متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني والسّبعون / الطاهر المعز
الطاهر المعز ( تونس ) – الأحد 19/5/2024 م …
يتضمن العدد الثاني والسبعون من نشرة “متابعات” الأسبوعية مُقدّمة تتضمن خاطرة عن مفهوم التنمية في البلدان الفقيرة، ومنها البلدان العربية، وفقرة تتضمن بعض الأرقام عن عمليات القصف والتّدمير في غزة، وفقرة عن التعاون العسكري بين النظام المغربي والكيان الصهيوني، وفقرة عن الحراك الشبابي والطلابي بالولايات المتحدة ضد الدّعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني وفقرة عن استفادة الشركات الأمريكية من الحروب الأمريكية والأطلسية وفقرة عن تداعيات العدوان واضطرار إدارة نادي القلم ( Pen America ) إلى إلغاء حقل توزيع الجوائز يوم 29 نيسان/ابريل 2024، بعد احتجاج الكُتاب على مواقفها الصهيونية، وفقرة عن الإنفاق العسكري العالمي وفق تقرير معهد ستوكهولم الدّولي لأبحاث السلام لسنة 2023، وفقرة عن تأثير التغير المناخي وظروف العمل على صحة العاملين والعاملات، وفقرة عن نموذج من الشركات العابرة للقارات التي لا يعرف الجمهور سوى جزءًا صغيرًا من نشاطها
ما التنمية المُستدامة؟
ما هي أقرب السبل لإنجاز التنمية ( وليس النّمو) في الدول الفقيرة؟ كيف يمكن أن تستمر عملية التنمية على مدى متوسّط وبعيد؟
تتطلب التنمية المستدامة استقلالية القرار “السيادي” ومُشاركة المواطنين في كافة عمليات التنمية، من الإعداد إلى التقويم مرورًا بالتنفيذ، وتتمثل خيارات البلدان الفقيرة ( أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية) في إقامة مشاريع كبيرة، تتطلب إنفاقًا ضخما وآلات وتكنولوجيا وبُنية تحتية ومرافق وخدمات، وما إلى ذلك، أو إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة تتطلب كذلك بنية تحتية ومرافق وخدمات غير إن الإستثمار يكون أقل حجمًا، وفي كل الحالات وجب التفكير في مصْدَر التّمويل (الإبتعاد عن القُروض الخارجية والمَشْرُوطة قَدْرَ الإمكان)، ولا يمكن لأحد تجاهل الظّرف العالمي فنحن نعيش عَصْر الهيمنة الإمبريالية والنيوليبرالية المُعَوْلَمَة، حيث تُسَرِّع الشركات العابرة للقارات عملية نَهْب ثروات بلدان إفريقيا وآسيا (ومن ضمنها الوطن العربي) وأمريكا الجنوبية، وتُطبّق الدول الإمبريالية نظام الحماية الجمركية وعرقلة أو حَظْر دخول السّلع الأجنبية إلى أسواقها، وتحاول الإمبريالية الأعظم (الولايات المتحدة وحلفاؤها ) خنق أي اقتصاد مُنافس، بما في ذلك اقتصاد الصّين…
تتطلّب التنمية المُستدامة في البلدان الفقيرة تخطيطًا مختلفا عن الدّول الصناعية الكبرى، واستراتيجية تقوم على القَطْع مع الرأسمالية، لأنه يستحيل على البلدان النامية “اللّحاق” بالدّول الرأسمالية المتطورة في ظل المنظومة الرأسمالية القائمة على التبادل غير المتكافئ بين الدّول الغنية (التي تُصدّر رأس المال والتكنولوجيا والسلع المُصنّعة من آلات وتجهيزات) والدّول الفقيرة التي تُصدّر المعادن والمواد الخام والسّلع التي تُلَبِّي حاجة الأسواق والمواطنين (المُستهلكين) في الدّول “الغربية”، ولذا لن تتم عملية التنمية بالإعتماد على صندوق النقد الدولى، والبنك العالمى أو نادي باريس وغيرها، بل بتعبئة الموارد المادية والذهنية والبشرية المحلية أو في إطار تعاون “جنوب/جنوب”، والإنطلاق من الإنتاج الفلاحي لتلبية حاجيات المواطنين (السوق المحلية) وتحويل وتصنيع ما زاد عن الحاجة، وعدم تصدير السلع الخام، بل إضافة “قيمة زائدة” لها في إطار عملية تثمين الموارد المحلية وتوفير الحاجيات الأساسية وتصنيع وتطوير الأرياف، واستغلال الطاقات المحلية في مجالات البحث العلمي والإبتكار والتطوير، بدل هجرة العُقول واستغلال طاقات شبابنا من قِبَل الشركات العابرة للقارات، بعدما أنْفَقَ المجتمع على تعليم وتأهيل الشباب، وبذلك يتم رَبْط عملية التّنمية الإقتصادية بالتنمية الإجتماعية وربط تلبية الإحتياجات الأساسية للمواطنين بتطوير التكنولوجيا المُلائمة أو المُناسِبَة للمجتمع وللوضع، وربطها كذلك – بل وخصوصًا – بالقضاء على البطالة والفقر…
تَفْرِضُ علينا النظرة الواقعية للمناخ الدّولي الإنتباه إلى العراقيل التي يمكن أن يخلقها الدّائنون (صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي) والدّول الإمبريالية وشركاتها العابرة للقارات التي تستغل ثرواتنا، فهذه القوى ترفض نهج التنمية المستدامة (المُستقلّة) الهادفة الإعتماد على القوى المحلية لإشباع حاجيات المواطنين من غذاء ودواء ومسكن وملبس وما إلى ذلك، لذا فإن اختيار التنمية المُستدامة المُستقلة يتطلب مناقشة مثل هذه المشاريع مع المواطنين مباشرة وعبر المنظمات الأهلية والنقابات والجمعيات، والتفاف المواطنين حول هذه المشاريع وتَملُّكَهم لأدوات التنمية ولأدوات الإشراف على تنفيذ ومتابعة وتقويم المشاريع…
بعض أرقام العدوان
قُدِّرَ المتوسّط الشهري للهجمات الصهيونية على مرافق الرعاية والخدمات الصحّية في غزة بنحو 134 هجوماً، بين السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والثلاثين من آذار/مارس 2024، وهو رقم قياسي عالمي في مجال استهداف المرافق الصحية زمن الحروب، وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاّجئين (أنروا) إن الجيش الصهيوني نَفَذَ نحو 350 عدوانًا على مبانيها ومرافقها بين السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 والخامس عشر من آذار/مارس 2024، وأسفرت هذه الهجومات العدوانية عن استشهاد ما لا يقل عن 408 أشخاص من ضمنهم ما لا يقل عن 15 طفلاً و7 من موظّفي الأونروا، وإصابة ما لا يقل عن 1406 آخرين بمن فيهم 111 طفلاً و43 موظفاً في الأونروا…
صهاينة العرب
وقَّعت حكومة المغرب مع الكيان الصهيوني، خلال شهر شباط/فبراير 2024 (خلال الشهر الخامس للعدوان على فلسطينيي غزة)، عقدًا بقيمة 500 مليون دولار لشراء نظام دفاع جوي متطور، يتضمّن صواريخ باراك إم إكس وسكاي هوك،/ وطائرات آلية، ثم أعلنت شركة “بلو بيرد” الصهيونية، يوم 29 نيسان/ابريل 2024، خلال الشهر السابع للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة، إبرام اتفاق مع المغرب لبناء مصنع لتصنيع الطائرات بدون طيار، كاستمرار لتوطيد العلاقات، بعد اعتراف الكيان الصهيوني بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، ليكون المغرب بوابة الكيان الصهيوني إلى المغرب العربي وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى…
شمل تطبيع الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني جميع المجالات، ولعبت بعض الدول بالتحديد، دورًا بارزًا في تعميق التّبعية الإقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني الذي حَقّق “اندماجًا مُهَيْمِنًا” في الوطن العربي، من إقليم كردستان والخليج (الإمارات خصوصًا) إلى المغرب والمحيط الأطلسي، بإشراف الإمبريالية الأمريكية…
أبرم المغرب عدة صفقات تسلح مع الكيان الصهيوني ومن بينها شراء نظام (سكاي هوك دوم) لمكافحة الطائرات بدون طيار سنة 2021، وصفقة بقيمة 500 مليون دولار لتوفير نظام الدفاع الجويّ والصاروخيّ (باراك إم. إكس) خلال شهر شباط/فبراير 2023، وفق تصريح رونين نادير، الرئيس التنفيذي لشركة (Bluebird ) التي أشأت مصنعًا للطائرات الآلية، لصحيفة (زونا ميليتاري) وباعت المغرب 150 طائرة آلية من تصنيعها، وكذلك أنظمة السلاح المنتشرة (سباي إكس) التي صنعتها الشركة نفسها، وقَدَّرَ موقع (ميليتاري أفريكا)، المتخصص في الشؤون العسكرية الإفريقية، إنّ الجيش المغربي يمتلك حوالي 160 طائرة مُسيّرة من صنع شركات الإحتلال الصهيوني، إضافة إلى 26 مسيرّة عسكريّة أمريكيّة الصنع و19 طائرة من إنتاج مصانع تركيّة…
انتفاضة الشباب الطلابي في الولايات المتحدة
يُشبّه البعضُ الحراك الطلاّبي والشبابي بالولايات المتحدة لدعم الشعب الفلسطيني بحركة الشباب ضد الحرب في فيتنام سنة 1970، والتي أدّت آنذاك إلى قتل وإصابة واعتقال مئات الطّلاّب من جامعات “كنت” و “جاكسون” و “ساوث كارولينا” و “نيو مكسيكو” وغيرها من الحوادث التي وردت في الوثائق التي تم الإفراج عنها ضمن العملية التي سُمّيت “كوانتلبرو” والتي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” بشأن عمليات التشويه والإعتقال والإغتيال التي أشرف عليها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي )، ويتمثل وجه الشبه بين احتجاجات 1970 – 1972 والإحتجاجات الحالية في انطلاق كل منهما من الجامعات وتوسّع نطاق الإحتجاجات رغم القمع والتشويه الإعلامي، والإعتقالات وقرارات الفصل من الجامعة للطلبة المعارضين للدّعم الأمريكي المُطلق للكيان الصهيوني، وخصوصًا في جامعة كولومبيا النخبوية، حيث انطلقت الإحتجاجات والإعتصامات لتَعُمّ البلاد، وساهم المُحتجّون في نَشْر الصُّوَر وأشْرِطَة الفيديو التي تُوَثِّقُ بعض ما يحدث في غزة من وحشية ومجازر ارتُكبت بواسطة المساعدات المالية والأسلحة الأمريكية، وبدعم سياسي غير مشروط للكيان الصهيوني…
هناك بعض الخلل في التغطية الإعلامية لهذا الحراك الشبابي الأمريكي، ويتمثّل الخلل في التّركيز على دور بعض مجموعات الليبراليين اليهود الموصوفين ب”التّقدّميّين” أو “المناهضين للصهيونية” الذين نَدّدوا بالعملية الفدائية “طوفان الأقصى” (07 تشرين الأول/اكتوبر 2023) وينتمي معظمهم إلى جناح الحزب الدّيمقراطي الذي يتزعمه “بيرني ساندرز”، والذين لا تتعدّى شعاراتهم ومطالبهم تقسيم فلسطين بين المُحتلِّين الصهاينة والفلسطينيين (باسم السلام والتعايش)، مع مُعارضة حق عودة اللاجئين وتحرير فلسطين التي تمتد مساحتها من النّهر إلى البحر…
نشرت وسائل الإعلام الأمريكية مثل وكالة “أسوشييتد برس( 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ) وموقع شبكة “إن بي سي” ( 20 آذار/مارس 2024 ) بيانات عن مصادر التمويل لجمعيات ” اليهود التقدميين” أو “المناهضين للصهيونية” وتُبيّن التقارير إن هذه الجمعيات تتلقى تمويلات من “مؤسسة روكفلر” و”المجتمع المفتوح” (جورج سورس) وغيرها من المؤسسات الرأسمالية “الخَيْرِيّة”، وتتجاهل التغطية الإعلامية جمعيات الشباب والطّلاذب العرب والأفرو-أمريكيين التي لا تقتصر على “وقف إطلاق النار في غزة” بل تتجاوزه إلى “تحرير كل فلسطين” بكافة الوسائل بما فيها الكفاح المُسلح، بَدَل تحسين صورة الكيان الصهيوني من خلال التنديد ب”الميز العنصري” ومن أجل “توسيع مجال الديمقراطية” في إطار الإستعمار الإستيطاني الصهيوني…
تحتوي مواقع بعض المجموعات من الشباب الأمريكيين من أُصول عربية وإفريقية ( “طلبة من أجل العدالة في فلسطين” أو “مسلمون أميركيون من أجل فلسطين” وغيرها ) شعارات أكثر جذْرِيّةً من وقف إطلاق النار أو المُساواة بين المُحتل والواقع تحت الإحتلال، ومن ضمن هذه الشعارات مناهضة الإمبريالية والإستعمار الإستيطاني وعدم التعامل مع المنظمات الصهيونية وخصوصا حق الشعب الفلسطيني في الدّفاع عن نفسه وفي تحرير وطنه بالأساليب التي يختارها دون شروط أو إملاءات…
أرباح تجارة القَتْل
أقرّت الحكومة والكونغرس الأمريكِيّيْن دعمًا عسكريا إضافيا لحكومة أوكرانيا، بقيمة 61 مليار دولارا، وتتضمن المُساعدة أسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى من نوع “أتاكمز”، قادرة على استهداف مناطق داخل روسيا، ومركبات ومنظومة صواريخ “ستينغر” (أرض-جَو) وصواريخ “تاو” و”غافلين” المضادة للدبابات، وأسلحة وذخائر أخرى، وأدّى نقل الأسلحة المُعلنة وغير المُعلن عنها إلى الكيان الصهيوني وأوكرانيا، منذ بداية العام الحالي 2024، فضلا عن واردات الدّول الأوروبية (أعضاء حلف شمال الأطلسي) إلى ارتفاع أرباح شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية، وأهمها شركتا “لوكهيد مارتن” و”آر.تي.إكس” التي استفادت من زيادة كبيرة في الطلبيات على الأسلحة ومن التمويلات الحكومية الجديدة الهادفة إلى إنشاء مصانع جديدة للسلاح في أنحاء البلاد ولإعادة ملء المخازن العسكرية الأميركية.
تداعيات العدوان الصهيوني
تدّعي منظمة نادي القلم الأمريكية التي تأسست “كردّ على انتشار القوانين والممارسات العنصرية والكراهية للأجانب”، إثر تفجيرات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، وتدّعي الإلتزام بِ والدّفاع عن “الحُرّية والعدالة والسلم…” ولكن العدوان الصهيوني على فلسطينيي غزة عَرّى وجهها الحقيقي المُدافع عن الإستعمار الإستيطاني وعن رواية الحركة الصهيونية للتاريخ وللأحداث، فقد أصْدَرت إدارة النادي بيانًا يُندّد بالعملية الفدائية الفلسطينية ليوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، بذريعة استهداف الهجوم حفلا موسيقيا استفزازيا على مقربة من غزة المُحاصرة منذ 2007، وأدّت رئيسة النادي جينيفر فيني بويلان، والمُديرة التنفيذية سوزان نوسيل زيارة إلى فلسطين المحتلة للتعبير عن التضامن مع الإحتلال الصهيوني، مما جعل المئات من كُتّاب العالم ينشرون رسائل استنكار لهذه المواقف المُنحازة علنًا وبكل حَماس للكيان الصهيوني، ومن ضمنها رسالة وقَّعها ما لا يقل عن 1500 من الكُتّاب تُندّد بمواقف النادي وتدعو إلى مُقاطعة حفل جوائز هذا العام، واضطرت إدارة “نادي القلم” إلى إصدار بيان يُؤَكّد إلغاء مهرجان توزيع الجوائز الذي كان مُقرّرًا ليوم الإثنين 29 نيسان/ابريل 2024، إثر مُقاطعة تسعة من ضمن الكتّاب العشرة المرشحين لنيل جوائز سنة 2024، وإثْرَ سَحْبِ نحو نصف أصحاب الكتب والأعمال المترجمة التي كانت معروضة على لجان التحكيم أعمالهم من عمليّة التقييم، وتكمن أهمية هذا الحدث الصّغير في الظرف أو المناخ السياسي الذي تَمَيَّزَ بانتشار حركة احتجاج الشباب الجامعي والمؤسسات الأكاديمية والثقافية الأمريكية والأوروبية…
الإنفاق العسكري العالمي
نشر معهد ستوكهولم الدّولي لأبحاث السلام تقريه عن الإنفاق العسكري العالمي لسنة 2023 وبلغ إجمالي الإنفاق 2,44 تريليون دولار، بزيادة قدرها 6,8% عن العام 2022، وهي زيادة سنوية قياسية بسبب الحرب في أوكرانيا والعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وكذلك بسبب التهديدات الأمريكية لخصومها ومنافسيها وأعدائها، وارتفع الإنفاق العسكري كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى 2,3%، وارتفع متوسط الإنفاق العسكري كحصة من الإنفاق الحكومي إلى 6,9% أو ما يُعادل 306 دولارا للفرد الواحد سنة 2023…
ارتفع الإنفاق العسكري السعودي والتّركي والصهيوني في منطقة ما يُسمّيه المعهد “الشرق الأوسط”، وعلى سبيل المقارنة ارتفع الإنفاق العسكري الصهيوني بنسبة 24% ليصل إلى 27.5 مليار دولار، فيما ارتفع الإنفاق العسكري الإيراني إلى 10,3 مليار دولار سنة 2023…
تتصَدَّرُ الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدّول بحجم الإنفاق العسكري الذي بلغ 916 مليار دولارا مُعلَنَة ويُقدر حجم إنفاقها الحقيقي أو الفِعْلِي بما لا يقل عن 1,5 تريليون دولارا سنة 2023، وهو مبلغ يفوق حجم الإنفاق العسكري لباقي دول حلف شمال الأطلسي (وعددها الإجمالي 31 دولة) والبالغ نحو 1,3 تريليون دولارا، أو ما يعادل 55% من الإنفاق العسكري العالمي، ويمثل الإنفاق العسكري الأمريكي 68% من إجمالي الإنفاق العسكري للناتو، وإنفاق الدول الأوروبية بنحو 28%، وتنفق كندا وتركيا (الأعضاء الآخران في الحلف) نسبة 4% المتبقية…
أما الإنفاق العسكري الروسي فبلغ 109 مليارات دولار، أو ما يعادل 5,9% من الناتج المحلي الإجمالي، و16% من إجمالي الإنفاق الحكومي، وهو أعلى مستوى سجّلته روسيا منذ تفكّك الاتحاد السوفييتي، بزيادة 24% مقارنة بالعام 2022، وبلغ حجم الإنفاق العسكري الصيني نحو 296 مليار دولار سنة 2023، بزيادة قدرها 6% عن العام 2022
استحوذت الولايات المتحدة والصين، على نحو نصف الإنفاق العسكري العالمي، واستحوذت الدول العشر الأوائل مجتمعة على 74% من إجمالي الإنفاق العالمي، أو 1,799 مليار دولار، بزيادة 105 مليار دولار عن العام 2022…
التغيّر المناخي وظروف العمل مُضِرّان بصحّة العُمّال
يَتَوقّع المنتدى الإقتصادي العالمي (منتدى دافوس) أن يتسَبَّبَ تغير المناخ بنحو 14,5 مليون حالة وفاة إضافية بحلول سنة 2050، ويتضرر العاملون في مواقع الإنتاج ( تحت أشعة الشمس وخارج المكاتب) بشكل كبير من هذه الظواهر المناخية “المُتطرّفة”، وخصوصًا العمالة الهشّة والعمّال المهاجرين وعُمّال البناء والإنشاء والزراعة والنقل والطاقة ومجال الإغاثة والإطفاء، ومن يؤدّون أعمالأ متدنية القيمة المضافة مثل توصيل الطلبات وتسليم البريد، وأصدرت منظّمة العمل الدولية تقريرًا بعنوان ” ضمان السلامة والصحّة في العمل وسط مناخ مُتغيّر”، وتضمن العديد من البيانات عن مخاطر الظواهر المناخية، من بينها إن 2,4 مليار عامل وعاملة معرّضون لمخاطر صحّية كبيرة ناجمة عن تغيّر المناخ، أو ما يُعادل نحو 70% من القوى العاملة العالمية، سنة 2023، وخصوصًا عُمّال الزراعة والمناجم والإنشاء والنقل والسياحة والرياضة والإغاثة، ومجمل فئات العاملين للحرارة المُفرطة التي تُؤدّي إلى وفاة وإصابة حوالي 19 مليون عامل وعاملة سنويا، ويتعرض نحو 1,6 مليار عامل وعاملة لإشعاعات الشمس فوق البنفسجية، خصوصًا في قارّة إفريقيا وجنوب شرقي آسيا، حيث يُصاب العاملون بحروق الشمس وتقرحات الجلد وتلف شبكة العين، وضعف جهاز المناعة وسرطان الجلد…
قدّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وفِيّات العاملين بسبب الكوارث الطبيعية ومخاطر الطّقس بنحو 860 ألف عامل وعاملة سنويًّا، وحجم الخسائر الاقتصادية بنحو 3,6 تريليونات دولار، وتقع معظم الخسائر الإقتصادية والبشرية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي منيت بنحو 82% من مجمل الوفيات، فضلا عن الإصابات والمخاطر البيولوجية مثل انتشار البكتيريا، والتعرض للملوثات أثناء عمليات التنظيف التي تلي وقوع الكوارث، وتعود أسباب تعرض العاملين والفقراء إلى هذه المخاطر بسبب العيش في أماكن لا تستوفي المعايير الصحية ولا تتمتع بجودة الهواء، ويتعرّض ما لا يقل عن 1,6 مليار من العمال والعاملات في جميع القطاعات الاقتصادية لتلوث الهواء بشكل مستمر، ويقضون معظم ساعات عملهم في الهواء المُلَوّث ما يؤدّي إلى ارتفاع الوفيات بينهم، فضلاً عن ارتفاع عدد العاملين المُتضرّرين في الأماكن المغلقة ووفاة نحو 300 ألف منهم سنويا ونحو 385 مليون حالة تسمم بالمبيدات والمواد الكيماوية في مكان العمل، وتتسبّب هذه المبيدات بأمراض حادة ومزمنة مثل السرطان والباركنسون والزهايمر والأمراض الإنجابية وأمراض القلب والأوعية الدموية والموت بسبب التسمّم…
شركات عابرة للقارات
يعرف الجمهور العريض العلامات التجارية لمعجون الأسنان “كولغيت” ( Colgate ) و “بالموليف” ( Palmolive ) ويجهل الكثير إنها جزء من مجموعة رأسمالية كبيرة تضم عددًا من الشركات الفَرْعية التي تصنع منتجات كثيرة تتراوح بين الرعاية الشخصية وغذاء الحيوانات الأليفة، ورفعت هذه الشركة العابرة للقارات توقعاتها لنمو المبيعات العضوية السنوية، بفعل ارتفاع الطلب على منتجات الرعاية الذاتية وتغذية الحيوانات الأليفة باهظة الثمن، وفق برقية رويترز بتاريخ الجمعة 26 نيسان/ابريل 2024، وتتوقع الشركة نمو المبيعات العضوية للعام بأكمله بنسبة تتراوح بين 5% و 7%، بعد رفع أسعار المنتجات، رغم خَفْضِ الإنفاق على المواد الخام ومواد التعبئة والتغليف، ما رَفَعَ صافي المبيعات إلى أكثر من خمسة مليارات دولارا خلال الربع الأول من سنة 2024، وهوامش الرّبح لبعض المنتجات إلى 60% وارتفعت أسهم الشركة في سوق المال حال نَشْر هذه البيانات…
التعليقات مغلقة.