الياس فاخوري يعلّق على مقال للكاتب د. احمد البوقري والذي عنوانه : من الذي سرق ودائعنا في البنوك اللبنانية.. وكيف سنأخذ حقنا من المسؤولين؟
في أواخر عام 2019 استفاق عدد كبير من اللبنانيين، ومعهم مجموعة من المودعين العرب ليجدوا أن ودائعهم في البنوك اللبنانية، والتي تبلغ حوالي 120 مليار دولار قد تبخّر الجزء الأكبر منها بحيث لم تعد موجودة إلاّ وأصبحت عبارة عن أرقام فقط في سجلات المصارف مع عدم إمكانية الحصول عليها، وبحلول عام 2021 لم يبق في القطاع المصرفي من هذه الاموال اكثر من عشرين مليون دولار، ومنذ ذلك الوقت، وحتى اليوم والسؤال االذي يطرحه اللبنانيون، ومعهم شركائهم في المأساة المودعين العرب، والذي قام النظام المصرفي اللبناني في جزء كبير منه على موالهم، حيث استفاد لبنان من أزمات المنطقة منذ منتصف القرن الـ20، فكانت تأتي تحويلات مالية من دول الجوار وتستقر في المصارف. كيف حصل ذلك، وكيف تبدّلت الامور بسرعة؟
للإجابة على هذا السؤال لا بدّ من العودة أولاً إلى قانون النقد والتسليف اللبناني، والذي يمنع على المصرف المركزي إقراض الدولة، إلا ضمن سقف معيّن وضمن شروط محدّدة.
لكن الذي حدث أن الدولة اللبنانية تغطّت كل القوانين والضوابط وراحت تستدين من المصرف المركزي دون أي خطة إقتصادية او مالية تذكر وترافقت مع هدر وفساد مالي منقطع النظير أدّى إلى سرقة المال العام من قبل جميع أطراف السلطة الحاكمة على مرّ السنين إلى أن وصل الحال بلبنان إلى الإنهيار المالي والإفلاس التام، وبدل أن يتصرف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بمسؤولية وبحسب الصلاحيات المعطاة له، والتي تسمح له بوقف استدانة الدولة من المصرف المركزي، قام بتزويدها بالمزيد من الاموال، الى ان وصلت الامور الى مرحلة نفذ فيها الاحتياطي لدى مصرف لبنان، فكان ان لجاء رياض سلامة “الحاكم الرشيد والمسؤول” الى خطوة اكثر تعقيداً واكثر خطورة، وهي انه قام بعقد اتفاق مع المصارف الخاصة لاقراض الدولة من ايداعات المواطنين اللبنانيين وغير اللبنانيين، وذلك مقابل منافع مالية معينة، تعود بالفائدة على المصارف. وعندما بلغت الاستدانة حداً باتت تشكل فيه خطراً جدياً على الوضع المصرفي، نتيجة عدم قيام الدولة بسداد ما عليها من ديون للمصارف الخاصة، اقدمت تلك المصارف على تهريب اموالها الى الخارج، وتبعها في ذلك بعض كبار رجال السياسة وأصحاب النفوذ في لبنان، والذين استفادوا من قانون السرية المصرفية في تهريب أموالهم إلى الخارج، وكانت نتيجة ذلك أن البنوك لم تعد تعطي المودعين ما يطلبون من أموالهم، بل أصبحت تفرض عليهم سقفاً للسحوبات، وذلك خلافاً للقانون الذي يلزم المصارف على أن تكون جاهزة لاعطاء المودعين أموالهم غب الطلب وبالعملة التي تم إيداع هذه الاموال فيها .
هذا مع العلم ان أموال المودعين في لبنان مضمونة بموجب قانون ضمان الودائع، والذي تمّ إقراره بعد أزمة بنك (إنترا الشهيرة)، وهو يلزم مصرف لبنان بتسديد أموال المودعين لدى البنوك المتعثرة، ولكن الذي حدث مؤخراً فاق القانون في تداعياته، وفرض نوعاً آخر من التعامل، بحيث أصبح الخوف من انهيار القطاع المصرفي دفعة واحدة، وهو الذي يحكم قانون ضمان الودائع في ظل أزمة مالية كبرى يعيشها المصرف المركزي. من يتحمل مسؤولية ما جرى؟
هناك ثلاث اطراف تتحمل المسؤولية، والتي لا يمكن ان تعمل بمعزل عن بعضها البعض، وهي ” حاكم البنك المركزي ” والبنوك، ”والدولة اللبنانية ”، فالدولة اللبنانية ممثلة بالبنك المركزي من خلال مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان، والذي تقع عليه مسؤولية ان يعرف كل ما يدور في مصرف لبنان. وان يقوم بابلاغ وزارة المال به. كما ان من مهامه ابلاغ الحاكم المركزي بكل ما تريده الدولة من مصرف لبنان. وهناك ايضاً المصارف التي تتحمل قسطاً كبيراً من مسؤولية الوضع الكارثي الذي وصل اليه المودعين، خاصة انها ساهمت في مساعدة بتهريب الأموال الى الخارج خلال فترة الإقفال والأزمة الحادّة، ومن هنا يمكن تفسير إصرار البعض من أهل السلطة وعلى رأسهم رئيس الحكومة اللبنانية ” نجيب ميقاتي ” على عدم محاسبة حاكم البنك المركزي، وذلك خوفاً من انكشاف أعمال مشبوهة قد تكشف أسماء كبيرة من المتورطين بها إلى جانب أمور أخرى.”
ولا يجب علينا أن ننسى التقرير الصادر عن المقرر الخاص بالأمم المتّحدة الذي اعتبر أن الأزمة المالية التي تعصف بلبنان وأدّت إلى ضياع الودائع وإفقار الشعب اللبناني هي من صنع الإنسان أي أنها مقصودة ومفتعلة، وهذا ما أكّد عليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي اعتبر أن عملية احتيال شبيهة بسلسلة بونزي هي وراء الانهيار المالي في لبنان.
وإلى السلطة الحاكمة المتمثّلة بالحكومة اللبنانية أقول لكم أنتم لا تريدون إصلاحاً !! وأعلم ما أقول والشعب اللبناني كذلك، الأمور المالية تطلب دخول صندوق النقد الدولي، بل هي تتطلب محكمة دولية لإصدار احكام بتجميد أموال بعض الأسماء مما يعرفون أنفسهم، والتحقيق من أين لكم هذا.
*****************************************************************
تعليق الياس فاخوري:
الياس فاخوري
شكراً للاستاذ كاتب المقال .. وإني اذ أشاركه الرأي وأتعاطف معه، لاتعاطف مع نفسي وأسرتي وهذه عيّنة من عدة رسائل كنت قد بعثت بها واعدت ذلك عدة مرات لمعظم المعنيين من مسؤولين وسياسيين واقتصاديين واعلاميين .. والقائمة تطول.
Dear Messrs …
I’m sorry for popping into your in-box/WhatsApp like this – but I’m in dire need of strong supporters like you.
Elias S. Fakhoury is my name, over 72 years old Jordanian living in Amman. Here is an Executive Background as it appears on my LinkedIn profile:
– AIG’s SICO (Starr International Company, Inc.) Participant.
– Serving as no. 2 in the 14-countries ALICO MEASA Division changing base seven times: Deputy President and Senior Vice President for over a decade on the tail of over another decade as General Manager for the GCC countries along with regional technical roles as Regional CMO, Regional Agency Director, Regional Training Director and Chief Underwriter.
– Obviously, various and diversified business situations and mix of these had to be confronted along with challenges and opportunities thereof. Those included launch of Green Field Start-up Operations ( Turkey, Pakistan JV, Egypt JV, Nepal, PNA ), Exit and Re-entry ( Saudi Arabia ), Turnaround in face of crises (Lebanon , Kuwait , Oman ), Realignment in response to difficulties (UAE, Bahrain, Qatar, Jordan, Bangladesh), Strategic Alliances (SABB, MEDGULF, ANB ) to say nothing of vaulting into Accelerated Growth and Sustainability across the division.
– MedGulf Group: Corporate Vice President/Chief Distribution & Strategy Officer
– Capital Express Global Holdings: Group Managing Director/Chief Executive Officer
I am fortunate to have known of you through common friends. And I have actually seen you on TV and social media shedding light on proposed/possible capital control .. Like you, I hate to see anybody or any bank violating our constitutional rights.
Simply put, mine could be a solid business/legal/ethical/real-life human rights case in your approaching the situation. I am an example of a marginalized individual (after retirement) whose rights are in need of protection. On retirement, I moved back to Jordan – naturally – with no social security benefits, no health insurance .. etc. I live with my family (wife, and support 2 daughters and 2 granddaughters). In God – in investment opportunities supported and protected by the Constitution of Lebanon, in democratic values, in human rights, in the rule of law, and in equal opportunity for all – we trust. Thus and on that very account, all (literally all) my monies (savings and EoSB) are in two banks in Lebanon, and we are living off that money (capital, and return thereof).
Dear Messrs …
With fierce hope and endless determination, I conclude by sharing a piece of communication we (myself & and my wife Diana Fakhouri – recently nicknamed “Didi Aoun” on Facebook) wrote the two banks – and wrote, cried, wailed – and wrote cried, and wailed to no avail:
“We can’t but keep repeating our earlier briefly expressed opinions, notes, remarks, comments and requests referred to in series of emails.
We also refer to the constitutionality of bank deposits supported by the statements of the Speaker of Lebanon’s Parliament (the latest on March 14, 2022, and reiterated during the last few days) and Lebanese PM (latest on March 19, 2022, and reiterated during the last few days), along with recent statements by Patriarch Mar Bechara Boutros al-Rahi and Sheikh Abdul Latif Derian, the Grand Mufti of Lebanon, that people’s bank deposits are “sacred” and must not be touched.
Accordingly, naturally and enthusiastically, we are still looking forward to your cooperation re transferring all monies (including dues, accruals, other entitlements and interest thereon) in our BANK accounts to our accounts in Jordan and/or our daughter’s account in London. I cannot, hereby, but repeat that we had – in absence of banks real responsiveness (re our rights as guaranteed by those banks and protected by The Lebanese Constitution) – to mortgage properties to serve as collateral .. “
” .. This, definitely, bears repeating — and I can’t wait to thank you for your responsiveness!
Our need for cash is getting more and more serious, vital and critical. It cannot be any direr or more dreadful, and your responsiveness cannot be more crucial or desperately urgent, and life-sustaining.”
Thanking you in advance, and looking forward to your support and responsiveness!
Respectfully yours in gratitude, and with fingers crossed,
Elias S. Fakhoury
التعليقات مغلقة.