قصة زواج هز عرش مصر: أخت فاروق تتخلى عن كل شيء حتى الديانة من أجل رجل قتلها بـ5 رصاصات
الخميس 8/12/2016 م …
الأردن العربي …
حزمت الملكة نازلي حقائبها متوجهة إلى مدينة مارسيليا الفرنسية، مقررةً عدم العودة إلى مصر مجددًا، بسبب كثرة خلافاتها مع نجلها الملك فاروق، وحزنًا على وفاة زوجها أحمد حسين باشا، واصطحبت معها نجلتيها الأميرتين فائقة وفتحية في عام 1946.
وفور وصول الملكة والأميرات إلى مارسيليا كان في استقبالهن الشاب القبطي رياض غالي، أمين المحفوظات بالقنصلية المصرية بالمدينة الجنوبية، لتسهيل إقامتهن فيها والإشراف على إجراءات سفرهن إلى سويسرا.
وخلال تواجد «غالي» مع الملكة والأميرات عمل على جذبهن إليه بشخصيته، من خلال ترديده العبارات المعسولة التي لقيت استحسانًا من «نازلي» طوال مرافقته لها.
البداية كانت من استقباله للملكة في ميناء مارسليا، وفور أن رأته سألته بالفرنسية: «هل أنت مصري؟»، ورد بعد أن انحنى لها: «نعم يا سيدتي، أنا مصري»، وقالت متعجبة: «كنت أظنك من أمريكا الجنوبية»، ليبتسم ويقول: «لقد جئت بالشمس معك إلى فرنسا يا سيدتي»، لتضحك «نازلي» وتستفسر منه: «ألم تكن لديكم شمس؟» فأجابها: «لقد مضت بضعة أيام دون أن نرى الشمس، وها هي تشرق مع إشراق جلالتك».
بعد هذا الموقف توجست الملكة منه، ظنًا منها أنه يجاملها كونها والدة ملك مصر، إلا أن مندوب إدارة البروتوكول الفرنسي أكد لها أن «رياض» لا يجاملها، وعلى أساسه زالت شكوكها، وسمحت له بحمل حقائبها الـ36، واعتذرت له على إجهاده، إلا أنه رد: «هذا شرف عظيم لي، لقد كنت أتمنى لو أنني حملت كل تلك الحقائب على ظهري، إن اليوم هو أسعد يوم في حياتي، لأنني ركبت السيارة مع حقائب الملكة».
وحسبما ذكرت صحيفة «المساء المغربية» استأذن «غالي» من الملكة لكي يعود إلى عمله، إلا أنها رفضت الأمر وقررت أن يرافقها مع الأميرات في رحلتهن إلى سويسرا.
وعقب عدم عودة «غالي» إلى عمله أصدر الملك فاروق قرارًا بعزله ودعاه للرجوع إلى مصر، إلا أنه لم يبال بذلك بسبب تقربه من «نازلي»، واستمر في مرافقتها حتى توجهن إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تمكن من إيقاع الأميرة فتحية في حبه وتعلقت به، وكان عمرها حينها 16 عامًا.
وتوطدت علاقة الحب بينهما بعد أن فقدت الأميرة مشبكًا من الألماس يضم «بروش»، و36 ألماسة، و25 قطعة في أحد المسارح في «مانهاتن»، حينها عثر «غالي» على السيدة التي وجدته ومنحته «فتحية» مكافأة قدرها 100 دولار، ونشر هذا الخبر في مجلة «تايم»، الأمريكية، في 2 يوليو 1947.
بعد هذا الموقف بدأت «فتحية» تسهر في الملاهي الليلية مع «غالي» بموافقة الملكة، ليتقدم الشاب إلى «نازلي» طالبًا الزواج من الأميرة، ولم تجد الأم أي مانع، إلا أن «فاروق» كان معارضًا للأمر.
بعد أن علمت «نازلي» باعتراض فاروق على ارتباط «غالي» بـ«فتحية» أرسلت إلى «فاروق» تقول له، حسبما نشرت «المساء المغربية»، «لو أردت أن أختار بين أمومتك وبين صداقتي لرياض غالي لاخترت رياض، لأنك أثبتَّ لي في كل مناسبة أنك ولد عاق، أما رياض فقد أثبت لي أنه ولد مخلص».
بعدها أرسل «فاروق» رسالة لوالدته قال فيها: «إنني أخاطبك اليوم بلغة الابن لا بلغة الملك، إنني رجلك الوحيد الذي شعر بمدى الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسك، وفي حق عرشك ووطنك ودينك، لقد أصبتني بجرح لن يضمده أحد سواك، لقد كسرني تصرفك وأشعرني بالعجز عن رفع عيني في وجه خادم في حاشيتي، لا شيء أصعب من ضربة أخلاقية توجهها أم لابنها، إنها ضربة قاضية تُجهز عليه».
وعقب هذا الخطاب دعا «فاروق» إلى عقد مجلس البلاط الملكي في 12 مايو 1951، وطلب من أعضاء المجلس الحجر على الملكة نازلي وشقيقته «فتحية»، وتجريدهما من مخصصاتهما وألقابهما الأميرية.
في 25 مايو من نفس العام كان حفل زفاف رياض غالي والأميرة فتحية في ولاية «سان فرانسيسكو»، وحينما حضر المأذون الباكستاني لعقد القران أبلغه العريس بأنه تلا الشهادتين وأصبح مسلمًا.
وخلال الزفاف أهدى «غالي» زوجته خاتما مصنوعا من البلاتين ومرصعا بـ3 قطع من الألماس، ومشبكًا متوسط الحجم من البلاتين المرصع بالألماس، وقضى العروسان بعد ذلك شهر العسل في جزر هاواي.
ورغم قرارات «فاروق» ضد الملكة والأميرة إلا أن الأخيرة لم تتأثر، لأنها أنجبت أبناءها رائد ورفيق ورانيا في الولايات المتحدة، وعلى أساسه نالت الجنسية الأمريكية، حسبما ينص القانون.
بدأ حال الملكة وابنتها يتغير عقب أن حصل «غالي» منهما على توكيل بالتصرف في شؤونهما المالية، وذلك عام 1956، وفي 1958 ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية الكاثوليكية، وهو نفس الأمر بالنسبة لـ«فتحية»، وذلك كرد فعل لـ«نازلي» التي اعتنقت نفس المذهب قبلهما.
بعد التصرف الكامل لـ«غالي» في أموال «نازلي» وابنتها استغل الأمر وضارب في البورصة الأمريكية وانهمك في شرب الخمور وتعاطي الهيروين، وبدأ يرهن ممتلكاتهما ويقترض بضمانهما الآلاف من الدولارات لإنقاذ استثماراته الخاسرة.
وبعد اشتداد الأزمة على «غالي» طرد الملكة وابنتها وأولاده من منزلهم في «بيفري هيلز»، قبلها كان اعتدى أكثر من مرة على «فتحية» بصفعها على وجهها، ما دفعها إلى طلب الطلاق منه وإلزامه بنفقة شهرية ألفين و140 دولارًا في فبراير 1965، وجاء الحكم في صالحها.
في عام 1970 توفي الرئيس جمال عبدالناصر، حينها بدأت فكرة عودة «نازلي» و«فتحية» إلى مصر تراودهما، حتى اتخذ الأمر طابع الجدية في 1976، حينما قررت الأميرة التوجه إلى قبرص ثم إلى القاهرة.
وكانت «فتحية» تنوي التوجه إلى قبرص حتى تعزي في وفاة والدة رياض غالي، والذي اتصل بها فور علمه بما تنويه وطلب منها أن تأتي إلى منزله لتشحن بعض مقتنيات أمه معها أثناء سفرها.
إلا أن «فتحية» لم تكن تعلم ما يخطط له «غالي»، والذي أطلق عليها 5 رصاصات في رأسها من مسدسه «مكتوم الصوت» فور وصولها لمنزله، ليتركها غارقة في دمائها في غرفة النوم وأغلق عليها الباب.
في تلك الأثناء قلقت «نازلي» على ابنتها التي اختفت، حينها توجه رفيق ورانيا، أبناء فتحية، إلى منزل أبيهما، والذي كان جالسًا في الشقة يتابع التلفاز، وأخبرهما بأن أمهما تركته وتوجهت إلى صديقاتها، وبعد أن رحلا أقدم «غالي» على الانتحار، لكنه فشل.
وفي اليوم التالي مباشرةً توجه «رفيق» مرة أخرى إلى منزل والده، حينها طرق الباب ولم يفتح له أحد، ما دفعه لكسر الشراعة الزجاجية لغرفة المعيشة، ليجد والده ملقى على الأريكة والدماء تنزف منه، ثم فتح باب غرفة النوم ووجد جثة أمه غارقة في الدماء.
وتوفى «غالي» بعد مقتل «فتحية» بـ3 سنوات، بعد أن تعرض للشلل وأصيب بالعمى، وتعرضه للحبس حينها.
التعليقات مغلقة.