هل الشرفاء العرب على ابواب حرب مع اسرائيل؟ / د مها القصراوي

 

د. مها القصراوي ( فلسطين ) الأربعاء 14/12/2016 م …

هذا العنوان لا يعني ان مجتمعنا العربي يعيش بسلام، وإنما ما تكاد الحرب تنتهي في بقعة حتى تنفجر في أخرى، وكأن قدر العربي ان ينام على صورة الدم ويصحو على صورة الدمار، فما كادت وسائل الاعلام تعلن عن سيطرة الجيش السوري على معظم مناطق حلب، وبسط السيطرة السورية على المدينة، وهزيمة المسلحين وفرارهم، حتى يخرج وزير خارجية الولايات المتحدة كيري ليعلنان الحرب في سورية لن تنته، وان الصراع ما زال مستمرا.

ان هزيمة الجماعات المسلحة في حلب هو هزيمة للمشروع الامريكي وأدواته في المنطقة، لذلك تريد امريكا ان تطيل أمد الحرب في سورية، لان الحرب هي استنزاف لمحور المقاومة،لذلك يخرج عليناليبرمان يطالب برحيل الأسد وتستفز اسرائيل محور المقاومة بضرب مواقع سورية، فماذا تريد اسرائيل من هذا الاستفزاز، هل تخطط لحرب شرسة تشنها على سورية وحزب الله معتقدة ان السنوات الماضيةقد انهكت حزب الله والجيش السوري، وبالتالي هذه الفرصة الذهبية لتدمير ما تبقى من سورية، وتدمير حزب الله،

ان امريكا وحلفاءها في المنطقة لن يستسلموا بسهولة لهذه النتيجة، ولذلك نحن على أبواب حرب تقودها اسرائيل، بعد ان فشلت الجماعات المسلحة في تأدية وظيفتها التي أوكلت اليها في تدمير سورياوتقسيمها، ولكنها أدت خدمات جليلة لامريكا وإسرائيل وحلفائهم من العرب في حرب استنزاف استمرت سنوات. ان امريكا لن تذهب الى المرحلة التالية المتمثّلة في توجهها الى اسيا والصين الا بعد ان تنهيحربها العالقة في سورية والعراق، واعتقد ان ما يحدث على الارض السورية وقضيتها لا تنفصل عن القضية الفلسطينية، وبما ان فلسطين لا يمكن حل قضيتها الا بحرب مع المحتل، كذلك سورية لا يمكنان تنتهي ازمتها الا بحرب مع المحتل، والمحتل في الحالتين هو واحد،

والحال كذلك في العراق، ان تقدم القوات العراقية في الموصل، يؤكد هزيمة المشروع الامريكي وحلفائه في الشرق، لكن هل تنسحب امريكا بسهولة، وتقبل تقهقر مشروعها في تقسيم منطقة الشرق العربي،

وانسحاب امريكا يعني ترك اسرائيل وحدها تواجه مصيرها، فهل تتركها في هذه المواجهة، وخصوصا اذا أدركنا ان محور المقاومة لن يعيد إعمار سورية الا بعد تصفية الحساب مع من دمرها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.