“ما رجع به الهدهد” … بانتظار خطاب نصرالله / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأربعاء 19/6/2024 م …




 

إن حالة الرعب والقلق التي يعيشها الإحتلال الإسرائيلي بفعل  نشر  حزب الله اللبناني مقطعاً مصوراً تحت عنوان “ما رجع به الهدهد” والذي يتضمن مسحاً دقيقاً لمناطق حساسة بشمال إسرائيل، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، في حين وصفته مصادر إسرائيلية بالخطير.

 

في هذا السياق يريد حزب الله من خلال فيديو الهدهد أن يوصل عدة رسائل وأهم هذه الرسائل هو تكريس مقولة أن حزب الله لن يسكت على دماء مجاهديه ومقاومي فلسطين، وأن ثأره لهم آتٍ لا محالة، مهما طال الزمن، وإنه على جهوزية كاملة لردع الإحتلال الصهيوني، وأن زمن وعهد الهزائم ولى وأن رجال المقاومة اللبنانية بانتظار ساعة الصفر، والرسالة الثانية هي إظهار الضعف التقني لدى الجيش الإسرائيلي، الذي لم يتمكن من اكتشاف عمليات التصوير، والرسالة الثالثة تكريس معادلة الاختراق الجوي اللبناني لإسرائيل مقابل الاختراق الجوي الإسرائيلي في لبنان، والرسالة الأخيرة هي قدرة وجاهزية المقاومة اللبنانية لتدمير مرفأ حيفا، الذي يجري تجهيزه ليكون بديلا عن مرفأ بيروت.

 

على خط مواز، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحذيرًا شديد اللهجة لحزب الله، ردًا على فيديو الهدهد، ومن جهتها تدرك إسرائيل إن المواجهة مع حزب الله غير بعيدة، وإنها لا تستطيع الصمود في حرب طويلة لإفتقادها للعمق الإستراتيجي.

 

وفي ظل التطورات الجارية في المنطقة يتابع الأمين العام للحزب حسن نصر الله مجريات المواجهة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، ويشرف على كل المجريات الميدانية والعسكرية والسياسية، بالتالي إن  مساعدة كل من إيران وسورية لحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى القوّة الصاروخية التي يمتلكها والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراته الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر من ناحية الكم والكيف، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع حزب الله، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع حزب الله سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل.

 

اليوم ينتظر الكيان الصهيوني والغرب، وتترقب أميركا ومعها العالم كله خطاباً هاماً من السيد حسن نصر الله لمعرفة ما سيقرُّ عليه رأيه، ولإدراكهم أن صمته ينطوي على الحكمة والخبرة العميقة تزرع الذعر والخوف في نفوس الاسرائيليين، ولعلها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحرب النفسية التي يشنها السيد ضدهم.

 

هنا لا بد من التذكير بأن المقاومة اليوم تواصل رفع راية التحدي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ليؤكّد رجالها قدرتهم على إفشال كافة المؤامرات الصهيونية والغربية  التي تحيط بالمنطقة، وكلنا يتفق إن العبث الإسرائيلي لا يمتلك مقومات النجاح والانتصار وإن قدر الأمة بيد أبناءها هذا ما برهنه صمود المقاومة التي جعلت الكيان الصهيوني مكشوف بلا غطاء أمام العالم.

 

مجملاً…إنَّنا أمام لحظة تاريخية فارقة في مسيرة هذه الأمة، لحظة غير مسبوقة، فالانتصارات التي تتحقق على أرض فلسطين، تؤكد أن النصر بالفعل “قد أتى”، وأن الغضب الفلسطيني-اللبناني- السوري انفجر في وجه المحتل الغاصب، لذلك آن الأوان أن تتلاحم كافة فصائل المقاومة، وأن نرى وحدة حقيقية دون خلافات سياسية لتحرير جمع الأراضي المغتصبة.

 

ويبقى القول… إن رجال المقاومة يخوضون معركة الأمة العربية، ويتحتم على الجميع الوقوف الى جانبهم لتلقين العدو الصهيوني الدروس في الصمود و الثبات.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.