من العولمة الاوليجاركية الى دونالد ترامب (1/2) / د. خديجة صفوت
خديجة صفوت ( السودان ) الأحد 4/12/2016 م …
*هل اشعل ترامب ثورة على الدولة الكبالية العميقة؟ …
*عندما ضاقت الشعوب ذرعا بالاوليجاركيات المالية وبالصواب السياسي …
الجزء الأول: تمهيد:
تتمأسس هذه المجادلة فوق فرضية محورية فريدة مفادها ان الرأسمالية المالية او- العولمة بوصفهما تنويعات كغيرهما على/ وستار دخان تتخفى وراءه/ الصهيونية العالمية تراكم بوسائل انتاج القرن الواحد والعشرين عالية التقنية. وتعبر وسائل انتاج واعادة انتاج العولمة بهذا الوصف عن نفسها في تلك التى تقيض توفير العمل الحي Living labour وصولا الى الاستغناء عن العمل الحي لحساب العمل التاريخي Historic labourبمعنى حاصل جمع العمل الحي مراكم في انتاج وسائل الانتاج او الآلة. وبالمقابل فان ترامب عندما يعد بخلق العمالة للقوى الامريكية يعنى انه يستدعي وسائل انتاج الرأسمالية السلعية التى تعود الى خمسينات وستينات القرن العشرين. وازعم ان أحدا لم ينتبه لهذه الفرضية ولا الى السردية التى تقف ورائها او-و لم يجرؤ على تناولها خشية قد يتهم القائل بها بالتجديف بحق الرأسمالية المالية اي بحق الصهيونية العالمية.
وسأعود الى ذلك تباعا وافصله بصورة واضحة ادناه كما اتعين على التعرف على/ وتعريف المفهومات والمصطلحات التى تخص سردية دنالد ترامب وتدل عليها وتتعين على توضيحها بصورة كافية زيادة على اعادة انتاج مفهومات ومصطلحات الاخيرة وتأملها اجرائيا Operationally. وأزعم ان المحاولة التالية تتعين على ما تتعين عليه في عين ما بات يسمى ما وراء الحقيقةPost truth . ذلك انه ان كانت “حقيقة” اوحقائق العولمة والرأسمالية المالية وتنويعتها التى تتخفي ورائها كالصهيونية العالمية والقبلية وكافة تلك التى احاول تباعا ادراجها ادناه ان حقيقة العولمة بهذا الوصف ثابرت على اقصاء كل “حقيقة” غيرها والتشكك في كل ما عدة تلك الحقيقة لحساب انصاف الحقائق والاكاذيب؛ حتى لم يجرؤ احد على النطق بغير “حقيقة” العولمة والرأسمالية المالية والنيوليبرالية والصهيونية العالمية والقبلية ونخب الاخيرات واباطره اعلامها التجاري الكاسر وعلى راسهم جميعا الاوليجاركيات الاسراتية المالية سيدة الكون وما عليه.
كيف مفصلت نتائج الانتخابات الامريكية لعام 2016:
اجادل قياسا انه فيما يبدو ان معظم من علق على/ وحلل/ نتائج الانتخابات الرئاسية الجمهورية الامريكية قد اخذ عن الاعلام الرأسمالي الكبالي Cabal الاوليجاركي Oligarch الاسراتي/ او-و عن تقارير ودراسات مراكز البحوث الرسمية الامريكية والنخب الامريكية النغلة بلا انتقاء تقريبا. فان الاخيرين في محاولاتهم تأمل وطرح نموذجي كل من المرشحين نالت هيلاري كلينتون منهم اراء تتفق وتلك التى اهالها عليها نفس الاعلام والدراسات. وقياسا على ذلك فقد حاق بدونالد ترامب ما حاق به مما خلع عليه الاعلام االرأسمالي الكبالى الاسراتى والبحوث والدراسات المتواطئة نفسها بلا انتقاء ايضا. ومع ذلك اخذ بعضنا عن تلك المصادر بلا انتقاء. ولا يذكر الاعلام الغربي الرأسمالي المالي غداة فوز ترامب الديمقراطية الليبرالية الجديدة ابدا؛ وانما يتحدثون تخاتلا عن الديمقراطية الليبرالية وحسب وخشيتهم عليها. كما تجأر انجيلا ميركيل في خطاب غب فوز ترامب انها تنادي بالديمقراطية الليبرالية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان.
ولا يعنى ذلك ان احدا لا يمكن ان يجزم بانه يعرف ترامب تماما، ولا انه يمكن ان يتكهن بما ينوي ترامب تنفيذه من سياسات بعد حلوله في كرسي رئاسة الجمهورية رقم 45. ذلك ان ترامب لا يمكن فهمه تماما قبل فوزه، وقد يبق غير مفهوم كذلك بعد فوزه، بوقت قد يطول. ولعل ذلك يعتمد على مستشاري ترامب، وعلى قدرته على الصلابه في مواجهة كافة المغريات والاحابيل والمؤامرات التى غالبا ما قد تحيط به، لتتلقفه وتحاول استمالته لما لم يقصد ابدا او-و تقوم بتاويل ما يقصد ترامب وهكذا. فترامب ما يبرح الان يقف ثم يعدل عن الموقف سلبا وايجابا. والى ذلك فترامب يفعل ما يقول، وقد يقول ما يفعل حسب موروثاته التى لا علاقة لها بالسياسة ولا بالقضمات الصوتية Sound Bites ولا بما يسمى الفقاعات الانتخابية Election Bubbles الا ما ندر. وفي قمة صحافية الاثنين 21 نوفمبر 2016 في قاعة من قاعات فنادقه واجه ترامب صحفيين ومقدمي برامج اكبر المؤسسات الاعلامية المقروئة والمسموعة مثل نيويورك تايمز New York Times وسي ان ان CNN يعنفهم علنا كما لم يفعل سياسي من قبل، ناهيك عن رئيس جمهورية، ليقول لهم انهم جماعة من الكاذبين وانه لم ير في حياته اسوأ منهم. ثم التفت الى كل منهم على حدة وناداه بالاسم ليصف المؤسسة التى يعمل كل منهم بها، بما يستحق ممثل تلك المؤسسة، وما تستحق المؤسسة على ضوء ما لاقاه هو منهم إبان حملته الانتخابية.
ولم يكتف ترامب بذلك، وانما اضاف انه عندما تذكر ما هي اشد الاخبار تزييفا وتضليلا فان الحكومة الامريكية هي اكبر متهم بذلك. ومع ذلك اغامر فاحاول تحليل ما يمكن ان تكون عليه رئاسة ترامب قياسا على اوباما وعلى منافسته على الرئاسة هيلاري كيينتون على الخصوص. سوى ان ما يمكن ان اجزم به هو اننى لا اصدر في التالي ولم اصدر يوما عن الاعلام التقليدي بمعنى الكبالي الاوليجاركي المذكور اعلاه وتباعا. وانما احاول ما امكن ان اصدر عن الاعلام البديل الذ يعير عالم الاغلبيات المقهورة البديل ذلك الذي تخلقه جماهير الشعوب الواعية على حالها تباعا، وعلى حقوقها وعلى تطلعاتها المستحقة، وعن الجماعات الضاغطة والحركات التضامنية الاممية وما يطلق عليه احيانا التواصل الاجتماعي. وأعلم قياسا فيما اعلم وادرك تماما ان دونالد ترامب قد يبدو ساذجا ويتحدث بصورة غير مدروسة، ويستجيب للإعلام بلا دراية كافية لما ينبغى عليه ان يتفوه به، ولماذا يفعل ذلك ترامب. ادرك انه لم تكن له تجربة تذكر او تنسى في الخدمة المدنية، ولا في العلاقات الادارية، ولا في الدبلوماسية الدولية. فترامب ينتمي الى عالم غير عالم الليبراليين الجدد، وازعم انه ليس صهيونيا من اي نوع، رغم موالاته لبينيامين نتاياهو من حيث وعده للاخير بالقدس عاصمة له.
هذا وبنفس القدر تقريبا الذى ادرك به ان هيلاري كلينتون تدربت على التسارر وتدوير الكلام والاستعارات المجازية بوصفها من الجنتايل Gentile المتحالفين الخلص مع الكابال بل المعدلين جينيا Genetically Modified على القيام بدور مفصلي مرحلي بعينه في هذه الفترة بالذات. وقياسا فان باراك اوباما مثله مثل جو بيدين Joe Biden وغيرهما ليسا سوى مرددين لمفردات معاجم الكابال المذكور اعلاه. واجادل ان الرأسمالية المالية تتقابل والصهيونية العالمية بوصف الاخيرة نظام لا اقتصادي يتمأـسس فوق تنويعات من اللا اقتصاد الفردي خارج الدولة. ذلك ان اللا اقتصاد ليس له بهذا الوصف تعريف داخل السوق الا ما خلا ما لا يتفق والنظريات المتعارف عليها من قبل وحتى نشوء الرأسمالية المالية. ويدرك ترامب اللا اقتصاد الذي هو خارج الدولة والسوق اضافة الى اقتصاد او لا اقتصاد عقد الصفر. ولا اقتصاد ما يسمى عقد الصفر the ZERO Contract هو العمل الذي لا يلتزم فيه رب العمل بعقد للعمل، بل يترك للعامل قبول اي حصة من العمل المتوفر في قائمة حصص العمالة وقد اضيف الى ذلك اللا اقتصاد:
ويقارن الاخير ان اردت بما يسمى اقتصاد الجيج the GIG economy وهو خليط من العمل المؤقت الذى يعتمد على التوفر على الانتاح مرة، وعلى توفير العامل والعمل في اي مكان تلزم الحاجة اليه وفي اي وقت تنشأ الحاجة اليه. وهناك ما يسمى اقتصاد الهدية او التهادي Gift Economy ويشارف الاخير المبدأ الاشتراكي او الشيوعي القائل بأن من كل حسب قدرته ولكل حسب حاجته، وينبغى تذكر ان تلك الهدية تحسب على حساب العامل وليس للدولة دور في تعويض العامل عن عمله فهو اقتصاد بين الذى يهدى والمهدي اليه. وقياسا تقف الرأسمالية المالية ولا اقتصاداتها بهذا الوصف ازاء خصومها من جماعة البريكس BRICS بوصفهم يتعينون على كل ما تقف الاولي، اي الرأسمالية المالية بالوصف اعلاه وتباعا منه، موقف العدو اللدود من حيث ان الاخيرة أي البريكس تعبر عن نفسها في اقتصادات مابين نظم اقتصادية اشتراكية وراسمالية سلعية واقتصاد مخطط.
وبالمقابل يقف دونالد ترامب خارج الرأسمالية المالية بوصفه راسمالي سلعي يخلق العاملة ويدافع عن العمالة في مواجهة كابالات Cabals البليونيرات الذين لا يخلقون العمالة بل يدمرون العمالة في كل مكان. وقياسا فدونالد ترامب ليس مدربا علي اي من المراسيمية الادارية، ولا الصحفية والسياسية او الدبلوماسية. لوكان ترامب قد درب بالقدر الكافي مثلما درب اصحاب اليمين القديم والجديد امثال فرانسوا فيون Fillon الفائز بترشيح يمين الوسط لرئاسة الجمهورية الفرنسية مثلا لاستخدم لغة اقل استفزازا واثارة للجدل كأن يقول للامريكان كما قال فيون في دفاعه عن ترشيحه للرئاسة الفرنسية “سوف احميكم من الارهاب الاسلامي”. الا ان دونالد ترامب كان عليه ان يتذكر لانه قطعا يعلم ان العالم تديره كابالات Cabals واسر بعينها مثل العائلة الصهيونية روتشايلد Rothschild ان النظام العالمي المسمى جديد يثابر على القول بشئ، وكانه نبؤة ناجزة بغض النظر عن وجود ذلك الشئ واحتمال ذلك الوجود حتى تحقق النبؤة نفسها او-و يصدقها الناس بالحاح اعلام تلك الكابالات والعائلات.
فقد ثابر الاعلام المأجور على القول بعدم خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية، ولم ينفك ان انكر ثم راح يتعين على نفيها ومحاولة نقضها مثلما ثابر على فوز هيلاري كلينتون حتى راح يشير اليها حتى قبل فرز الاصوات بوقت وقبل ظهور النتيجة بالسيدة رئيسة الجمهورية Madam President. وكان المفروض ان تتحقق النبؤة بمحض توقع ذلك الكابال ألا يفوز دونالد ترامب بسوى اصوات اقل او اكثر بقليل عن هيلاري كلينتون مما يسمح لحاسوب ماكينات التصويت The voting machine computer بتزوير الانتخابات كما زورت الانتخابات على مدى سنين حتى قبل اختراع حاسوب ماكينات التصويت.
وقد يعبر فوز دونالد ترامب وعدم فوز هيلاري كلينتون فيما يعبر عن فشل الحزب الامريكي الديمقراطي، وفشل الليبرالية الجديدة، وفشل المحافظين الجدد، وفشل الاوليجاركيات المالية، وفشل مصارف وبنوك الاخيرة، وفشل اعلامها الليبرالي الجديد الذى يصدر فيما يصدر عن فشل راسمالية الكواسر Predatory Capitalism. ذلك الفشل الذريع فيما بقي كبالا الليبرالية الجديدة والمحافظين الجدد والدولة العميقة Deep Sate جميعا غافلين عن/ ولا يلاحظون بصورة تدعو الى الدهشة/ بل يتجاهلون وهم في حالة من النكران الذاتي Self-Denial/ ذلك الفشل. وتحشد له الاولجاركيات المالية تظاهرات الغضب والسخط وتطالب باعإدة الانتخابات او-و بانفصال ولايات هيلاري كلينتون الزرقاء مثل كاليفورنيا وميتشيجان وويسكونسين وغيرها مما كان الحزب الديموقراطي يفوز فيه تقليديا، فيما تدرك جماهير المفقرين الامريكان العاملة بوضوح ما يحيق بها ليل نهار، ولا تكترث للتهديد فيما تقر بفوز دونالد ترامب.
فلا غرو ان فاز ترامب في ميتشيجان وفي اوهايو وبنسيلفانيا وانديانا وويسكونسن وحزام الصدأ The Rust Belt والوسط الغربي والشمال الغربي الذى كان صناعيا، وكان قلب مناجم الصلب والحديد والفحم في تلك الولايات التى تضررت، فباتت كالارض الخراب Waste land جراء اتفاقيات عمالقة المال التجاري Corporate trade Agreements. فقد ترتب ان رحلت العمالة الى الخارج، وصدرت الاموال والرساميل مع تلك الجماعات الغامضة، التى تملك كل شئ ولا تكاد تعطي شيئا في المقابل. وقياسا فلم يعد العامل يملك ان يعول اسرته ولا ان يضمن مستقبل ابناءه، وقد فقد عقاره جراء ازمة الائتمان العقاري Property Crunch التى اشعلت شرارة الازمة المالية في صيف 2007 دون ان يجرؤ احد على النطق باسمها او الاعلان عنها، حتى جاءت ازمة او مؤامرة ال 30 تريليار دولار من المال الهارب في 2008، لتبقى من وقتها وتباعا، بل وليس ذلك وحسب وانما أجبر العاملون على ضمان المصارف الهالكة جراء الاسمهم السامة Toxic shares والنهب المنظم لمال الشعب، كما في كل مرة. ذلك ان الرأسمالية المالية الكبالية تملك ان تخصخص الربح وتؤمم الخسارة كما في كل مرة.
وحيث ان بعض تلك الظواهر لم يكن محليا بل عالميا فان تلك الظواهر عبرت عن نفسها في اليونان الذي كانت ديونها السيادية قد بلغت باكرا ما قدر ب365% من الناتج القومي الاجمالي. وتعبر تلك الظواهر بدورها عن نفسها تباعا في اسبانيا وايطاليا وفرنسا وفي هولندا وفي كل من المجر وجمهورية التشيك؛ وقد تعبر عن نفسها في المانيا مع الانتخابات المتقارب مواعيدها. في كل من تلك المجتمعات مما حدى بالمستشارة الالمانية أنجيلا ميركيل ان تترشج للمرة الرابعة خشية انفراط المجموعة الاوربية او-و حلول اليمين المتطرف في السلطة. ومما ينذر بالشر كل الشر، ان شعبية حكومات تلك المجتمعات كما في حالة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، تتدنى الى 4% قياسا على 40% لجورج ووكر بوش في ادنى شعبية له.
وتبرز المسابقة على المنصب الرئاسي الفرنسي بين فرانسوا فيون Francois Fillon المرشح للفوز بعد سقوط نيكولا ساركوزي الرئيس السابق في الدورة الاولي للترشح؛ وقد يفوز فيون على غرار ثورة خروج بريطانيا من المجموعة الاوربية، وتختزل الاخيرة في كلمة Brexit وفيما يختزل فوز دونالد ترامب بدوره كلمة في Trumpxit. الا ان فيلون يواجه منافستة مارين لوبين Marine Le Pen زعيمة الجبهة الفرنسية الوطنية Front National (FN) اليمينية المتطرفة منذ 2007. وقياسا فقد تخلق لا شعبية فرانسوا اولاند الاشتراكي شرط حلول حكومات يمينية متطرفة، بل فاشية كما في فرنسا مثلا، مقارنة مع اليونان الذى افرزت فيه الازمة والديون المسماة سيادية ثورة انتخب فيها الشعب حكومة ماركسية. او لعل ذلك يعبر عن نفسه باختصار في الوقت الحاضر عن ان الشعوب قد ملت السياسات القديمة بغض النظر عما ينتظر تلك الشعوب بانتخابات قد تأت بما لا يحسب له حسبان.
لأول مرة اجد نفسى ابدو، وكاننى ادافع عن يمينى محافظ من الحزب الجمهوري الامريكي، ولعله من المفيد بل ينبغى ان اسارع فاقول، ان ذلك اليمينى ليس يمينى متطرف او من اليمين المغالي كجون ماكينJohn Mac Caine مثلا. على اننى رغم اننى ادرك ان دونالد ترامب يميني، الا انه من المهم القول بان ترامب مما يسمى اليمين البديل Alternative Right الذى هو رد فعل على اليسار الجديد، بوصف ان الاخير مشتبه فيه ومثله مثل كل ما هو “جديد” او ما بعد الشئ مشبوه ومعفرت مؤبلس Demonized وليس له اصل او فصل، سوى خلق فوضى فكرية وتنظيمية. واجادل ان لعل اليمين البديل تنويع على ما حاق باليسار الذى كان المحافظون الجدد قد انتحلوه بدعوى انهم سئموا خيبة اليسار الذى كنا نعرفه.
فقد وصم المحافظون الجدد اليسار الذى كنا نعرفه بانه تقاعس فاقعى لا يريم، بلا امل فى المبادرة، ناهيك عن الثورة. وقياسا جأر المحافظون الجدد بانهم هم الذين سوف يشعلون الثورة – مثلما فعلوا بتشكوسلوفاكيا، ونحن نيام، وما فعلوا بالاتحاد السوفيتى والجمهوريات الاشتراكية بما سمى الثورات المخملية، والثورات الملونة، وبالمنطقة العربية بما سمى الربيع العربي. وراحوا يثيرون فرية ان كل ذلك من دلائل نجاح، وبمبادرة ما اطلق عليه الليبرالية الجديدة وبغيرها من المفهومات التى نسبوا اليها ما بعد المفهوم Post concept وكما اضافوا على كل مفهوم نعرفه صفة الجديد New or Neo. وتدركون مؤكدا كيف ان كل مفهوم او مفردة الحقت بها صفة الجديدة او سبقتها صفة المابعدوي.
وقياسا فلم يزد اي من تلك المفاهيم سوى ان عبر عن نفسه فيما هو راجع ورجعي بصورة خطيرة/ ومتخلف عن وعما هو تشويه لما سبقه/ وتزويق Euphemism المفهوم واحلال القضمات الصوتية Sound bites ونسج او غزل الكلام spin مكان المفهوم/ والحاق المجاز Circumlocution)) بغاية تحوير (Mutating) الكلام/ مما تغدو معه اللغة حقلا من الالغام. كل ذلك لحساب مايسمى العلاقات العامة (Public Relations) وتدوير الكلام ( Word Recycling) وصناعة الكلام حيث لم يعد معه لأي مفهوم او مصطلح معنى، سوى المعنى العسكي تماما للمفهوم، وتباعا حسب الطلب مما شوه اللغة كلها لحساب سادة الكون، خصما بالضرورة والنتيجة على من عداهم من التراكمات العددية التى لا وجوه لها. ليس ذلك وحسب فقد بات من التجديف حتى محاولة تعريف مفهوم الرأسمالية المالية، بل خلق اي تعريف او مصطلح او مفردة جديدة، ناهيك عن بديلة. ولا املّ تكرار هذه الحالة حتى لا يفوت قارئ ما يحيق بنا او-و تذكير الملمين بما يحيق بنا.(1)
واقول بمغبة التجديف في نظر البعض ان مزوِّقات خطاب الرأسمالية المالية العارية الصهيونية العالمية أوما يسمى بالإنجليزية الدارجة (Spin) وبلغة الإسلام السياسي (التقية) وبتعريف الفارابي صناعة الكلام، كان بلغة المعتزلة ومن سار على هديهم أوضلالهم الأسوة، وكلها استعارات مجازية لاتزيد على تلك الكذبة الكبرى التي يعيشها العالم منذ الاكتشافات الجغرافية الكبرى على الاقل، بلا فكاك. ذلك أن الكذبة الكبرى كانت قد اصدرت باكرا وما تبرح تصدر عن بعض أبناء يعقوب وصولاً إلى الأوليجاركيات العولميةGlobal Oligarchies مما يسَّر وييسر تمرير أنصاف الحقائق والأكاذيب.
لم ننحت مفردة:
في كل ذلك من الزمان والمكان والمسافات والادغال لم ننحت نحن مفهوما يخصنا؛ بل ولم نعد تعريف مفهوم اجرائي Operationally أي في السياق، وذلك حتى نحصل على قيمة مفهوماتية للمفردة. وانما بقينا نتلق بلا انتقاء كل ما ياتينا من سادة الفكر والتنظيم والكون، فيما لا يقرأ اي منا لغيره، ولا ياخذ عن غيره، الا اذا كان خواجه اشقر ازرق العينين، او-و اشكنازي او ميزراحى بقبعة رمادية في عز صيف الفكر والتنظيم، عاطل من الموهبة الا ما خلا عمالة الموساد، يقف لكل من تسول له نفسه انتقاد الدولة العبرية او الجنس السامي، الفائق على البشرية قاطبة. ولعل الاخطر هو تواطؤ بعضنا مع الاخيرين على من قد يكون الله قد الهمه بعضا من الفكر النير، فيتشارك ذلك البعض مع الخواجات ومع بعض الاشكنازي والميزراحي العصف بمن تسول له نفسه الجرأة على النطق بما يفعل بعض ابناء عمومتنا بنا بأي سوء، تصديقا لما بين يدى ما قاله فولتير من “انك اذا اردت معرفة سادتك فعليك التعرف على اولئك الذين يحرم على الجميع نقدهم”.
والمهم فورا فقد نشأ ما يسمى اليمين البديل في الولايات المتحدة، تعبيرا عن وتمييزا لليمين البديل عن اليمين الجديد. ازعم ان غاية اليمين البديل انقاذ مفهوم اليمين وحماية سمعته في وجه افساد وتشويه المفهومات، بمغبة فوضى الاخيرات الفكرية والتنظيمية، التى خلقها مناخ وكمياء نظيريات ومفاهيم ومصطلحات المحافظين الجدد، وانغالهم الليبراليين الجدد وتنويعات الاخيرين مما احاول التعين على ذكره ما امكن في سياق فوز دونالد ترامب غير المسبوق. فدونالد ترامب ينتمى الى المين البديل. وقياسا فان اليمين البديل يعبر عن نفسه فى اعادة انتاج اليمين القديم الذي كنا نعرفه، مما قد ييسر اعادة انتاج اليسار القديم الذي كنا نعرفه، وذلك في سياق ومناخ اعادة انتاج الرأسمالية الصناعية اي السلعية التى تراكم باعادة التوزيع في: مفهوم الانتاج الصناعي في عمليات الانتاج/ التوزيع/ التبادل/ الاستهلاك/ الانتاج عائدا الى نفسه مجدداthe infinite concept of production being= production-distribution-exchange- consumption- production going back to itself anew.
الفرضية المحورية كما ذكرت اعلاه هي ان ترامب قد يحاول او لا يحاول استعادة اليمين القديم الذي كنا نعرفه، بوصفه محافظا يعيد انتاج المجتمع مع تطويره بالطبع، بغاية استدعاء الرأسمالية الصناعية السلعية، بادوات او وسائل انتاج قد تنكص عن التكنولوجيا عالية التقنية التى لا تحتاج مهارات العامل الحرفي القديم، كونها تأبه بما يروم ذلك العامل من انتاج سلعة واحدة، بكل ما تحمل من الاعتداد والفخر بخلق مثل تلك السلعة، كما كان الحال في خمسينات وسيتنات القرن العشرين. وقياسا احاول وجيزا لمصلحة هذه الدراسة التى اعتقد أنها من اهم ما يمكن ان يكتب باحث نسبيا، ولعلها اشد ما يكتب باحث مدعاة للجدل، جراء ما نمر به نحن في المنطقة العربية، وما يمر به العالم ونحن على اعتاب عالم جديد حقا. هذا اذا قيض لذلك العالم الوجود اصلا والاتصال تباعا. اي لم يعصف بذلك العالم، وبمن يرومونه ومن يتضامنون معه. ذلك ان هذه المرحلة مفصلية بدورها خطيرة مخيفة، قد تدور رحاها في المنطقة العربية اكثر من اي مكان اخر، اي حربا وجودية تندلع فلا تبق ولا تذر، لحساب الجماعات الاوليجاركية المالية الاسراتية الصهيونية العالمية لحساب الصهيونية القبلية.(2)
وقياسا فليس تزويقا ان يحاول المرء(أة) هنا التعين تباعا على البحث عن لغة تخص ما يحل بنا من مستجدات، هي في الواقع غير مسبوقة بحق. ومن ذلك فعلى الباحث(ة) محاولة اعادة انتاج او-و اعادة تعريف بعض المفهومات والمصطلحات الفكرية والتنظيمية الواردة في هذه الدراسة- كونها تستعيد الماضى في سياق غريب عليها- وذلك خاصة ورغم اننى كنت قد عرفت معظمها مرارا في دراسات اخري. الا ان سياق هذه الدراسة يختلف جراء نشوء ما قد يغدو عالما جديدا او مكان عالمى جديد تصنعه بحق هذه المرة شعوب العالم بهذا الوصف؛ او لعله يتكشف عن ثورة عالمية قد يتعين معها اعادة تعريف تلك المفهومات التى كنا نعرفها بخاصة تلك التى افسد تعريفها المحافظون الجدد وانغالهم الليراليين الجدد وبخاصة الصهيونية العالمية والقبلية منذ الحرب العالمية الثانية على الاقل واو منذ سقوط غرناطة واجادل في دراسة تعد للنشر قريبا منذ الخلاقة العباسية وتباعا. فقد زعمت في دراسة اخرى ان والمجاز (والمدلسات والمعمشات) بادرت بها تنويعات المعتزلة تسويغاً لأحابيل لا متناهية كما في كل مرة.
هذا ولعله من المفيد ايضا التعين خاصة على نحت وتعريف المفهومات التى اتصلت منذ الحرب العالمية الثانية بظواهر تخص رأس المال المالي والاوليجاركيات الاسراتية المالية Dynastic Finance Oligarchs والنخب النغلة Bastard Elite وفوق كل ذلك الصهيونية االعالمية التى اجادل تباعا وكنت قد جادلت طويلا انها مشروع لا اقتصادي مالي بامتياز.(3) وقياسا فقد باتت الرأسمالية السلعية اي الصناعية التى كنا نعرفها راسمالية مالية لانكاد نعرفها، ولا تعرفنا بل تنكرنا وتتنكر لنا، مما ساحاول بايجاز الاشارة الى ملامحها وقد باتت تنويعا على الصيهونية العالمية، بل هي تعبير عن الاخيرة بهذا الوصف. وتتماسس الاخيرة فوق كل من المؤسسة السياسية والعسكرية والمالية والمؤسسة الاعلامية التجارية Commercial Media التقليدية؛ وتصدر عن النيوليبرالية او الليبرالية الجديدة تزويقا للديمقراطية ما بعد الليبرالية وقد باتت الديمقراطية البرلمانية الليبرالية التي نعرفها مثلها مثل اليسارالذي كنا نعرفه تشويا على نفسيهما القديمين حتى لم نعد نتعرف على الديمقراطية البرلمانية الليبرالية لا ولا علي اليسار ولا على اليمين جميعا. ومن المفيد ملاحظة كيف باتت الديمقراطية الليبرالية الجديدة وحدها المطلوبة فان لم تعجب نتيجة الديمقراطية الليبراليون الجدد، انغال المحافظين الجدد، رفضوها وانقلبوا عليها. ذلك ان الديمقراطية التى تاتي بمن لا يستحبونه، تصنف في عداد الفاشية، كما في فينيزويلا وفي البرازيل وفي الارجنتين الخ.
لذلك ينقلبون على نتيجة فوز دونالد ترامب مع انه يمينى مثل بعضهم. الا انه من المهم فورا ادراك ان اليمين الذي ينتمي اليه دونالد ترامب هو اليمين البديل الذى يسعى الى اعادة انتاج اليمين القديم الذي كنا نعرفه، لان الاخير تمأسس فوق المجتمع وكان يصدر عن اعادة انتاج المجتمع وطبقاته، وليس التنكر للمجتمع ولا لطبقاته، او الى تجاهل المجتمع وطبقاته وتعدداته واثنياته، حتى لو بدا وكان دونالد ترامب غير معنى بالاخيرات بصورة واضحة. على انه من المفيد تذكر ان اليمين البديل يجد بعضا من اصوله في الحزب الجمهوري نفسه، بخاصة في حرب الشاي Tea Party المتطرف المنشق عن الجزب الجمهوري احيانا، والمتحالف معه احيانا اخرى. وتتزعم بعض حزب الشاي سارا بيلين Sara Palin التى كانت حاكم الاسكا، وتصورت انها يمكن ان تترشح لرئاسة الجمهورية مرة ولم تنجح. المهم ان ترامب ليس فيما يبدو من حزب الشاي في شئ، إلا بقدر ما يصدر ترامب عن رواسب اليمين القديم اصلا، وقد اعيد تعديله بما يضاف الى الاخير من تجليات اليمين البديل.
وهنا ينبغى ان اشير الى اننى وان كنت قد ابدو وكاننى ادافع عن الرأسمالية الصناعية او-وان قد يتصور البعض اننى انادي بعودتها. فالواقع انه في مناخ وكمياء مثول الرأسمالية المالية بصورة خطيرة، بخاصة في تنويعتها الصهيونية العالمية، وتفرع الاخيرة الاستراتيجي في الصهيونية القبلية/ وبالاحرى في استراتيجيتها الصهيونية القبلية، انه في مناخ وكمياء بهذا الوصف فان الدفاع هنا ليس عن الرأسمالية الصناعية السلعية، وانما هو دفاع عن/ ومواصلة النضال والتضامن الاممي من اجل تحقق شرط الحلول الوجودي Existentialist existence لاعادة انتاح المجتمعات البشرية والحضارة الانسانية قاطبة.
فان اجادل ان الاوليجاركيات الاسراتية المالية لا تعيد انتاج المجتمع ولا تخلق العمالة بل تخلق شرط ابادة مجتمعات بعينها وتدمر العمالة فان الرأسمالية الصناعية التى تعيد انتاج المجتمع الانسانى وتخلق العمالة تستحق الدفاع عنها ولو تاكتيكا من اجل اتصال الحياة والحفاظ على التراث البشرى. ذلك ان الاوليجاركيات الاسراتية المالية في تنويعاتها المتساررة من الكابال والمؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية واباطرة الاعلام التجاري الاجير وغير ذلك مما اذكر واعرف تباعا أبقاءأ على جماعات بعينها خصما على من عداها وخصما على وتدمير الانسانية. ذلك ان الرأسمالية الصناعية السلعية بهذا الوصف وتباعا حرية بان تنقذ البشرية من الابادة الجماعية وتحمي الحضارة الانسانية لكل الناس فيما تثابر الاوليجاركيات الاسراتية المالية على السعي الى الحفاظ انتقاءا على ارث الانسانية بوصفه تراث جماعات كانت تائه في الصحارى جماعات لم تعرف ببناء حضارات ولا شهواهد حجرية ولم يكن لها تراث يذكر او ينسى سوى تدمير حضارات المستقرين في كل مكان او-و ادعاء حضارات الشعوب تخاتلا خصما على اصحابها. وما يهمنا فورا هو فوز دونالد ترامب، ومحاولة تفسيره في سياق ما حاق بالعالم على يدي الاوليجاركيات الاسراتية المالية الخ. فما الذي قيض لترامب اشعال ثورة ترامبية عالمية، من شانها ان تجتاح عولمة الاوليجاركية تلك؟
*أكاديمية ناشطة
هوامش:
(1) فقد جادلت في دراسة اخرى ان المجاز والكناية والتقية والاستعارات المجازية والأسوة كانت قد نشأت وازدهرت منذ المعتزلية لغاية تمرير”قولة حق أريد بها باطل بشأن خلق القرآن.”
(2) انظر(ي) غريس هالسل الفكر التوراتي والحرب النووية: المبشرون الانجيليون على طريق القيامة الذرية ترجمة عبد الهادي عبلة: 2000: دار العلم التنضيد الضوئي :مكتبة الفيحاء: دمشق.
(3) هل الصهيونية مشروع ديني ام مالي لا اقتصادى؟.يتكشف بقليل من امعان النظر أن الصهيونية ليست ولم تكن يوما سيناريو او مشروع دينى اى يهودي بحت. ومن المفيد ملاحظة انه وان كانت بعض طوائف اليهود قد تعينت على تيسير المشروع الصهيونى تحت عباءة المسيحية مثلا الا ان ثمة طوائف مسيحية-ومنها كاثوليكية وبروتستانتية كما سنرى تباعا كانت قد تعينت على تمرير بل تكريس مشاريع صهيونية. فهناك مثلا طائفة الاوباس دأى أوباس ديي Opus Dei وهى طايفة كبالية متسترة يتحالف اعضاؤها مع المشروع الصهيونى مثلما الحال مع امثال تونى بلير الذى بقي يعتنق تعاليم تلك الطائفة سرا الى ان اعلن ذلك مع نهاية رئاسته لحزب العمال الجديد.
وقياسا ازعم ان الصهيونية كانت دائما مشروعا اقتصادي بل مشورع يتلفع بالاقتصاد حتى يتسير له مشروعا فائق على الاقتصاد هو المشروع المال بامتياز. فالصهيوني لم تتيعن بهذا الوصف على استقطاب اليهود وحدهم وان احتكر الاخيرون المال باشكاله المادية السائلة والمال الذى يتمثل فى المعادن النفسية التى قاس بها ادم سميث Adam Smith ثروة الامم وكان يعنى ثروة جماعات بعينها دون سواها. وازعم ان تلك الجماعات كانت حرية بان تنشد السلطة او-و تلحق نفسها بشرائح السلطة حتى يقيض لها شرط المراكمة والحراك معا على ذلك النحو الذى يلاحظه الناس على مر التاريخ غير المكتوب والمسكوت عنه حتى اندلاع ازمة العشرية الاولى من الالفية الثالثة. ومن المفيد تذكر كيف ان جماعات بعينها من اعراب الشتات- ممن سوف اعرف حالا- تعينت على الاصطفاف وراء سلطة مجتمع انسانى او اخر منذ ما قبل اليونان فاثينا واسبارطا فحكمت من وراء الستار كما يقال او-و باتت صانعة ملوك King makers مثلما يلاحظ منذ الاسكندر الاكبر ويلويوس قيصر وصولا الى جورج ووكر بوش وباراك اوباما وغيرهم مما اناقش فى مكان اخر.
واجادل ان تلك الجماعات من اعراب الشتات وتنويعاتهم كانت وقد بقيت تحكم من وراء الستار بهذا الوصف حتى الحرب العالمية الثانية وقد نقول حتى نهاية القرن التاسع عشر حيث تحكم بينجامين ديزرائيلى فى الملكة فيكتوريا مثلما تحكم غيره فى غيرها مما سنرى . فقياسا فقد كان قياصرة واباطرة الرومان من يوليوس قيصر على الاقل وكاليجولا ولوقت ما ملوك وملكات ورؤساء جمهوريات اوربا الشرقية والغربية بدورهم العوبة بأيدي تنويعات من اعراب الشتات مثل يوسف بن ماتلياهو المعروف بيوسوفوس 37-100 م-او تيوتوس فلافيوس Titus Flavius مستشار الامبراطور قسطنطين الاول. وكان توماس كرومويل Thomas Cromwell-و لا علاقه له باوليفر كرومويل-مستشار الملك هنري الثامن فى امور الجنس يحكم من وراء الستار وقد هندس انقسام الكنيسة الغربية وصولا الى الافانجلية الانجلو ساكسونية فالانجلو امريكية فالمسيحية اليهودية. وحكم اليهودي الاسباني جورج ابوت مستشار الملكة اليزابيث الاولى انجلترا وتعين على تعقب الكاثوليك ونكل بهم
التعليقات مغلقة.