معركة حلب بداية النهاية : عملية تحرير كل سورية ستتم خلال بضعة أشهر!!
الإثنين 12/12/2016 م …
الأردن العربي …
ترجمة: وصال صالح …
فشل تغيير الأنظمة في المنطقة .. يدفع جماعات الضغط لمطالبة الولايات المتحدة باحتلال الجزء العلوي من بلاد ما بين النهرين.
معركة حلب أشرفت على نهايتها، وسورية كسبت الحرب ضد التكفيريين وكذلك العراق وهذا يتطلب خططاً جديدة لتنفيذ الأهداف الأصلية للمحرضين على الحرب ورعاتها.
منذ هذا الصباح تم تحريرجزءً آخر من المنطقة التي كان يسيطر عليها “المتمردون” في حي الشيخ سعيد من قبل القوات الحكومية السورية، ومن المتوقع تطهير المنطقة بأكملها من الجماعات التكفيرية المرتبطة بتنظيم القاعدة في وقت مبكر من هذا الأسبوع، وما المسلحون الذين ما يزالون هناك بين خيارين إما المغادرة أو القتل المحتوم.
قبل اسبوعين فقط كان المسلحون يسيطرون على 90 بالمئة من المنطقة، وهي الآن عادت إلى أيدي الحكومة، المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لقلعة حلب والتي كانت بأيدي تكفيريي القاعدة هي الآن في أيدي الحكومة السورية، التقدم الأخير صار ممكناً بعدما سلمت مجموعة من “المتمردين” المحليين أنفسهم وتخلوا عن القتال واستسلموا للقوات الحكومية السورية، ولأول مرة منذ 5 سنوات يمكن الوصول إلى المدخل الرئيسي لقلعة حلب من الجزء الغربي لحلب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.
لقد تم إجلاء 28 ألف مدني وهؤلاء غادروا المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة “المتمردين” سابقاً وهذا الرقم أعلى قليلاً من تقديراتنا القديمة وهي 25 ألفاً كحد أقصى لمجموع السكان في شرق حلب لكن أقل من 250 ألف أو 300 ألف أو 500 ألف أو مليون مدني وهو العدد الذي كانت تزعم الأمم المتحدة ووسائل الإعلام المعارضة بوجودهم في حلب الشرقية.
بعد الانتصار في معركة حلب سيكون لدى الحكومة السورية حوالي 35 ألف جندي منحازين للقتال إلى جانبهم لتحرير مناطق أخرى من سورية والتي ما تزال حتى الآن تحت سيطرة التكفيريين الأجانب، إنه بالطبع عدد ضخم جداً من ذوي الخبرة، يمكن للمرء أن يتوقع أن هناك الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه، عملية تحرير كل سورية وسيتم الأمر في غضون بضعة أشهر.
في العراق القوات الحكومية تقاتل آخر بقايا الدولة الإسلامية التي تسيطر على مدينة الموصل وهم في حالة حصار كما كان الوضع في حلب، لكن القتال في الموصل أكثر صعوبة لأن أكثر من مليون مدني ما يزالون في المدينة ومقاتلي داعش هناك متعصبين وهم لا يتوانون عن إرسال المئات من أطفال المدارس لتنفيذ عمليات انتحارية ضد القوات العراقية، وفيما إذا استمرت هذه المقاومة فإن الأمر قد يستغرق شهوراً لاستعادة المدينة بأكملها.
لحسن الحظ بالنسبة لسورية، مدينة الموصل هي الآن مغلقة تماماً، وكانت الخطة الأصلية الأميركية تقضي بالسماح بفتح المنطقة الغربية من الموصل لمقاتلي داعش ولتكون نقطة عبور ليتمكنوا من الهروب إلى سورية، لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أوقف تلك الخطط عن طريق إرسال قواات الحشد الشعبي لإغلاق الثغرة الغربية الواسعة.
لقد أعدت الولايات المتحدة بالفعل الميدان لقوات داعش المتراجعة لتتمكن هذه في نهاية المطاف من الاستيلاء على مدينة دير الزور في شرق سورية التي يسيطر عليها تنظيم داعش وتطوقها القوات الحكومية السورية، وكان يمكن بالتالي تأسيس “إمارة سلفية” وهي الخطة التي تم وضعها وتصورها منذ عام 2012 لكن التحرك العراقي وبدعم من إيران وروسيا أفشل أخيراً وخرب هذه الخطة.
وبينما فشلت تلك الخطة لتسليم المناطق الشرقية السورية والغربية العراقية إلى بعض “معتدلي داعش” ينبري الآن بعض “الخبراء” المشبوهين بدءاً ب مايكل فايس وحسن حسن ويقولون بأنه ينبغي الآن على الولايات المتحدة احتلال المنطقة برمتها وحتى وضع قواعد عسكرية أميركية دائمة للسيطرة على شرق سورية وغرب العراق هذه المناطق الغنية بالنفط، بينما تعمل القوات الخاصة الأميركية مع وحدات حماية الشعب الكردي YPG في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية وهي أقامت بالفعل حقول هوائية صغيرة.
جماعات الضغط الدائمة لهذه الحرب:
تطوير هذه المواقع كما المراسي الصلبة في المنطقة سيعطي الولايات المتحدة الحاجة الماسة لجمع المعلومات الاستخباراتية في منطقة الجزيرة أو أعالي بلاد ما بين النهرين ويشمل السهول القاحلة التي تمتد عبر شمال غرب العراق وشمال شرق سورية وجنوب شرق تركيا ومن أجل الحفاظ على وجود القوات الأميركية في المنطقة، وفي الوقت نفسه، ستوفر رادع موثوق للمساعدة في الدفاع عن مقاتلي داعش وردع القوات السورية من أي جهد لاستعادة المنطقة.
إن مثل هذا الاحتلال الأميركي للجزيرة سيكون كما يلي:
• حظر أي حركة مرور بين إيران والعراق مع المناطق السورية واللبنانية باتجاه ساحل البحر الأبيض المتوسط، أي ما يسمى الهلال الشيعي سيكون خاضعاً لسيطرة الولايات المتحدة من قبل سكان القبائل ومعظمهم من الطائفة السنية.
• *إنشاء مساحة لخط أنابيب الغاز الطبيعي قطر –تركيا –أوروبا ووقف خط أنابيب الغاز الطبيعي من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا من خلال نفس المنطقة.
• الوفاء بالتزاماتها بخطوة أخرى من خطة ينون التي تدعو لضمان أمن إسرائيل.
نتوقع رشوة أكبر “لخبراء” مراكز الدراسات للدعوة قريباً لمثل هذه المهمة الجديدة المجنونة للقوات الأميركية.
الرئيس المنتحب دونالد ترامب كرر أمس بأنه لن يكون هناك مثل تلك المغامرات:
[ترامب] وعد بجعل الجيش أقوى مما كان عليه من أي وقت مضى، لكنه قال انه في ظل قيادته البلاد سوف “تتوقف عن السباق للإطاحة بالأنظمة الأجنبية التي لا نعرف عنها شيئاً” وأضاف” هذه الدورة المدمرة للتدخل والفوضى يجب أن تنتهي”.
يمكننا أن نامل بأن يلتزم ترامب بهذا الموقف وينأى بنفسه عن أي مزيد من التدخل في الشؤون المحلية لشعوب الشرق الأوسط وأماكن أخرى”.
التعليقات مغلقة.