الأديب إبراهيم المحجوب .. مقابسة إبداعية وبلاغة توظيف للمفردة / نايف عبوش
صحيح الروح خضرا بس قطارك فات ..
ومحطات الهوا من سنين عابرها..
وها هو الأديب المبدع ( ابو عبد إبراهيم المحجوب) ، يتحفنا كعادته ،بهذه الابيات الرائعة..التي جاءت في غاية الوهج والجمال، نظما وتوظيفا للمفردة الشعبية.. في معارضة بليغة له للشاعر الكبير (عواد التبان ) ، استلهاما لذلك الشطر البليغ يقول فيها :
عَبرنا سنينها ومات الربيع بساع
وظل بس القطار يعوي بتاليها
محطات العمر خلصن يبن عبوش
ونهايتها مرض بعلاج نگضيها
اشو حتى المحطه فرغت من الناس
تذكرني وانا كل يوم ماشيها
يبن عبوش شفنا امراض وهموم
جبناها بحصار وموت يحبيها
اذا عواد فاتوا من القطار ايام
انا سنيني صفاري وشوك بس بيها
واذا عابر محطات الهوا من سنين
انا بعمر الطفوله وصحت ناسيها
سلامي لنايف وعواد ابن تبان
وسلامي لكل محب وابياتي يقريها
ولا عجب في ذلك.. فالشاعر أبو عبد.. موهوب حقا، ويتميز بحس مرهف،وبقدرة فائقة على التقاط المفردة الشعبية ، وبمهارة عالية في توظيفها ببلاغة في نظمه العتابة والزهيري والكصيد نبطيا وفصيحا، ليفرض نفسه، قامة سامقة،وظاهرة إبداعية متوقدة، ومتميزة، في هذا الضرب من الأدب الشعبي، المعروف بالمقابسة أو المعارضة، ليكون بذلك، وهج نفخ الروح في هذا الموروث الشعبي الريفي الجميل ، والحفاظ عليه من الضياع..
وهكذا يظل الأديب المبدع ،والكاتب المتميز، والشاعر الموهوب، أبو عبد إبراهيم المحجوب.. طاقة إبداعية متوهجة.. وحس مرهف.. وخيال متوقد.. وحضور متميز، في الساحة الأدبية والثقافية ..
التعليقات مغلقة.