فيدل كاسترو.. الثائرالعملاق، تحدى وقاوم وانتصر / طلال قديح

طلال قديح ( الجمعة ) 2/12/2016 م …

قليل أؤلئك الذين يصنعون التاريخ، فتظل منجزاتهم عملاقة، تفخر بها الأجيال وتباهي بها الأمم عبر الزمان، ويحتفظ لهم التاريخ بمكانة عظيمة وتبقى اسماؤهم متلألئة تحفز على العطاء وتجسد روح النضال والاستبسال في مواجهة الظلم والاستبداد.

رجل عظيم عملاق، حياته مليئة بالدروس والعبر، صاحب تجربة ثورية فريدة، شهد له بها العالم كله ، شرقه وغربه، الأصدقاء والأعداء على حد سواء ، ، أذهلهم بما حققه لبلده كوبا من مكانة فريدة فجعل منها رقما صعبا، يعتد به، ويشار إليه بالبنان في كل مكان.

مسيرة كفاح ونضال استمرت أكتر من نصف قرن ، تحدى فيها الخصوم الذين كانوا يتحينون الفرص للنيل من كوبا وكبح جماح زعيمها فيدل كاسترو الذي قاد بلاده وسط بحر متلاطم الأمواج ، وعالم تتنازعه قوتان عظميان..أبى أن ينحاز لإحداهما، وصمم أن يكون صاحب قرار مستقل لا يحابي فيه ولا يداري..

ركب الأخطار، وقاوم الاستعمار، منذ كان في بدء مرحلة الشباب، ولم يكن الأمر سهلا ولم يكن الطريق معبدا بالورود بل كان فياضا بالعقبات من كل الاتجاهات.

فيدل كاسترو ولد عام 1927م وخاض غمار السياسة مبكرا وركب موجة مقاومة الأعداء في مسيرة استمرت قرابة خمسين عاما، لم تكن سهلة أبدا، الأمر الذي مكنه من المضي قدما ليحقق لكوبا مكانة عظيمة ودوراً فريداً.

لم يرض أن يكون عميلا لهذا المعسكر أو ذاك، بل ظل مستقلا لا يدين لأحد بفضل أو منة. آمن بمبدأ عدم الانحيازوكان أبرز قادته الذين سطر التاريخ أسماءهم بأحرف من نور تضيء في كل العصور.. كان معجبا بقادة عمالقة ملأوا الدنيا وشغلوا الناس من مجايليه.. لا أحد ينسى جمال عبدالناصر، وجوزيف بروز تيتو ، وجواهر لال نهرو، زعماء دول عدم الانحياز، وقفوا حجر عثرة في طريق الاستعمار الغربي الذي استعبد الأمم وأذل الشعوب ، وعاث في الأرض فسادا وإفسادا.

وهذا ما أقض مضاجع الغرب فناصبهم العداء، وتآمر عليهم ليظلوا تحت سيطرته وهيمنته..

كان كاسترو مثالا لهؤلاء القادة العظماء فظل شوكة في حلوق الغرب..ظل لهم بالمرصاد لم يضعف ولم يتزعزع وهذا ما أقر به رغم أنوفهم الأعداء.. تعاقب إبان حكمه لكوبا- على حكم أمريكا أحد عشر رئيسا ، استطاع كاسترو أن يصمد ويتحدى وينتصر..لذا استحق أن يكون البطل، بينما باء الخصوم بالفشل

رحل كاسترو عن عمر يناهز التسعين عاما، بعد صراع طويل مع المرض، استمر خمسة عشر عاما- رحل فكان موته زلزالا اهتز له العالم كله ، لكنه لم يبخل عليه بالإشادة به قائدا تاريخيا عملاقا فذا..وهذا ديدن العظماء العمالقة تفنى أجسادهم وتبقى أعمالهم ومنجزاتهم، ويخلد التاريخ أسماءهم لتظل مصابيح هدى مضيئة متلألئة على الدوام، تشحذ الهمم ، وتبدد الظُلَم، وتنير السبل نحو حياة حرة كريمة تسر الأصدقاء وتغيظ كل الأعداء.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.