الحزب الشيوعي الفلسطيني بعود إلى الحياة / محمود فنون

 

 

محمود فنون ( فلسطين ) الأربعاء 14/12/2016 م …

في مقابلته مع صحيقة الميدان ، صحيفة الحزب الشيوعي السوداني , لفت انتباهي نقطتين كلاهما أكثر إثارة من الأخرى :

الأولى وهي الأقل اهمية تتعلق بتحضيرات الحزب لمؤتمر يقرر فيه تغيير اسم حزب الشعب مجددا إلى اسم الحزب الشيوعي الفلسطيني . وليس أبلغ تعليقا على الموضوع مما قاله هو : ” يدرس حزب الشعب الفلسطيني “حشف” في مؤتمره العام القادم العودة لاسمه القديم “الحزب الشيوعي الفلسطيني” والذي تخلى عنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وقال أمين عام الحزب بسام الصالحي في حوار مع جريدة الميدان الشيوعية السودانية إن تغيير اسم الحزب وبعض منطلقاته البرامجية في ظل مرحلة حرجة مرت بها الحركة الشيوعية العالمية بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول “الاشتراكية”.

وتابع أنه كان الطموح أن يساعد هذا التغيير في تجنيب الحزب الاهتزازات العنيفة التي مرت بها بعض الأحزاب

واستدرك الصالحي موضحًا أنه “يمكن القول بوضوح أن تغيير اسم الحزب لم يؤدي الى استقطاب أو توسيع القاعدة الاجتماعية للحزب، وهذا ما يجعل التساؤل مشروعاَ على الدوام حول صحة تغيير اسم الحزب”.

إلى هنا الإقتباس

ونضيف أن الحزب عاش تاريخا من تغيير الأسماء .

فبعد أن كان اسمه العصبة الشيوعية ” عصبة التحرر الوطني ” عام 1943 بعد مخاضات وانشقاقا بين العرب واليهود في الحزب الشيوعي وفي غام 1948 ظهر الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وفي الضفة الغربية عاد وسمى نفسه الحزب الشيوعي الأردني حيث ” قامت العصبة بتوحيد نفسها مع الحلقات الماركسية التي كانت قائمة في الأردن، وتشكَّل الحزب الشيوعي الأردني عام 1951 م

في بداية سبعينات الفرن الماضي وإثر الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ورفع شعار السلطة الوطنية ، تداعى شيوعيوا الداخل إلى الإنفصال عن الحزب الشيوعي الأردني وسموا انفسهم التنظيم الشيوعي الفلسطيني وهذا يعني انه أقل من حزب بمفهومهم الحزبي ثم جرى التوحد مع شيوعيي قطاع غزة وسموا انفسهم الحزب الشيوعي الفلسطيني . وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي وضعف الحركة الشيوعية العالمية غيروا اسمهم إلة حزب الشعب الفلسطيني .

واليوم وكما يقول الرفيق بسام الصالحي امين عام الحزب بأنهم استدركوا انفسهم ووجدوا ان التغيير لم يحقق الفائدة المرجوة وسوف يعودون إلى اسم الحزب الشيوعي الفلسطيني ؟

والحزب مثله مثل البقية لم يساهم في تحرير أي جزء من فلسطين أي خير ما منه خير غير ان غباره يعمي العيون .وهنا نأتي للنقطة السيئة النقطة الثانية :

بسام الصالحي يدعو الأحزاب الشيوعية العربية للتطبيع مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي .

يقول الخبر :” دعا الصالحي الأحزاب الشيوعية العربية للتخلي عن نظرة التوجس تجاه الحزب الشيوعي الإسرائيلي والذي تربطه علاقات تاريخية مع الحزب الشيوعي الفلسطيني “حزب الشعب”.

وطالب الصالحي اليسار العربي للارتباط بالحزب الشيوعي الإسرائيلي بعلاقات وطيدة لـ”تقويته أمام هجمة قوي اليمين والعنصرية داخل الكيان الإسرائيلي”.نقلا عن امد للإعلام.

نلاحظ أن تسبيب الدعوة أسوأ من الدعوة ذاتها ونغطية على فكرة التطبيع مع العدو الإسرائيلي . إنه يدعو الأحزاب الشيوعية إلى الإعتراف صراحة بإسرائيل وتوطيد العلاقة مع حزبها الشيوعي الذي بدوره سيدفع هذه الأحزاب إلى تطبيع معمق مع العدو الإسرائيلي .

طيب يا رفيق إذا كنتم غارقين في عسل التطبيع والإعتراف بإسرائيل منذ عام 1967 في مؤتمر نابلس إستمرارا لموقفكم من قرار التقسيم والإعتراف بإسرائيل سابقا ، فإننا نتمنى عليكم ان لا تحاولوا جر الآخرين إلى عسلكم هذا .

كان أجدر بالرفيق بسام ما دام في حالة مراجعة أن يراجع الموقف السياسي للحزب من مسألة الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها ولا يكتفي بمراجعة مسلسل تغييرات الإسم وهي لا أهمية لها وطنيا على الإطلاق كما انه لم تعد أهمية للحزب وبقية الفصائل في الساحة الوطنية ما دامت لا تناضل من أجل تحرير فلسطين . بقي ان نقول : الحزب مهما كان اسمه لا يناضل من أجل تحرير فلسطين ويناضل من أجل دفع الأحزاب الشيوعية العربية وتشجيعها للتطبيع مع إسرائيل من خلال علاقة مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.