الفيلم الهولندي الإباحي مقدمة لترويض الأمة على قبول المذلة علنا

 

الإثنين 5/12/2016 م …

محمد شريف الجيوسي …

** التصرف الهولندي يأتي معتمدا على دعم أمريكي غربي صهيوني وصمت إقليمي .. ومقاطعة أمستردام وحدها لا يكفي

تردد على مواقع التواصل الإجتماعي وغيره من وسائل الإتصال أن الفيلم الهولندي الإباحي نزل إلى الأسواق ، وهو الفيلم الذي يسخر من النبي محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وآله ..

وتجددت الدعوة لمقاطعة البضائع الهولندية حصراً ، دون منتجات الكيان الصهيوني الذي ما زال يحتل اراض عربية وينتهك المقدسات المسيحية والإسلامية ، ويقتل ويأسر الأطفال والنساء والمسنين والنواب والرجال العرب ويدعم الإرهاب ويسرق المياه ويخرب الإقتصاد ويحرق المزارع الحدودية مع الأردن ويلوث مياه نهر الأردن فضلا عن سرقتها ، ويطلق خنازيره باتجاه الأردن ويعلن في أناشيد مدارسه ، صباح كل يوم أن الضفة الشرقية له أيضاً ، ويصدر الجواسيس ويعد لنا العدة .

وينسى الطيبون من أمتنا ودعاة مقاطعة هولندا فحسب ، أن منتجي الفيلم الهولندي ، ما كانوا ليتعمدوا إطلاق هذه الوقاحة والإفتراءآت على النبي محمد ، لو لم تكن واشنطن وتل ابيب والاتحاد الأوروبي وبخاصة بريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا ، والرجعية تقف حامية لهم ومغطية على تصرفهم المسيء لأهم رموز هذه الأمة ..

ولذا إن كانت الغاية الإنتصار لرمز هذه الأمة حقيقيا وصادقاً ، علينا أن لا نجعل (البردعة) هدفنا فحسب، فعضّها لن يغير من واقع الأمر شيئاً ، بل سيشغلنا عن الهدف الأهم، وهو الحصان ومن رتب أمره، علينا مقاطعة بضائع الكيان الصهيوني وكل علاقات التطبيع الإقتصادي والثقافي معه وإن كانت الدول لأي اعتبار غير قادرة على ذلك ، فليرفض المواطن العربي وليس الأردني والفلسطيني فحسب ؛ التعامل مع سلعه أو أي منتج له رائحة صهيونية إسرائيلية إستيطانية ..

ومثلما تتنفس هولندا من رئات واشنطن والاتحاد الأوروبي وتل أبيب ، فإن الأخيرة تضرب بسيف واشنطن والاتحاد الأوروبي ، وتتزنر بدعم إقليمي .. وعليه لا بد من مقاطعة المنتج الأوروبي الغربي والأمريكي والتركي عضو حلف النيتو.

ليس من الحكمة في شيء ( تكبير ) الحجر ، ولكن من الحكمة مقاطعة كل منتج صهيوني وأمريكي وأوروبي غربي أسهم في استعمار بلادنا وتقسيمها وما زال يعمل على ذلك ، حيث يبث الفتن ويصنّع الإرهاب ويدعم الفتنويين التكفيريين ويحرف البوصلة ويدعم التفوق والوجود الصهيوني الإستيطاني الاحلالي الاستعماري العنصري التوسعي العدواني في المنطقة.

مقاطعة هولندا فحسب ستشجع الآخرين على توسيع قاعدة الإساءة تضامنا معها، وستظهر هولندا وكأنها بلد (صغير مستهدف) بمقاييس الغرب، في قضية تتصل بالمفاهيم الغربية بـ (حرية الرأي)،وسط صمت أصدقاء الغرب وواشنطن وتل ابيب في الإقليم ، فيما يقصد باستهداف النبي محمداً، ترويض العرب على الصمت وقبول المذلة والإساءة والخنوع ، ابتداء بدينهم وكراماتهم ومرورا بحرياتهم وإقتصادهم ومقدراتهم ، وإنتهاء بخلع ملابسهم الداخلية بمنتهى الرضى والسلاسة والإستمتاع .

وعليه فالرد ينبغي أن يكون شاملاً ، باستهداف منتجهم الإقتصادي والإستعماري الثقافي ، واستراتيجياتهم العدوانية الحربية الإستعمارية ومصالحهم ، بعيداً عن إستهداف معتقداتهم ومعتنقاتهم ( فذلك من شأن مجتمعاتهم ) والإبتعاد عن كونها حرباً دينية ، فهم يريدون ذلك ، لعكسها علينا حروبا طائفية ومذهبية ودينية وإثنية .    

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.