورية عندما كان اوجالان زعيم حزب العمال يعيش في دمشق ضيفا على الرئيس الراحل حافظ الاسد باجتياحها عسكريا اذا لم تسلمه الا ان دمشق لم تسلمه من منطلق احترام الضيف وتركت له الخيار بالمغادرة فترك دمشق وغادر الى افريقيا حيث تم لقاء القبض عليه بالتعاون مع ” الموساد الصهيوني ” الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع الاستخبارات التركية واقتيد الى تركيا وهو يقبع في سجونها الان .
هكذا تتعامل تركيا سواء في ظل اردوغان او غيره الا انه عندما تتعلق الامور بالولايات المتحدة وحمايتها ” قسد” والارهابيين في سورية تصمت وهاهي امريكا تحمي الارهابيين في سورية مقابل ذلك فان تركيا تحمي اراهبيي ادلب وقد اكد اردوغان على ضرورة ان يشارك العراق تركيا في محاربة حزب العمال الكردتاني ليورط العراق بمحاربة الحزب الذي تتعاطف معه قيادة الكرد في اربيل وتنفذ ما يطلب منها امريكيا وهي صاغرة وممنونه وان معظم سرقات واشنطن من النفط السوري تمر عبر الكرد العراقيين ومن هناك الى تركيا .
لماذا لم يفاتح اردوغان واشنطن حليفته في ناتو ام انه ينسق معها في مجال سرقة النفط؟؟
هناك من كان يعول على اردوغان في فلسطين وهو الذي استقبل قادة حماس ثم ما لبث ان طردهم من البلاد ومنذ طوفان الاقصى في 17 اكتوبر الماضي ورغم المجازر التي يرتكبها الصهاينة في غزة ومدن فلسطين المحتلة طيلة اكثر من مائة يوم الا اننا لم نسمع سوى التهديد والوعيد التركي والتصريحات الجوفاء التي لاتغني ولاتسمن ؟؟
انه مجرد تاجر شعارات افاك وكذاب ولعوب ” 5″ نجوم” ولايؤتمن جانبه اطلاقا وهناك اكثر من موقف يؤكد ما نحن بصدده.؟؟
وسوف يرى المتفائلون من نتائج زيارته الاخيرة للعراق كيف يتصرف اردوغان لاحقا خاصة في موضوع السدود على دجلة والمياه وحتى خط الفاو باتجاه تركيا وصولا الى اوربا سوف يكون الاختبار لحاكم انقرة اذا استمر في الحكم لدورة رئاسية جديدة.
التعليقات مغلقة.