العراق واليوم الوطني المغيب  ونظريات البعض   الطوبائية  واشياء اخرى / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 3/7/2024 م …




حتى يكون القارئ الكريم على بينة من ان اي تخمين لاي مطلع يعتبر نفسه خبيرا بالشان العراقي سوف يفشل في امكانية  معرفة ماذا سوف يحصل غدا با لعراق بعد ان تحول الى اشبه ب ” منطقة رمال متحركة”  وهناك اسباب عديدة منها ان العراق فاقد السيادة وان قراراته ليست مستقلة منذ عام 2003 وان هناك قوة  بل قوات  عسكرية اجنبية  على راسها الامريكية  واجهزة استخبارات اجنبية  على الارض العراقية  وامتدت  اذرعها  كالاخطبوط بين  المجتمع طيلة عقدين من السنين  من خلال منظمات تطلق عليها مسميات المجتمع المدني  كذبا و هي” واشنطن”  التي تتحكم بكل شيئ وهي التي وضعت الدستور المسخ  وهي التي جاءت بهؤلاء  الذين يحكمون وبشروطها وهي التي تدير الاوضاع وفق ما يخدم اجنداتها ومشاريعها الاستعمارية تختار من  تعتقد انه شخصا يشكل خطرا عليها لتتخلص منه حتى لوكان وسط بغداد حيث سفارتها التي تعتبر قاعدة عسكرية تضم الاف الجواسيس .

 وحتى موارد الثروة النفطية وبالمليارات  من الدولارات  وهي حق العراقيين المشروع  تذهب الى بنوكها ومصارفها  وفق قانون الطوارئ الذي اوجده المجرم  بوش الابن بعد عام الغزو والاحتلال  ويتجدد كل عام بحجج كاذبة منهاعدم  استيفاء الشروط  التي تريدها واشنطن .

 وان بامكانها” واشنطن ”  تجويع العراقيين في اية لحظة كما يحصل في لبنان وحتى سوريا التي تعاني من حصار اقتصادي مروع و غير شرعي من قبل ” ماما امريكا ودول الاتحاد الاوربي  الحليفة لها ويتجدد وفق امزجتهم  كل عام  لاسباب سخيفة .

  اما المليارات التي جرى تهريبها وسرقتها من قبل رجال في السلطة الحاكمة في العراق  واستشراء الفساد فان ذلك لايزعج ماما امريكا  اطلاقا  حتى لو الحق ضررا بالمواطن العراقي لانها  جاءت ليس لاسعاده هي والذين وضعوا يدهم بيد الاجنبي مهما كانت هويته سواء  كان من دول الجوار او قادم  من وراء المحيطات.

بلاد  تعيش على هامش التاريخ وحتى هذه اللحظة لم تحدد “يومها الوطني”  وهناك من  يطلق النظريات والاوصاف منها  ان ” ثورة العشرين” في نظره يجب ان تكون هي العيد الوطني  والكل يعلم ان ثورة العشرين كانت ثورة وطنية حقا لكن تم اجهاضها   و  افشالها  وقمعها من  المحتل الانكليزي وجرى اعدام عدد من قادتها.

اعقب ذلك تنصيب ملك اتت به لندن من الحجاز  وعينته ملكا على العراق” فيصل الاول”  تمثاله لازال قائما  وسط بغداد  بعد اسقاطه  عام 1958 ورد له الاعتيار ازلام السلطة الحاكمة بامر من ” واشنطن ولندن”   اطلقوا علي الحكم في حينها الحكم الوطني لكن البريطايين كانوا يشرفون عليه ويديرونه .

هل هناك اهانة اكثر من ذلك ثم اوجدت ” مجلس نواب ومجلس اعيان” يشبه  الى  حد ما برلمان مابعد 2003 فكان النهج السائد في حينها ان يتناوب ” ممثل للشيعة واخر للسنة” على رئاسة البرلمان والحكومة ولابد ان  نذكر بذلك الهتاف الذي كان يتردد في حينها  ضد النظام الملكي ” نوري سعيد القندرة او  صالح جبر قيطانها ”  وان احد هولاء ” سنيا” والاخر شيعيا.

حتى كانوا يطلقون على البرلمان في حينها ” برلمان اموافج” اي لا اعتراض له على ما يصدر من قرارات ملكية او حكومية .

وكم من المحاولات  الانقلابية افشلتها القوات البريطانية التي كانت ترابط  في قاعدة الحبانية  والشعيبة وجرى اعدام العديد من الضباط  عام 1941 حتى جاءت ثورة 14 تموز عام 1958 وتخلص العراق من الحكم العميل لابي ناجي لكن الحكم الوطني  الذي اعقب التخلص من الملكية تم اسقاطه بانقلاب عسكري عام 1963 .

 اي بعد خمس سنوات  تم تنفيذ انقلاب ضد من قاد ثورة  14 تموز بعد ان شهدت هذه السنوات الخمس عملية تصفيات بين قادة الثورة ” الضبط الاحرار”  انفسهم حتى كنا نسمع ان ” الثورة تاكل رجالها.

 وحتى ننصف الذين قادوا ثورة 14 تموز 1958 فان معظمهم ان لم يكن جميعهم كانوا امناء على العراق والحفاظ على  امنه واستفلاله  اذا استثينا بعض  المشاكل التي برزت جراء نهج الاحزاب السياسية في تلك الحقبة من الزمن .

 وقد كان اخر قادةالثورة الذي اطيح به  بانقلاب عسكري عام 1963 المرحوم  الزعيم عبدالكريم قاسم الذي لم يعثروا بجيبه  بهد اعدتمه في ” دار الاذاعة ” بالصالحية سوى على بضعة دنانير بقايا راتبه الشهري لا ارصدة ولا حسابات في البنوك ولا املاك ولا عقارات كما يحصل اليوم  بل كانت وزارة الدفاع بيته الى  جانب  سكن متواضع  يدفع اجاره  شهريا في منطقة العلوية بالرصافة.

الا  يستحق منا ان نطلق عليه تسمية  قائد عراقي وطني شريف  وثورة  14 تموز التي كان احد ابرز قادتها ثورة وطنية تستحق ان تكون عيدا وطنيا بالرغم من  ان هناك من لازال يتحدث عن” جريمة”   قتل  العائلة المالكة في ظرف غامض لازالت اسبابه لم تعرف كما وان اصابع الاتهام كانت تمتد الى هذا القائد العسكري او ذاك دون ادلة موثقة.؟؟؟

ومن الروايات التي كانت تتردد عن مقتل العائئلة المالكة هي ان قادة الثورة وضعوا في حسابهم  بان لا يتكرر ما حصل عام 1941 عندما ثار قادة عسكريون على النظام الملكي  ” ثورة رشيد عالي الكيلاني ”  لكن الوصي على العرش لان الملك كان قاصرا  في حينها اواعضاء في الحكومة هربوا واستعانوا بالقوات البريطانية المرابطة  في قاعدة الحبانية لافشال الثورة وتم  اعدام  الضباط الكبار في الجيش العراقي امثال صلاح  الدين الصباغ  و كامل شبيب. وفهمي سعيد ومحمود سلمان.

وحتى يومنا الحاضر لازلنا نسمع من يلوك مقولة مفادها ان الذي يمر بالعراق من مصائب ” هو ” حوبة العائلة  الملكية ” التي جرت تصفيتها”..

 وهذا النفر الذي يردد مقولة  هذه  ” حوبة الملوك” مقتنع تماما بان هناك حوبة اخرى” ربما في باله  وذهنه الجاهل ان اصحاب الجباه ” التي مرت عليها المكواة وتحول الى اللون الاسود والتي تغص بها المنطقة الخضراء سوف تلاحق العراقيين ابد الابدين بصرف النظر عن ما فعلوه من فساد  اجتماعي واقتصادي ومالي ونهب وسرقات وتدمير وخنوع للاجنبي على حساب العراق وشعبه.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.