ولا عزاء لأحزاب اليسار واليسار القومي في الأردن / عاطف الكيلاني
الأردن العربي – الأربعاء 17/7/2024 م …
كتب عاطف زيد الكيلاني …
كم كان حزني عظيما عندما وقعت بين يديّ إحصائية عن عدد الأعضاء المنتسبين لجميع الأحزاب السياسية الأردنية المرخصة .
أحزاب تاريخية طالما ناضلت وتعرض أعضاؤها لكافة أشكال الإضظهاد والتنكيل والنفي والحرمان من الوظيفة والمنع من السفر طوال فترة الأحكام العرفية المقيتة التي عاشتها بلادنا على مدى أكثر من ثلاثين عاما ( منذ أواخر الخمسينات وحتى أواخر الثمانينات من القرن المنصرم ).
هذه الأحزاب ( العقائدية ) ويا لتعاستها، مجتمعة تكاد لا تعادل في عدد أعضائها ، وأكرر ( مجتمعة )، لا تعادل حزبا واحدا من الأحزاب حديثة النشأة !!!
وحتى يكون حديثي موثقا يجد القاريء أسفل المقال صورة للإحصائية التي ذكرتها آنفا.
أرى أن المطلوب من قيادات هذه الأحزاب أن تبادر إلى ما يلي:
- المباشرة فورا ودون تأخير في عقد اجتماع طاريء على مستوى الأمناء العامّين وعضوي مكتب سياسي من كل حزب، وتبقى اجتماعاتهم مستمرة وفي حالة انعقاد دائم بمعدل جلسة واحدة يوميا لا تقل كل منها عن أربعة ساعات متواصلة .
- يكون الهدف الرئيسي من هذه الإجتماعات البحث الجدّيّ عن صيغة جامعة لتحالف يساري – قومي دون التوقف أو الإلتفات إلى ما بين هذه الأحزاب من تباينات فكرية ليست بأهمية تناقضها مجتمعة مع أحزاب اليمين بمختلف تشكيلاته وتلاوينه.
- تستطيع هذه القيادات لو توفرت حسن النيّة عندها أن تنجز الكثير على أرض الواقع للخروج بقائمة موحدة تخوض بها الإنتخابات النيابية الوشيكة.
- أما على المدى الأبعد، فعلى قيادات هذه الأحزاب أن تضع خطة استراتيجية طويلة المدى لتوحيد قوى اليسار واليسار القومي وكافة القوى والشخصيات الديمقراطية في بلادنا للنهوض بالعمل السياسي الملتزم بقضايا الوطن في كافة المجالات.
- أخيرا ، أرى أن الشرط الرئيسي لخروج هذه الأحزاب من مأزقها والعودة إلى ساحة العمل السياسي بالزخم المطلوب وضمن برنامج الحدّ الأدنى ، هو الإلتزام بالإحترام المتبادل بين كافة أطراف التحالف واحترام التباينات ( وهي بالتأكيد موجودة ) والبعد الكامل عن النرجسية والأنانية وأن يقدم الجميع التنازلات المطلوبة لإنجاح هذه التجربة ( التحالف ضمن جبهة وطنية عريضة ).
الإحصائية :
التعليقات مغلقة.