من أبي جبريلَ إلى السامري.. رسائلُ من نار ويافا البداية / ياسر مربوع




ياسر مربوع ( اليمن ) – الأحد 28/7/2024 م …

إذا كانت العربُ قد نحرت خيولَها، ورهنت سيوفَها، ولم تستثِرْها الدماءُ المسفوكةُ على رمال غزةَ؛ فَــإنَّ في اليمن رجالًا أقحاحًا قد أسرجوا خيولَهم للفتح الكبير في رِكَابِ سيد الجهاد والثورة قائدِنا المبجل “أبي جبريل” الذي لبس لامةَ الحرب ولن ينزعَها حتى يلقى العدوّ، وقد أذّن في القومِ بالجهاد فتقاطر إليه الأنصارُ من كُـلّ حدبٍ وصوب ممتشِقين البنادقَ، رافعين البيارقَ، ومفوِّضين سماحتَه في اتِّخاذ ما يلزمُ لإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم.

وحتى تعرف إلى أي مدى وصلت حالةُ الاستهتار بالدم العربي فلتنظُرْ إلى خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي وهو يدفع عن نفسه تهمةَ السفاح الذي أوغل في الفلسطينيين قتلاً وتشريداً، وقتل قرابة ٤٠ ألف فلسطينيٍّ، جُلُّهم من الأطفال والنساء على مدى ٩ أشهر تحت عين الله وأعين الكاميرات.

والأنكى من ذلك هو التصفيقُ الحارُّ الذي حظي به داخلَ الكونغرس الأمريكي، وهنا يمكنُك أن تنتهيَ إلى حقيقة أن أمريكا هي أُمُّ الإرهاب في العالَمِ أجمعَ، وأنها ضالعةٌ في الإبادة الجماعية لسكان غزة ضلوعَ “إسرائيل” فيها.

لقد سقطت الأقنعةُ في حرب غزة وتكشَّفت الأوجُهُ التي اختبأت دهراً وراء التحضُّر المتنزِّه عن قتل الإنسان؛ فها هي أمريكا التي صدّعت رؤوسَ البشرية بالإنسانية، وصدّرت للعالم صورةَ الدولة القائمة على العدل والمساواة، واستخدمت مساحيقَ التجميل بعنايةٍ فائقةٍ لطمس ماضيها الأسود، كشفت غزةُ عن جوهرِها الإجرامي وصورتِها الدموية.

أمامَ كُـلّ هذا ما يزال اليمنُ يقومُ بواجبِه الديني والأخلاقي تجاه ما يحصل؛ أربع مراحل إسناد لغزة بدأت من جعل الأحمر محرَّماً على السفن الصهيونية والذاهبة إليها، مُرورًا بتوسيع الحظر إلى الرجاء الصالح والأبيض المتوسط وإغلاق ميناء أُمِّ الرشراش نهائيًّا.

وفي خضم التصعيد دشّـنت طائرة يافا اليمنية المرحلةَ الخامسةَ من الإسناد اليمني باستهدافها مركَزَ الثقل السياسي والتجاري للعدو، انطلقت المسيَّرةُ من اليمن وتجاوزت حدودَ سايكس بيكو، واتّفاقية كامب ديفيد، وطَوَت ثمانيةَ عقود من الذُّلِّ العربي، وتسلَّلت إلى العُمْقِ “الإسرائيلي”، ووضعت في يافا رسائلَ القائد أبي جبريل؛ عن أن هذه المرحلة ستأخذُ الحربَ نحو وجهة مغايرة تماماً وستفرضُ معادلةَ الردع وفك الحصار عن غزة.

ولعلك تستنتجُ الوجعَ الإسرائيلي من العملية الاستراتيجية للجيش اليمني بالغارات العدوانية التي استهدفت خزاناتِ الوقود في الحديدة والتي أعقبها سيدُ الثورة بكلمةٍ أكّـد فيها أن العدوانَ على الحديدة لن يمنعَ الشعبَ اليمني من مناصَرة إخوة الدين والدم في غزة الجهاد والقضية، وطفق يستأثرُ بمكارمِ قومِه يعدِّدُ صفاتِهم وإباءَهم وعنفوانَهم؛ تغزو ملامحَه ابتسامةٌ عريضةٌ وهو يفاخرُ بهم الدنيا وكأنَّه يقولُ للعالم أجمع:

هؤلاءِ الصِّيدُ قومي فانتسِبْ

إنْ تجِدْ أكرمَ من قومي رِجالا

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.