كلام في الصميم حول منطقة الساحل / رابح بوكريش
رابح بوكريش ( الجزائر ) – السبت 27/7/2024 م …
في تطور هام في شمال مالي، تصدت الحركات الأزوادية المسلحة لهجوم شنّه الجيش المالي بدعم من مجموعة المرتزقة الروس “فاغنر” على مدينة تنزاواتن. منذ سنوات وفرنسا وبعض الدول الغربية اعتمدوا على سياسة الحرب
بالوكالة ضد ما يسمى الإرهاب في مالي مستغلة فساد الأنظمة وتطرف المعارضة المسلحة في منطقتي الصحراء الكبرى والساحل من أجل تبرير تدخلها وجعله مستساغا، مدعومة في ذلك من أنظمة افريقية ساهمت فرنسا في وصول بعضها الى الحكم أو دعمته. وها هي فرنسا تعلن انسحاب آخر جنودها من مالي، لتنهي بذلك مهمة جيشها في البلد الإفريقي بعد تواجد دام تسعة أعوام في إطار قوة برخان العسكرية. ..ولمعرفة المزيد حول قضية الساحل إليكم دردشة
مع سفير أمريكي سابق في الجزائر. مرة كتبت مقالا وقارنت فيه بين وضعية الأكراد والطوارق في منطقة الساحل وقلت فيه أن الأمر متشابه تقريبا …
وبعد أسبوع من ذلك اتصل ب سعادة السفير الأمريكي السابق في الجزائر هنري انشر ” وقال : هل يمكنك ان تقبل دعوة للعشاء معي لمناقشة مقالك الذي يتناول موضوع المقارنة بين وضعية الطوارق ووضعية الأكراد؟ لبيت الدعوة.
ونحن على مائدة العشاء شكرني عن الموضوع وقال” لقد تطرقت الى مسألة في غاية الأهمية إذ من الممكن أن تتحول هذه القضيتين في السنوات القليلة القادمة الى صراع دولي ” في منطقة الساحل والمناطق المتواجد فيها
الأكراد” .
ابتسمت وقلت له أنا لا استغرب من ذلك لأني اعرف ان دولتكم لديها يد ناعمة قادرة على معرفة ما سيحدث في العالم في العقدين القادمين .
ابتسم وقال هذا صحيح وقد اكتشفنا في الماضي ان السنوات القادمة ستكون عصر التكنولوجيات الحديثة وها نحن فيها.
رفعت رأسي وقلت له وما دور أمريكافي الساحل؟
ابتسم وقال: لقد أخذت منطقة الساحل الإفريقي في السنوات الأخيرة، بعداً أمنياً في ظلّ تزايد النشاطات الإرهابية العابرة للحدود، ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى التخوف من أن تصبح منطقة حاضنة للإرهاب، وملاذاً حيوياً لمختلف الأنشطة الإجرامية.
قلت لسعادته لم تعد تضع الإرهاب كمصدر الخوف الأول، وحل محله التمدد الروسي والصيني المزعج لمصالحكم ونفوذكم.
رفع رأسه وقال: مع الأسف الشديد، ها هي الأنظمة العسكرية ومعها روسية والصين تخيب آمال شعوبها وتفشل في إبعاد المنطقة من الحرب…
الجزائر دولة محورية وقادرة على فعل الكثير لمنطقة الساحل.
التعليقات مغلقة.