القبض على أكبر شبكة عربية ودولية للاتجار بالأعضاء البشرية في مصر من بينهم جنسيات “اردنية “
السبت 10/12/2016 م … الأردن العربي … انشغلت الأوساط الطبية والجنائية خلال الأيام الماضية في مصر، بقضية إلقاء القبض على أكبر شبكة عربية ودولية للاتجار بالأعضاء البشرية. ووصف تقرير جهاز الرقابة الإدارية، القضية بأنها غير مسبوقة، من حيث تنوع الجنسيات المتورطة فيها، فضلا عن أسماء الأطباء المشاهير وأصحاب المستشفيات الاستثمارية والوسطاء. وقال ضابط مصري شارك في ضبط الشبكة، إن الذين تم القبض عليهم عددهم 45 طبيبا ووسيطا (سمسارا) بينهم جنسيات من السعودية واليمن والأردن، موضحا أنه تم العثور خلال تفتيش منازلهم على مبالغ نقدية كبيرة وصلت لـ 15 مليون دولار وسبائك ذهبية وأوراق طبية وشهادات مزورة وثلاجات مخصصة لنقل الأعضاء. الكلية بـ 750 ألف دولار وأضاف المصدر أن الجرائم شملت خطف أطفال الشوارع وسرقة أعضائهم وقتلهم والتخلص منهم، وكذلك إغراء المحتاجين بالمال حيث يعطى للبائع مقابل الكلية ما يعادل خمسة آلاف دولار، بينما يتم بيعها بحوالي 750 ألف دولار، كذلك يتم بيع فص الكبد وجوهرة العين والخلايا الجذعية ومشيمة المولودين حديثا وأعضاء أخرى. وقال إنه بمتابعة مراسلات المتهمين اتضح أنهم يرسلون الأعضاء في حافظات تبريد مخصصة لنقل الأعضاء عبر حقائب دبلوماسية وعصابات تهريب، وبعضها يرسل مباشرة إلى مستشفيات إسرائيل، باعتبارها أكبر سوق لنقل الأعضاء في الشرق الأوسط. من جهتها قالت الدكتورة أماني كمال رئيس جمعية الحق في الصحة، إن الجريمة تحتاج لتشريع فوري يغلظ العقوبة لتصل للأشغال الشاقة المؤبدة لأنها جريمة مركبة، وأيضا لابد من إصدار قرار بإنشاء بنك للأعضاء البشرية يقوم على التبرع بلا مقابل لأن الواقع يقول إنه يوجد سوق كبيرة لابد من مواجهتها بحزم، خصوصا ما يتعرض له أطفال الشوارع من خطف وسرقة أعضاء ثم قتلهم وتركهم في الخرائب. وحول الأطباء المتهمين في الشبكة، قال الدكتور خالد سمير المتحدث باسم نقابة الأطباء، إن ‘النقابة لن تستطيع اتخاذ موقف حيالهم إلا بعد صدور حكم نهائي من القضاء بإدانتهم ونحن نتابع القضية، خصوصا أن النيابة أصدرت قرارا بحبسهم ١٥يوما على ذمة القضية”. الدين يحرم تجارة الأعضاء أما الدكتور أحمد كريمة، وهو من علماء الأزهر، فقال إن الدين يسمح بنقل الأعضاء من متبرع للمريض تحت إشراف أطباء ثقاة وبرضا الطرف المتبرع، أما بيع الإنسان لجزء من جسده فهو حرام شرعا. وأشار إلى وجود فتوى للإمام الأكبر شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي بحق الإنسان المتبرع بأعضائه عند الوفاة إنقاذا لمريض محتاج، إذ أن في الأمر ثوابا كبيرا، والشيخ طنطاوي أوصى في وصيته بالتبرع بأعضائه عند وفاته للمحتاجين. ولم تكن القاهرة تسمع عن جريمة التجارة في الأعضاء البشرية، حتى فجر الكاتب يوسف إدريس في تسعينات القرن الماضي القضية في مقال له بالأهرام بعنوان ‘الحقونا” يتحدث عن شاب دخل مستشفى وسرقت منه كليته دون أن يعلم وحاول إثبات حقه وفشل، وهي القصة التي تحولت لفيلم سينمائي من بطولة نور الشريف.
التعليقات مغلقة.