تعيين وزراء أمريكيين مقربين من روسيا.. ما أهدافه؟ وما تأثيره على السياسات الخارجية؟
الأحد 11/12/2016 م … الأردن العربي … ذكرت تقارير إخبارية، أن رئيس مجلس إدارة شركة “إكسون موبيل” النفطية، ريكس تيلرسون بات مرشحاً بقوة لتولي منصب وزير الخارجية الأميركية، بما يعرف عنه من علاقته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن. وحسب ما أوردت صحيفة “التايمز” البريطانية، الأحد، فإن تيلرسون يتمتع بعلاقات وثيقة مع بوتن، الذي منحه وسام الصداقة عام 2012، كما تجمع بين الرجلين معرفة تمتد إلى أكثر من 20 عاماً. من جانبه، أكد المحلل السياسي قيس قدري من السويد، أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية يملكون مفاتيح الحرب والسلام في العالم، لافتاً إلى أن أي اتفاق بين الطرفين يمكن أن يحل الوضع، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق أو ليبيا. وأوضح قدري، أن هناك ثوابت في السياسة الأمريكية، لافتاً إلى أن الرئيس يستطيع أن يتحرك ضمن إطار معين. وقال في لقاء مع “دنيا الوطن”: “الشعارات التي تطلق أثناء الانتخابات تختلف عن الشعارات التي تطلق بعد الوصول إلى منصب الرئاسة”. وأضاف: “قد يكون هناك تغير في المزاج، وبالتالي هناك تقارب مع روسيا، ولكن في النهاية المصالح هي التي تحكم، لذلك فإننا لا نعرف ماذا يريد ترامب في المرحلة المقبلة”. وبين قدري أن تعيين شخوص لا يعني أن هناك تغيراً في السياسة العامة للولايات المتحدة. ولفت قدري، إلى أنه من حق كل من ينتخب كرئيس اختيار الشخوص التي يرتاح في العمل معها، ولكن في النهاية لابد من أخذ الموافقة عليهم من قبل الكونغرس، مشيراً إلى أنه إذا وافق يتم التعيين. وحول شكل الحكومة القادمة التي سيشكلها ترامب، أوضح المحلل السياسي، أنه لا يمكن الحكم على ما سيحصل، مشيراً إلى أن العالم توقع الكثير من باراك أوباما الذي كانت سياسته عبارة عن شعارات فيما يتعلق بالشرق الأوسط وبالقضية الفلسطينية، والتي كانت مخيمة للآمال. وحول علاقة الحكومة الأمريكية المقبلة مع القضية الفلسطينية، قال قدري: “يجب ألا نكون واهمين، فكل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية يقدمون الولاء لإسرائيل التي تعتبر جزءاً من الولايات المتحدة الأمريكية، كما لا يجب أن نتيقن بأن أمريكا ستقف بجانبنا”. وأضاف: “ما قاله ترامب، بأنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هذا الأمر قاله الكثيرون، ولكن هناك سياسة معينة لا يستطيع تجاوزها لا رئيس ولا أي أحد”. وتابع: “الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أهمية قرار من هذا النوع لأن القدس في الشق الشرقي منها، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة سترتكب هذه الحماقة”. بدورها، رأت الكاتبة والمحللة السياسية، رهام عودة، أن تعيين الرئيس الأمريكي المنتخب لوزراء مقربين من روسيا يريد منها إجراء التعديلات على السياسية الخارجية الأمريكية، بحيث يهدف إلى تحسين العلاقات مع روسيا. وبينت عودة، أنه بالرغم من ذلك فإن ترامب مقيد بخطوط حمراء تتعلق بالعلاقات الروسية- الأمريكية. وفي السياق، أوضحت، أن العلاقات الروسية الأمريكية ستنعكس بشكل إيجابي على منطقة الشرق الأوسط، معللة ذلك بأن روسيا لها علاقة كبيرة في سوريا، معتبرة أن المسارات الدبلوماسية هي أفضل بكثير من المسارات العدائية المباشرة. ولفتت الكاتبة والمحللة السياسية إلى أن العلاقات الروسية- الأمريكية ستنعكس كذلك وبشكل إيجابي على القضية الفلسطينية، معللة ذلك بأن السلطة الوطنية الفلسطينية تعتبر صديقة لروسيا، مشيرة إلى أنه بدلاً من أن تتأثر السلطة الفلسطينية بالقرار الأمريكي، فإنها ستتأثر بقوى كبرى في اتخاذ القرار، خاصة في مجال الاعتراف بدولة فلسطين.
التعليقات مغلقة.