الدولة العميقة هي من أسقطت جو بايدن؟ / رابح بوكريش




رابح بوكريش ( الجزائر ) – الإثنين 22/7/2024 م …

إن الحمى التي تلتهب الآن في أمريكا من جراء الخيبة التي حصلت للكثير من الأمريكان بعد انسحاب جو بايدن أخذت تبرز شيئا فشيئا وتصعد حرارتها بالرغم من اعتراف بايدن بعدم قدرته على حكم أمريكا مرة ثانية. وهذا من شأنه أن يؤدي الى اضطرابات في أمريكا.

والسؤال الافتراضي هنا: ماذا لو فاز ترامب ؟ وما تأثير ذلك على العالم ؟ أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه ظاهرة عالمية ذات قيمة عظمى وهي بروز الصين كقوة اقتصادية ويقظة الشعوب الأخرى واندفاعها في تحررها السياسي من امريكا، وهذا معناه أن أمريكا لم تعد ذلك البلاد الذي يجمع أغلب دول العالم حوله وتتولى فيه الزعامة من الناحية المعنوية والاقتصادية والسياسية.هذا هو برنامج أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية.

ولكن يبدو أن بايدن لم ينظر الى هذا البرنامج. لذلك رأت الدولة العميقة أن بايدن لم يعد يلبي مصالح هذه الدولة، بل ربما غدا عبئاً عليها، ومكلفاً أكثر مما يحتمل.ولا يغيب عن الاذهان هنا ان بايدن ارتكب أخطأ فادحة في حرب غزة وأوكرانيا.

وبالرغم أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و”الدولة العميقة” الأمريكية معقدة للغاية ومليئة بالتوترات وجداول الأعمال المتضاربة، هذه الدولة هي الآن جزء لا يتجزأ من اللعبة السياسية، وهي التي أسقطت بايدن .

ويقال أن نخبة تضم مسؤولين حكوميين ومسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية ومفكرين استراتيجيين وأساتذة علاقات دولية وجنرالات متقاعدين، اتحدوا ضد بايدن .

وفي المُحصِّلة، يأتي دور “الدولة العميقة” في الولايات المتحدة للفصل في قضية ترشيح بايدن وتختار المناسب لها ولأمريكا حتى لا تُشعِل شوارع وتحرق ولايات، وتُفكك فيدرالية هشَّة، وهذا ما ليس في مصلحة الدولة العميقة. ع

لى كل حال فإن المشهد الحالي في الولايات المتحدة، يمثل أكبر إساءة للديمقراطية الأمريكية، التي يراها كثيرون في العالم ، نموذجا يحتذي به، كما أنه يمثل انتكاسة لدعاة الديمقراطية في دول عدة، والذين يستلهمون النموذج الأمريكي، في سعيهم للدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

من الواضح ان فوز ترامب في الانتخابات القادمة يعني أن العالم سيصبح في توتر شديد بسبب أفكار ترامب المتشددة العنصرية، وأكبر الخاسرين في اعتقادي أوكرانيا ونتنياهو وسكان غزة والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي وتايوان، واكبر الرابحين هم الحكام الدكتاتورين في العالم …

سيعيش العالم في الأربع سنوات القادمة من حكم ترامب في حالة خوف وسيعرف العالم الكثير من المأساة…  

 


قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.