كاسترو المعلم / عدنان الأسمر

 

عدنان الأسمر ( الأردن ) الخميس 8/12/2016 م …

وأخيراً رحل القائد الثوري الكبير كاسترو الذي ترك ارثاً ثورياً ضخماً سيبقى مُلهماً لكل شعوب الكون ولحركات التحرر الطامحة للسيادة والحرية والاستقلال.

   كاسترو الانسان القائد المناضل الذي حرر كوبا من المرتزقة والمستعمرين وأسس حركة ثورية نشطة ضد المراكز الاستعمارية في دول امريكا اللاتينية وكان الى جانب شعوب تلك الدول في الأمريكيتين ودول العالم الثالث.

   كاسترو صديق فلسطين والداعم المخلص لحركة المقاومة الفلسطينية فقد استقبلت كوبا الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني للتدريب العسكري والعلاج والدراسة وكان الى جانب فلسطين في كل المحافل والمؤتمرات الدولية كما كان صديق وداعم للشعوب العربية ونضالها من أجل انهاء اتفاقيات الاذعان مع الدول الاستعمارية ودعم الثورة المصرية والجزائرية والوقوف الى جانب نضال الأمة العربية لنيل الحرية والاستقلال والانعتاق من حماية ووصاية وانتداب المراكز الامبريالية الاستعمارية.

   كاسترو القائد الثوري الكبير الذي كان مع معسكر السلم والتقدم الدولي ووقف بكل عناد وإصرار ضد الولايات المتحدة في مرحلة الحرب الباردة وكان صلباً شجاعاً بطلاً بالرغم من أن كوبا تبعد بضعة كيلو مترات عن الولايات المتحدة.

   كاسترو الذي ساهم في تجديد وتطوير النظرية الثورية العالمية وحدد أسس انتصارها وخاصة أهمية وحدة النظرية والتطبيق ووحدة العمل الثوري العسكري مع العمل الجماهيري وحل مشكلات الشعب ووحدة الانشطة والترابط بين المدن والأرياف ومشاركة الجماهير في العملية الثورية والدور الحاسم للتنظيم في قيادة الثورة باعتبارها الاداة المعبرة عن مصالح الشعب وطموحاته وهمومه.

   كاسترو القائد التاريخي الذي أدرك الضرورة الحتمية وحدد معسكر الحلفاء والأصدقاء وحدد الأعداء فكان حليفاً مخلصاً قوياً للقوى الشعبية والديمقراطية وقوى السلم والتقدم العالمي وكان صلباً عنيداً لا يعرف المهادنة والميوعة في العلاقة مع المراكز الاستعمارية التي تستغل الشعوب وتنهب ثرواتها وتقيد حريتها وإرادتها وتستعمل كل اساليب القمع والقهر والتمييز.

   كاسترو رفيق جيفارا وهوتشي منه وجياب وعبد الناصر وبن بلا وياسر عرفات وجورج حبش فهو الزعيم الذي تمكن من القضاء على الفقر والجوع والبطالة وإنهاء كل اشكال الاستغلال الجسدي والاقتصادي للشعب الكوبي وبناء الدولة الكوبية الحديثة التي صمدت في وجه مؤامرات الولايات المتحدة الأمريكية وفرضها الحصار على كوبا لأكثر من خمسين عاماً فهو الذي جعل من المستحيل ممكناً .

   كاسترو نعم رحل عنا بجسده إلا أنه سيظل النموذج الثوري الملهم والقائد التاريخي ورجل الدولة المبدع الذي حضي بحب شعبه وثقته المطلقة به والتفافه حوله ولكن الانسان الكائن الحي لا بد أنه ميت أما الانسان الكائن الثوري المفكر المثقف صاحب الدور التاريخي الاجتماعي سيظل حياً بتاريخه و ارثه النظامي وحضوره الاجتماعي فلك كل المجد أيها القائد الثوري العظيم ويكفيك فخاراً أنك ساهمت بجهدك الفدائي والثوري في تحرير وطنك وتحرير شعوب دول أمريكا اللاتينية من الاستعمار البريطاني والاسباني والبرتغالي والفرنسي والأمريكي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.