محمد جواد الميالي ( العراق ) – الأربعاء 1/5/2024 م …

يشير مصطلح “سيكولوجية التهميش”  إلى العملية التي يتعرض فيها فرد أو مجموعة، للاستبعاد والتجاهل في المجتمع، بسبب خصائصهم الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية أو السياسية، فيتم إهمالهم ولايمنحون فرصاً متساوية، في المشاركة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

شابت تجربتنا السياسية العراقية، حالات لشواذ ومتملقين وإنتهازيين، تسللوا لمؤسسات الدولة، في ظاهرة تؤثر سلباً على النظام العام، وتضر حتى بالمؤسسات الحزبية، وهؤلاء نجدهم خارج اقواس التهميش.. فعندما يستخدم الأفراد السلوك المتملق والانتهازي، للتقرب من المسؤولين، والحصول على مناصب أو مكاسب مادية، يتم تشويه المبادئ الأخلاقية، ويتعرض هرم الانتاج لخلل كبير، فهؤلاء الأفراد يعملون لتعميق الفساد، وعرقلة التقدم والتنمية الشاملة للمجتمع.

من جانب اخر فإن أصحاب المبدأ والعقول النظيفة في العمل الحكومي، يتعرضون للتهميش الدائم، مما يؤثر على جودة الأداء والتطور في المجتمع، فتجاهل الأفراد ذوي الكفاءة والمهارات العالية، والمبدأ الثابت،  يصب في صالح الانتهازيين، فيتم فقدان الكفاءات القيادية، وتتدهور الخدمات العامة، ويصبح من الصعب على أصحاب المبدأ، تحقيق تأثير إيجابي في السياسات العامة، والدفع لاتخاذ القرارات الصائبة، لتحسين العمل في قطاع الدولة.

يشهد العراق تحديات كبيرة، في ظل التهميش المجتمعي والفساد المستشري، مما ولد تأثيرات سلبية في مؤسسات الدولة، حين يتم استغلال النفوذ والعلاقات الشخصية، للوصول إلى المناصب الحكومية، والحصول على المكاسب المالية، وهو تحدي كبيراً في طريق بناء مؤسسات قوية وفعالة، تعمل من أجل رفاهية المجتمع بأكمله.