محمد العريفي ( احد شيوخ الفتنة ) ومزاعمه الفارغة
الإثنين 5/12/2016 م …
الأردن العربي – كتب خالد الجيوسي …
*العريفي يتّهم “الطائفة العَلوية” بالخيانة ويَعتبر أنّ ما يَجري “مُؤامرة عالمية” ضد “السنّة والجماعة” ويُؤكد أن “الرافضة” أغروا “طاغية الشام”.. الشيخ “لبّى” حلب بخطبةٍ “نارية” واستحضر صور ظُلم أهلها مع اقتراب عودتها إلى الدولة السورية ودعا فصائلها إلى “التوحّد” …
يَستذكر الشيخ محمد العريفي “أهل الشام” في خُطبة الجمعة الأخيرة، والتي أطلق عليها عنوان “لبيك يا حلب”، ويتحدّث عن المآسي التي أصابتهم، وتشرّدهم في بلاد العالم، ويُؤكد على وجوب دعمهم، والدعاء لهم، ويُدلّل على ذلك بعدّة أحاديث نبوية.
ويَذهب أحد أهم نجوم الدعوة الدكتور العريفي، في خُطبته إلى ذكر فضائل أرض الشام، تلك الأرض المُباركة، أرض الرباط والجهاد، أرض العلم والإيمان، بحسب توصيفه، ويَعتلي كما العادة الشيخ العريفي منبره، ويُعرف عنه إتقانه فن الخطابة، كما الانفعال حين يَخوض بحديثه عن أهل الشام، الذين تعرّضوا لأشد أنواع الظلم، والتعذيب، والتشريد.
وخصّص العريفي، خُطبته للحديث عن مدينة حلب، والتي اقتربت من العودة كاملة إلى أحضان الدولة السورية، ويبدو أن هذا الأمر، لم يُعجب الشيخ، حيث تساءل عن جامعات حلب، وحلقاتها، ومساجدها، وهؤلاء كلهم كأنما تعرّضوا لزلزال من تحت أقدامهم، وهذا بحسب إشارة العريفي المُباشرة من صناعة “طاغية الشام”، ويقصد الرئيس بشار الأسد.
العريفي، عَزف على أوتار الظلم، الذي يتعرض له أهل حلب، على يد براميل نظام الرئيس السوري المُتفجّرة، كما طائرات السوخوي الروسية، كما عَزف على ألحان صور “المظلومين” في حلب المفَزوعين، حيث بحسبه اجتمع عليهم النصارى والنصيريون، والصفويون الرافضة، وأكد أن هناك “ثأر” يَجمع الرافضة مع أهل الشام عُموماً، فإن قتلهم (الرافضة) لأهلها (الشام)، هو علامة على خروج قائمهم المُنتظر، كما يرى “الرافضة” وفق العريفي الشام، بأنها ظَلمت أهل بيت رسول الله، وأضاف أن الرافضة أغروا “طاغية الشام”، حتى مكّنهم من سورية.
ويقول العريفي، الذي قرأ خطبته من على جهاز “الآي باد” الخاص به، وهو يَعتلي منبره، أنه زار حلب قبل الأزمة، ومرّ ببعض أنشطة الرافضة، وكانوا بحسبه يَصرفون رواتب شهرية، من أجل “تشييع″ أهل الشام، فلمّا تنبّه أهل سورية لذلك، أخذ “الرافضة” يَدُكّنوهم دكّا.
وهاجم العريفي، الطائفة العلوية التي يَنتمي إليها الرئيس الأسد، ودلّل على خيانتها عبر التاريخ، باستذكار خيانة والي حلب “العلوي” لأهلها، حينما تعاون مع التتار لاحتلال سورية، وارتكبوا حينها مجازر فظيعة بحق السنّة دون غيرهم.
ودعا الشيخ “السنّي” الذي اعتبر أن ما يَجري هو “مُؤامرة عالمية” على أهل “السنّة والجماعة”، بدأت اليوم ضد الشعب السوري المُسلم، فصائل حلب إلى التوحّد، والعمل المُشترك، من أجل إنهاء المأساة، التي يُعاني منها أهل المدينة، كما شَكر الدكتور العريفي حُكومة بلاده للمُساعدات التي تُقدمها للسوريين عُموماً، وأهل حلب الشهباء خصوصاً.
بعض الأصوات، عادةً ما تُوجّه اللّوم للشيخ العريفي، على خطبه النارية تلك ضد الرئيس الأسد، وحُلفاؤه، وترى فيها “تباكياً” غير مشروعٍ على دماء السوريين، ففي حين يَقف العريفي مُنفعلاً على منبره، مُرتاحاً في بلاده، وآمناً، ويتباكى على دماء “أهل الشام”، ويُهاجم طاغيتها، يتناسى في المُقابل ما تَفعله، طائرات بلاده السعودية “الحازمة” في اليمن، وكأن دماء الشام وأهلها، وحدها الغالية، والثمينة على قلب الشيخ العريفي.
ويرى مراقبون، أن الشيخ العريفي، بخطبه الدينية تلك، يُنفّذ أجندات بلاده السياسية، ويُصر على تحويل الصراع السياسي، إلى صراع ديني مذهبي طائفي “مقيت”، يظهر فيه أن الشيعة يَشنون حرباً على السنّة، المُراد فيها القضاء نهائياً على أهل “السنّة والجماعة”، وبالتالي هو يقود حرب إعلامية تحريضية وقودها تلك الشهرة التي يتمتّع بها “نجم الدعاة” محمد العريفي.
مُختصون في الشأن السعودي المحلي، يَجدون أن العريفي وأمثاله، لهم دور كبير، ومُساهمات “مَشبوهة” في إراقة الدماء السورية، وحتى السعودية أيضاً، فالتحريض الكلامي، والدعوات إلى “الجهاد” ضد النظام السوري “العلوي الكافر”، ساهمت في تجنيد الآلاف من الشباب السعوديين، الذين توجّهوا إلى سورية، ويَجدون في العريفي قدوة، وفي كلامه “المُحلّى”، طريقاً أكيداً إلى الجنّة.
ويُحمّل مُعارضون، لحكومة العربية السعودية، مَسؤولية ما جرى على الأراضي السورية، فدعمها لجماعات المُعارضة المُسلّحة وتأجيجها للصراع، وعدم فتح أراضيها للاجئين السوريين، كما فعلت دول “غربية علمانية”، حوّل الشام، وأهلها إلى كارثة لن ينساها التاريخ، صدق العريفي حينما، وصفهم، بأنهم كأنما تعرّضوا لزلزال من تحت أقدامهم.
التعليقات مغلقة.