المقاومة الوطنية (اليسارية، القومية، الاسلامية) من توفيق الزياد الى عمر الفرا تجمعها القدس والدم المقدس بانتصاره على السيف! / الياس فاخوري




الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 6/7/2024 م …
المقاومة الوطنية (اليسارية، القومية، الاسلامية) من توفيق الزياد الى عمر الفرا تجمعها القدس والدم المقدس بانتصاره على السيف!
 في البدء فكرة/فقرة كررتها في اكثر من مقال: {نعم، أهلكتهم الروح الغزّية بايمانها وصرختها ان الجنة اقرب الى غزة وكل فلسطين من سيناء ومن الاردن واي مكان! وهنا لا بد من الاعتراف بقوة عقيدة المقاومة الدينيّة وفعاليتها مقارنةً بالعديد من عقائد المقاومة القوميّة واليسارية، وربما مواكبةً لبعضها وعلى نحوٍ تراكمي قوامه الفداء والاستعداد للبذل والتضحية لنصل الى التغيير الكيفي بانتصار الدم على السيف .. و”إنا فتحنا لك فتحا مبينا” (الفتح – 1) .. “وينصرك الله نصرا عزيزا” (الفتح – 3)!}
نعم، انها ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023، ليس ما بعدها كما قبلها .. كم ردّدنا قبلها، وكنّا نعني ما نقول: اليسار، اليسار حتى تنقل الارض مدارها الى اليسار! وكان اليسار الذي نُجِلُّه يعني – بلغة توفيق الزياد – مناضلون بعزمهم الشعوب تُحرّرُ، هم منيةٌ موقوتةٌ للظالمين تُقدّرُ، وهم أزاهرُ بأريجها هَذي الدّنيا تتعطّرُ، ويُشهدُ لهم بالبذلِ وبالعزمِ الذي يتسعّرُ!
 
وبعد، الا ينطبق هذا الوصف على المقاومة الاسلامية ايضاً وهي تنبض على وقع ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 (طوفان الأقصى بغزته والقدس ترفده ساحات المقاومة المتحدة، وينصره طوفان البحر بيمنِه، وطوفان السماء بالوعد الصادق والهدهد، وطير أبابيل) استمراراً تراكمياً لانتصار تموز 2006 حيث تختزل “غزة” اللحظة الضرورية وتعيد تأهيل التاريخ ليكون تاريخ الانسانية؟ .. نعم، من معركة الكرامة في آذار 1968 الى معركة الغوطة في آذار 2018، الى الانتصارات الاستراتيجية للجيش العربي السوري في الجنوب مرورا بالانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987 (انتفاضة الحجارة)، فتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، فالانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2001، وتحرير غزة عام 2005، ثم حرب تموز عام 2006 الى”حسان” بصحبة “ذو الفقار”، و“سيف القدس المسلول”، و”ثأر الاحرار”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر”، و”جنينغراد” ف”جنيبلسغراد”، وفلسطين بحطّينها وعين جَالُوت، ووحدة الساحات، ووحدة الجبهات — ”يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي”، وباسم الله نقرأ “الصف – 13″، وَالبشارة للْمُؤْمِنِينَ: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ” ..
 

نعم، جاء السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023، 

فعاد الدم العربي سكيناً وذباحا بجهاد
 الحق والإيمان – بلغة عمر الفرا –
وأن الشعب رغم الذل .. رغم القهر ..‏

كان في غزة وكل فلسطين يرفض فكرة الإذعان ..‏

يرفع راية العصيان .. يصمم أخذها غصباً .. ويأخذها‏
كما فعلت رجال الله يوم الفتح في لبنان ..‏
إنهم يمشون على أرضٍ مقدسة يتمنون عبورها على الرمش ..‏ رجال آمنو

أن الأرض مطلبهم ونور الحق مركبهم فهبّوا

 كإعصار لا يبقي ولايذرُ ..‏
لهم في الموت فلسفة، فلا يخشونه أبدا..
 سُلبوا، صلبوا، رقدوا، سجدوا، قُصفوا، وقفوا، رغبوا، ركبوا براق الله
وانسكبوا بشلال من الشهداء‏ ..
رجال عاهدوا صدقوا .. و
لأجل بلادهم رفعوا لواء النصر، فانتصروا ..‏ مناضلون
 يعرفهم تراب الأرض، ملح الأرض، عطر منابع الريحان ..‏
مناضلون يعرفهم سناء البرق، غيث المزَن، سحر شقائق النعمان ..‏
مناضلون كان الله يعرفهم،
وكان الله قائدهم وآمرهم،
لذا كانوا بكل تواضعٍ .. كانوا رجال الله يوم الفتح في غزة، في فلسطين، وفي لبنان وعلى امتداد الساحات المتحدة ..
نعم، لله أبناءٌ إذَا أرادوا أراد .. رؤوسهم مرفوعة عالية رغم صبيب جهنم امريكا وانهمار وابل جحيمها عليها .. ركابهم الأقدام ووعدهم صادق على ذمة الدهر يزحفون بمقاديرهم .. ومهما ضربت “اسرائيل” طولا بعرض تبقى هي الصفر الى زوال أياً تكن الآلة الضاربة ومعادلات علوم الرياضيات والفيزياء السياسية كما نقشت “ديانا” ذلك وشماً في الذاكرة! ولعل هذا ما دفع تشومسكي الى “التحذير من التيه اليهودي على أرصفة العار” .. وحمل جوديث تايلور على مخاطبة أبناء دينها اليهود: “تذكروا ما حدث للأميركيين في فيتنام، غزة هي فيتنام “اسرائيل”، أخرجوا الآن قبل أن يعود جنودكم بالحاويات”!
 
فيا اهل اليسار من “الطفل” الى “الشيخ الحكيم”، كفاكم  نبشاً في القواميس اللغوية وتنقيباً عن المصطلحات الطبقية .. لا تنضحوا فلسفةً وعودوا الى التطبيقات العملية ب”حماس” واقرؤا المائدة – 56، والمجادلة – 22 .. وبعد، هل يحتاج دمٌ بهذه الكثافة والطهارة والقداسة أن نُقلِّب معاجمنا في حيرة وارتباك!؟ نعم، انه الدم النقي المبارك الجبار قاهر السيف .. واذكروا ان أي بوصلة لا تشير الى القدس تبقى مشبوهةً ومُخادعةً ومُضَلِّلَةً ..
 
“ديانا”: الكلمات في مأزق واللغة في ورطة .. أنت بشارتنا الكبرى؛ نحن محكومون بالنصر – نحن امام احد خيارين لا ثالث لهما: فأما النصر وأما النصر .. نصغي لصدى خطواتِكِ فى أرض فلسطين ونردِّد مٓعٓكِ:
 
الدائم هو الله، ودائم  هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.