أحجية اليوم التالي … إضاءة على المشاهد غزة العزة / د. سمير محمد ايوب




د. سمير محمد ايوب ( الأردن ) – الخميس 4/7/2024 م …
انها المواجهة العسكرية الاطول مع الغزاة بكل اطيافهم ومرجعياتهم واغراضهم والأعلام التي يصطفون تحتها، والأكثر ايلاما لاهلنا الجبارين في كل مناحي فلسط – يننا، بعد أكثر من 286 يوما من الصمود الاسطوري المكثف، واستحالة تصفية القوى المقاومة المتصدية للغزاة، باتت المواجهة من المسافة صفر تزداد توهجا، وتؤكد للصُّم العُمي البُكم من المتصه ينين، بان الصمود البطولي وارادته ومقوِّماته وتبعاته، ليست وليدة صدفة عشوائية او لحظة عابرة. لذا فان المواجهة ستطول وتطول، وستزيد الانتكاسات الميدانية المُحرجة للغزاة المتوحشين غريزيا.
فهم لم يحققوا اي شيء اساسي من اسقفهم على الارض. ومقابل اسقفهم هناك اسقف ابطالنا المقاومين، المنغمسين عمليا في المواجهات الميدانية، والمُصِرّين على ان تبدأ عمليات إعادة ترتيب المشهد السياسي العام في قطاع غزة، بتغيير الجغرافيا السياسية للغزاة، وكلها بالقطع تبدأ بوقف شامل للغزو، وانسحاب المحتلين، ومن ثم البدء بإعادة إعمار ما تم تدميره هناك، واطلاق سراح الاسرى والمعتقلين، والا فحرب بلا اسقف وبلا ضوابط،  مفتوحة المحاور والميادين على كل افاق وجغرافيا الدنيا. فكل استثمارات محور المقاومة والممانعة في زرع اذرع القوة هنا وهناك، ستتحرك حيثما قد تقرر او يقتضي الامر المنسق.
بعيدا عن المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة الامريكية، فان كل مفردات مروحة الوسطاء، تعترف في العلن وفي الكواليس، بعدم معرفتهم تفاصيل اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وتعترف بان المقاومين في غزة العزة في الضفة الجنوبية للمعركة، وحزب – الله في شمالها، والجبهة المساندة للضفتين الشمالية والجنوبية، هم وحدهم الذين يملكون تصورا واضحا عن مشهدية اليوم التالي لوقف اطلاق النار.
كل عناوين الحديث الجدي، وتفاصيل الحراك المطلوب للبدء في تبريد جبهة الشمال في جنوب لبنان، لا بد ان تبدأ من قطاع غزة في الجنوب،  فهما ضفتان في معركة واحدة متكاملة، مرتبطة ربطا عضويا ببعضهما، ضفتان لمعركة واحدة. وهذا هو ما يجعل عمليات ترتيب مشاهد اليوم التالي معقدة. نعم معقدة، ولكنها ليست مستحيلة ان صدق العزم.
في مستقبل القطاع هناك ملامح تسوية، اظن ان حم – اس باتت معجبة حد التساوق مع رؤى وواقع حزب – الله في لبنان، التي تتلخص بمقتضيات وتبعات الفلسفة التي تقول: نتحكم ولا نحكم. نوافق على عدم المشاركة المباشرة في ادارة الحكم، ولكن خزانات القدرة العسكرية والأنفاق واعادة ترميم القوى المادية الرادعة، ستستمر بنا ومعنا ولنا وحدنا. لكم بالتعاون مع معتدلينا ما فوق الارض، وما تحتها للمقاومين فقط ، ليس لكم اي علاقة بما يجري تحت الارض.
في ذروة التموضع الميداني، واستحالة اخراج المقاومين الميدانيين من اي مشهد حقيقي يومي او مستقبلي، فإن كل سياق المشاهد، يشي بان اليوم الثاني وما يليه من مستقبل، لن يكون الا مقاوما وبقيادة مقاومة ميدانيا،  فهم جزء حي حقيقي من مكونات الشعب الفلسطيني العظيم، الذي يضاعف من شعبيتهم، ويُعْليها حد السماء.
الاردن – 3/7/2024

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.