هل سيتمكن محور المقاومة من تغيير الواقع الانهزامي العربي؟ / د. كاظم الناصر




د. كاظم الناصر ( فلسطين ) – الأربعاء 26/6/2024 م …ه
بعد مرور ما يزيد عن ثمانية أشهر على حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة ونتج عنها استشهاد وجرح ما يزيد عن 120000 فلسطيني، وتدمير هائل للمساكن والمدارس والجامعات والمستشفيات والبنية التحتية، ما زالت حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى تقاتل بشجاعة منقطعة النظير، وتدمي جيش الاحتلال، وتجبر الصهاينة على الهروب حيث أن نصف مليون صهيوني غادروا دولة الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، وتثبت للعالم أجمع ان الشعب الفلسطيني العظيم المناضل عصي على الكسر، وأن المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين.
وفي لبنان تتصاعد هجمات المقاومة اللبنانية الداعمة لغزة على قوات ومدن وبلدات ومنشآت دولة الاحتلال، وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب القاه يوم الأربعاء 19/ 6/ 2024 بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة لاستشهاد مصطفى بدر الدين، رد فيه على تهديدات دولة الاحتلال بمهاجمة لبنان بقوله أن استهداف المقاومة اللبنانية لدولة الاحتلال سيستمر، ولن يتوقف إلا بعد أن توقف حربها على غزة، وكشف أن المقاومة اللبنانية تمتلك فائضا بشريا وأسلحة نوعية، ولا تحتاج إلى أي دعم في أي مواجهة شاملة مع دولة الاحتلال، وستحاربها ” برا وبحرا وجوا بلا ضوابط ولا قواعد ” مشددا على أنه ليس هناك مكان فيها بمنأى عن صواريخ ومسيرات حزب الله، وإن كل مدنها وسواحلها ومطاراتها وقواعدها العسكرية ستكون تحت النار.
ونجح المقاومون اليمنيون بتحويل البحر الأحمر إلى جبهة اسناد لغزة من خلال هجماتهم المستمرة المتصاعدة على أعداد كبيرة من السفن المرتبطة بإسرائيل وحلفائها التي تنقل لها السلاح والمواد الغذائية وغيرها من متطلبات الحياة، وأفشلوا القوة البحرية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر التي تشارك فيها كل من الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، البحرين، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، إسبانيا، وسيشل.
وفي العراق تشارك المقاومة الإسلامية التي تضم ” حركة النجباء، وحزب الله، وسيد الشهداء ” في إسناد غزة باستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، والقيام بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية، وفي تطور جديد يتعلق بتنسيق وتوحيد هجمات المقاومة أعلنت ” حركة أنصار الله ” يوم السبت 22/ 6/ 2024 أن قواتها استهدفت 5 سفن في ميناء حيفا والبحر الأبيض المتوسط بالاشتراك مع المقاومة الإسلامية العراقية.
على الرغم من أن عددا من الدول العربية تشترك مع إسرائيل والولايات المتحدة ودول الغرب في اعتبار حزب الله، وحركة أنصار الله اليمنية، والأحزاب المكونة للمقاومة الإسلامية العراقية ” منظمات إرهابية “، إلا ان الشعوب العربية المهمشة، المحبطة، المذلة، المقيدة تؤمن أن حركات المقاومة هي حركات تحرر وطني تدافع عن أمن وكرامة ومستقبل هدفها إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وحماية أمن وكرامة ومستقبل الأمة العربية.
بطولات المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية التي تعبر عن إرادة الشعوب العربية ورغبتها في مواجهة دولة الاحتلال، أعادت الحياة للقضية الفلسطينية، وجعلتها الأولى عربيا ودوليا، وكشفت خذلان وتآمر معظم الأنظمة العربية، وأثبتت ان المقاومة الشعبية المسلحة هي السبيل الوحيد لإيقاظ الشعوب العربية، وإعادة الأمل إليها بتغيير واقعها المرير، وتمكينها من التصدي لجلاديها ومذليها حكام التطبيع والخيانة، ومن منازلة وهزيمة دولة الاحتلال!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.