المقاومة مستمرة سواء استشهد (الضيف) أم لا!! / سماك العبوشي

سماك العبوشي ( العراق ) – الأحد 14/7/2024 م …




جريمة وحشية إسرائيلية جديدة، تضاف لسلسلة جرائمه ومجازره بحق أبناء غزة العزة، اقترفتها قوات الاحتلال مساء يوم السبت 13 تموز 2024، وقعت في خان يونس (منطقة المواصي) وسقط على إثرها ما يقارب 90 شهيدا (أكثر من نصفهم من النساء والأطفال!!)، و350 جريحا ومصابا، بذريعة وحجة واهية كان قد أعلنها جيش الاحتلال لتبرير تلك الوحشية ببيان له متبجحا مزهوا فيه هذا نصه: “في نشاط مشترك للجيش الإسرائيلي والشاباك بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، نفذت القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو الإسرائيلي غارة في منطقة كان يختبئ فيها إرهابيان كبيران من حماس وإرهابيون آخرون بين المدنيين، كان موقع الغارة منطقة مفتوحة محاطة بالأشجار والعديد من المباني والسقوف”… انتهى الاقتباس!!

ثم عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليعلن مجددا ومؤكدا أنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، وقائد لواء خان يونس، رافع سلامة، في ضربات على منطقة المواصي قرب خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه تم تنفيذ الهجوم باستخدام طائرات مقاتلة، وأن الهجوم كان دقيقا!!

وما هو إلا وقت قصير من صدور المزاعم الإسرائيلية التي ادّعت اغتيال المجاهد والقائد (الضيف)، عاد رئيس وزراء دولة الاحتلال (النتن ياهو) ليعلن في مؤتمر صحافي عقده مساء السبت، أنّه “ليس متأكداً” من أنّ اغتيال القائد العام لكتائب القسّام محمد الضيف تمّ، وأن الأمر يحتاج لساعات للتأكد منه، بهدف حرف الأنظار عن مجزرة مواصي خان يونس الوحشية!! 

وسواء أستشهد (محمد الضيف) كما ورد بالأنباء الواردة من إعلام كيانهم المسخ، أم لم يُستشهد، فأقول موجها كلامي للنتن ياهو ولحكومته وقادة جيشه واستخباراته:

ما أغباكم!!

وما شدة قصر نظركم!!

متى كان اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية قد أوقف المقاومة، أو أطفأ جذوة لهيبها وأوارها !!؟

متى ستدركون هذه الحقيقة!؟

ومتى ستعون أن شعب فلسطين لا ولن يركع الا لله تعالى!!؟ 

وأوجه تساؤلي للنتن ياهو كي أنعش له ذاكرته وأوقظه من أحلامه:

ما الذي حدث للمقاومة بعد استشهاد مؤسس حماس الشيخ الجليل (المقعد) أحمد ياسين رحمه الله!؟

وهل أن المقاومة قد تعطلت وارتبكت وتوقفت بعد استشهاد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي رحمه الله !!؟

وهل توقفت عمليات المقاومة باستشهاد يحيى عياش الذي انضم إلى كتائب القسام عام 1992، واستغل موهبته وخبراته بالهندسة في تطوير قدرات القسام التصنيعية، مدشنا بذلك مرحلة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وكان يعدُّ أول من ابتكر سلاح “الاستشهادي”، وأدخل تقنية تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة والتخطيط لاستخدامها في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، والذي لقبته دولة الاحتلال الإسرائيلي بالمهندس، حتى إن وزير الأمن الداخلي السابق موشيه شاحاك قال نصا: “لا أستطيع أن أصف المهندس يحيى عياش إلا بالمعجزة، فدولة إسرائيل بكافة أجهزتها لم تستطع أن تضع حدا لعملياته التخريبية!!

لقد أدخل الشهيد يحيى عياش تقنية تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة والتخطيط لاستخدامها في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال، كما وتوصل إلى مَخْرَج لمشكلة ندرة المواد المتفجرة، عبر تصنيعها من المواد الكيميائية الأولية التي تتوافر في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية والمستحضرات الطبية.

 

هل تناسيتم حقيقة أن الشهيد يحيى عياش قد تمكن من نقل مهاراته إلى جيل جديد من الشباب الفلسطيني المقاوم قبل استشهاده، حتى لا يقتصر العمل العسكري على شخص واحد فيتوقف باستشهاده أو اعتقاله، وها هم تلاميذه قد أنجزوا من بعده، منظومة صواريخ أشدها قوّة، وأبعدها مدى وأكثرها إيلاما “صاروخ العيّاش 250” الذي خلد اسمه، ويبلغ مداه 250 كيلومترا، والتي استخدمت في معركة طوفان الأقصى بعد رحيله رحمه الله!!

فهل توقفت المقاومة بعد رحيله وارتقائه الى الرفيق الأعلى!!؟

ما أغباكم وما أشد قصر نظركم أيها التعساء الأراذل!!

ثم … ماذا عن الشهيد عدنان الغول الذي كان في بداية الثمانينيات مسؤولا عن صناعة الأسلحة وتوزيعها وتطوير صواريخ القسام، ومن بينها قذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع، والقنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة، وقذائف الياسين التي صنعها قبل فترة قصيرة من استشهاده.

هل توقفت المقاومة وتلكأت وتعثرت بعد استشهاده رحمه الله!!!؟

 

أيها النتن ياهو وحكومته:

هذا لعمري غيض من فيض رجال وكفاءات قادة المقاومة الفلسطينية الذين جاهدوا ورابطوا وأبدعوا، ونقلوا علمهم للأجيال اللاحقة قبل استشهادهم، وتأكدوا من أن شعب فلسطين معطاء، ولود، متجدد، حي، لا يموت، وأن مقاومته للاحتلال لن تتوقف أو تتعثر حتى يتحقق وعد الآخرة بزوالكم واندحاركم، فإن استشهد الضيف فإن تلك إرادة الله ولا راد لقضائه أولا، وأن هناك قادة أبطالا سيشغلون مكانه، وسيذيقونكم ما كان قد أذاقكم الله أحمد ياسين، الرنتيسي، وغيرهم وغيرهم… ثانيا!!

أقول واثقا موقنا بأن بيانكم هذا وما تضمنه من إعلان لاستهداف قياديين كبيرين من حماس، ما هو إلا تغطية وتبريرا لجريمتكم الشنعاء التي استهدفت مواطنين أبرياء من أبناء غزة، الذين نزحوا من مناطق كنتم قد استهدفتموها سابقا، فسكنوا خياما، فأبيتم إلا أن تمعنوا وتستمروا بجرائمكم الوحشية واستهدافكم للأبرياء ، وها هي أخر جرائمكم، الجريمة التي وقعت جراء قصف لمنطقة المواصي بخمس صواريخ والتي فقدت فيها عشرات العائلات بعد أن تمت تسوية خيامهم بالأرض!!

لقد تبجح إعلامكم بالقول عن الجهود الشاقة التي قامت وحدة الاستخبارات العسكرية والشاباك في مراقبة كبار مسؤولي حماس، وأنكم بصدد ذلك قمتم بإنشاء وحدة مخصصة داخل الشاباك ضمت جميع قدرات الجناح السيبراني، من جمع ورسم الخرائط والمصادر وما إلى ذلك، وتمكنتم من جلب المعلومات الاستخبارية التي كانت نتيجتها استهداف المدنيين الأبرياء من النازحين من قصفكم الذي طال معظم مدن غزة!! 

 

ختاما …

أقول ملء الفم واليقين للنتن ياهو وبطانته:

خاب فألكم، وطاشت ضربتكم، وتبخرت أحلامكم، فلن تتوقف مقاومة شعب فلسطين باستشهاد أحد قادته الميدانيين، وتأكدوا بأن الام الفلسطينية الماجدة التي انجبت كل من ذكرت من قادة استشهدوا على أرض غزة أو الضفة، لهي قادرة بعون الله وفضله على أن تلد قادة أشداء آخرين سيكملون درب من سبقهم بالجهاد والنضال والاستشهاد، وأنهم سينجزون المهمة على خير صورة، وسيذيقونكم البلاء بإذنه تعالى.

وقالها من أقض مضاجعكم عبر بياناته العسكرية:

(إنه لجهاد… نصر أو استشهاد)!!

 

سماك العبوشي

العراق

14 تموز / يوليو / 2024

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.