اعصار حلب وحائط المبكى !! / احمد الشاوش
احمد الشاوش ( اليمن ) الخميس 15/12/2016 م …
– لا ندري كيف تحولت الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي فجأة الى حائط مبكى على غرار تباكي اليهود للتغطية على جرائمهم ,عند سفك كل قطرة دم فلسطيني وتدمير منزل وانشاء مستوطنة على انقاض خيمة تؤي بعض بقلم / أحمد عبدالله الشاوش –
لا ندري كيف تحولت الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي فجأة الى حائط مبكى على غرار تباكي اليهود للتغطية على جرائمهم ,عند سفك كل قطرة دم فلسطيني وتدمير منزل وانشاء مستوطنة على انقاض خيمة تؤي بعض الاطفال والنساء ومقبرة تدثر شهيد ومزرعة تطعم اسرة وجماجم ابرياء تاقوا الى الحرية والتحرر والعيش بسلام من وحوش استعطفوا العالم بتزوير التاريخ فاذا بهم فاقوا عالم الجريمة بمجازرهم وآلة الدمار والمعتقلات والتباكي وذرف دموع الوقاحة .
فالتباكي التركي والنحيب القطري والبكاء السعودي والعويل الاماراتي والسعار الاممي حد تمزيق الدشداشة الخليجية ولطم الخدود في البحرين إضافة الى لزوم المشهد الدرامي الحزين لقادة اوروبا ودموع الجلاد الامريكي في جلسة مجلس الامن عند تحرير مدينة ” حلب الشهباء ” من جرائم التنظيمات الارهابية للقاعدة وداعش والنصرة وفتح الشام والتوحيد والحر وغيرها من الاسماء الشاذة والمتوحشة والمخالفة للفطرة والاديان السماوية والاخلاق النبيلة التي تجعل من التسامح والتعايش عنواناً لاعمار الحياة وأمناً واستقراراً وبرداً وسلاماً للبشرية… كشفت عن حقيقة تورطها في دعم الارهاب وان القرارات الصادرة بمحاربة الارهاب ماهي إلا أحد اقنعتها الشيطانية لامتصاص غضب الشعوب واللعب بالبيضة والحجر ، تخديراً للإجهاز على ما تبقى من سمو القيم ورافضي الرأي العام العالمي والتسويق للأحلام الغير مشروعة وزيف المشاريع المرتهنة والاصوات الناعفة لتلك الدول الموغلة في قتل حقوق الانسان ، رغم انتصاب تمثال الحرية، وسلوك مجانين حديقة الهايدبرك في لندن للتنفيس من عقد وانفجارات الحقد والكراهية وعداء الانسانية.
فالعويل السعودي في دهاليز الامم المتحدة والتباكي على اطفال حلب وتأمين الممر الآمن للمدنيين ” داعش” وعوائلهم” والحديث عن مسؤولية الجيش السوري عن حالات الثأر وقبلها التباكي على ايقاعات ومزاعم قصف ” مكة ” الكاذب من قبل اليمنيين ، ودق طبول إمبراطورتيها الاعلامية لتضليل الرأي العام الدولي وتفعيل نياحة الاعلام الدولي ، لم يصب يوماً ما في مصلحة الامن القومي العربي أو حتى الدولة السعودية منذ جريمة ” تنومة” وثورة اليمن و أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والتآمر على القضية الفلسطينية والقطيعة مع مصر ايام السادات بسبب اتفاقيات اوسلوا للسلام وتهميش الدور الرئد لمصر الكنانة ، والتخوف من الدور السوري في المنطقة ولبنان وتمويل الحروب ضد العراق وفتح القواعد والاراضي للأعداء لتدمير بغداد بعد ان اطلق الجيش العراقي 38 صاروخاً صوب اسرائيل الذي رأت في تقاربها مع السعودية وقطر ” معولاً ” لتدمير الامة العربية تحت مبررات الحرية والديمقراطية والربيع المخضب بالدم ، رغم تجردهما عن مبادئ الحرية والقيم الديمقراطية والغوص في الطغيان والاستبداد حتى أخمص القدمين بإجماع فقهاء السياسة.
نحن هناء لسنا في الدفاع عن سوريا او مخولين بالحديث عنها او نسكت على التجاوزات الخاطئة ولكننا نقرأ الواقع المرير الذي حل بالأمة العربية ومن حقنا ككتاب وصحفيين عرب ان نكشف وننتقد التصرفات المشينة والمغالطات المبرمجة والادوات التي جلبت وتسببت في دمار الامة العربية مقابل البقاء على كراسيها وتبديد ثروات شعوبها ، فاستمرار ” السعودية” في عدم تحكيم العقل وتغليب الحكمة وانتهاج استراتيجية العداء لدول الخليج كشرطي للمنطقة وقضم بعض اراضيها ومعاداتها لسلطنة عمان والتلويح بفزاعة ايران جعلها في وضع لايُحسد عليه وبين فكي كماشة من العداء والثأر العربي ، في حين كان الاجدى والانفع تهدئة الخواطر وفتح صفحة جديدة عبر التوصل الى حل سياسي وسلمي في العراق وسوريا واليمن وغيرها من دول الشرق الاوسط التي أكتوى مواطنيها قبل قاداتها بنار الارهاب ووقود السعودية الذي أحرق كل قلب ولابديل لإطفاء تلك الحرائق واندمال الجروح واستقرار تلك الدول وفي مقدمتها السعودية إلا بالاحتكام الى لغة العقل والنجاة من امتداد لهيبها .
وأخيراً فإن قاموس الامم المتحدة ، حفل بالعديد من الفضائح التي لاتُعد ولاتحصى خلال تاريخها المشؤوم من عمليات الخضوع لعمليات البيع والشراء والصفقات المشبوهة عن طريق المزايدة والممارسة وتفشي ظاهرة الشذوذ الجنسي والاغتصاب لجنودها في دول افريقية واسيوية وغيرها والتصويت بطريقة الدفع المسبق والضغوط والتهديد بوقف الدعم المالي لها مما ادى الى تربع ” السعودية ” على ” عرش” حقوق الانساااااااااااان!!؟ ، فلا نتصور ان الامم المتحدة مع عدالة الشعوب وانما تجسد دور بائعة “الهوى ” واشبه بدكتور يصف جرعات ” الهيروين” في كل جلسة ، ليصحو قادة الرياض والدوحة وغيرهم من المأزومين من جديد تحت تأثير “الوهم ” والصراخ والذهول والانهيار لطلب روشته جديدة تمنع تحرير تدمر، وادلب والرقة ، والموصل ، ومدن ليبية ولبنانية وسقوط نجران وجيزان وعسير ، بعد ان تحولت سوريا والعراق واليمن الى مكب لصهر النفايات وتدوير التطرف والتشدد والارهاب .
فهل يحتكم حكام السعودية وقطر والامارات وقادة الدول العربية الى العقل والمنطق ووقف تقديم المال والسلاح والعتاد الى عناصر التطرف والتشدد وانفاق ما تبقى من الاحتياطيات النقدية على شعوبهم وامنهم واستقرارهم بفتح صفحة جديدة وصادقة بعيداً عن لغة التكبر والغرور والتسلط وحب ” الاناء ، ” لإرساء ” السلام” وتوحيد الصف عبر لغة التسامح والتعايش واحياء العلاقات العربية بكل ندية رغم الجراح الكبيرة ، مالم فالقادم أسوأ وأن سيناريو نزيف الدم في حلب وادلب والموصل والفلوجة وتعز ومأرب وبنغازي ،، سينتقل الى دول خليجية تدمي وتبكي كل بيت ، فهل يعقلون؟
التعليقات مغلقة.