وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ: “اسرائيل الى زوال” رغم كُلِّ خَوَّانٍ كَفُورٍ! / الياس فاخوري




الياس فاخوري ( الأردن ) – الأربعاء 31/7/2024 م … 

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ بغزة، وببيت المقدس واكناف بيت المقدس، وباتحاد الساحات وكل جبهات المقاومة المتحدة: “اسرائيل الى زوال”، وانهم لعدوهم قاهرين رغم كُلِّ خَوَّانٍ كَفُورٍ! 
كم من مصائب حلّت بكم، وكم من لأواء أصابتكم ابتلاءً “بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ” (البقرة – 155) .. ما ترددتم، وما اهتززتم، وما تراجعتم، وما انكفأتم او نكصتم، وبقيتم على هدي المقاومة ظاهرين انسجاماً مع قوله تعالى: “الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” (البقرة – 156)، فأنزلتم بهم قراح وهزائم، واذقتموهم الذلة والهوان لينزل الله عليكم صلواتٍ من لدنه ورحمةٍ، فأنتم “هُمُ الْمُهْتَدُونَ” (البقرة – 157) 
مرة اخرى تثبت غزة أن “بها شهيد، يسعفه شهيد، ويصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد” (حوالي 40,000 شهيد، و100,000 جريح خلال 300 يوم) ليرتقي من شعبها 5% ويسقط من عمرانها ببنيته التحتية 75% على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً .. هل بمقدورك أن تتخيّل تدمير 75% من مساحة أوروبا البالغة 10,288,305 كم2، و75% من مساحة الولايات المتحدة الأميركية البالغة 9,826,675 كم2 – اي تدمير ما مجموعه 15,086,235 كم2 نووياً مثلاً .. هل بمقدورك أن تتخيّل قتل 5% من سكان أوروبا البالغ تعدادهم حوالي 720 مليون نسمة، و5% من سكان الولايات المتحدة الأميركية البالغ تعدادهم حوالي 342 مليون نسمة – اي قتل ما مجموعه 53 مليون نسمة نوويا مثلاً أيضاً!
 
هل نتخيّل – بعد كل هذا التوحش والقتل والدمار – أن غزة سوف تبقى لتبقى تقاتل!؟
 
“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” .. “لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدنيَا إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، حَتَّى” — “زوال اسرائيل” تصديقاً لنبوءة “ديانا” المنقوشة على ظهر الدهر، النبوءة الوشمٌ في الذاكرة لتمْتلَئ الارض “عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا” .. بَشِّرِ الصَّابِرِينَ واقزأ الحج – 38: “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ” .. بَشِّرِ الصَّابِرِينَ واقرأ مع “ديانا”: ” .. أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ”! (الصف – 13)
ولعل الضربة الاسرائيلية في عمق ضاحية بيروت الجنوبية مساء الثلاثاء استهدافاً لقائد من “حزب الله” ان يفسر حالة الرعب والارتياع والاستنفار والتحدي والتهديد القائمة في كيان الاحتلال، كما اشارت لذلك “ديانا فاخوري” مئات المرات .. حقاً، كما أكّدت، انها إرهاصات وعلامات تفكك وتحلل الدور الوظيفي ل”اسرائيل” تؤشّر لبدء انقراض دولة “إسرائيل” .. اما اغتيال بعض القادة الميدانين لحماس، والجهاد وحزب الله فليس بالأمر الخارق او اختراق جديد حتى لو ثبت ارتقاء المقاوم فؤاد شكر!
واذ يحاول ميلكوفسكي (نتنياهو) ابتلاع الهزيمة والنزول عن الشجرة، فانه لم ولن يستطيع ان يُخفي فشله في تحقيق أياً من أهدافه المعلنة (رغم اغتيال القائد اسماعيل هنية) وهي:
 
– محو كل وجود لحركة حماس في القطاع.
– الإفراج عن المحتجزين لديها.
– تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية.
– تهجير سكان غزة إلى سيناء
 وهنا لابد ان يحضرنا قلقه وارتياب اعداد من زعماء الصهاينة من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في وأكتوبر/تشرين الأول 2017 خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة “هآرتس”، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.
ان يستعيد الصهاينة وأذنابهم مكمن مأزقهم الاستراتيجي إِذَ غَشِيَهُم مَّوْجٌ المقاومين كَالظُّلَلِ وهم جاحدون ليدركوا موعد مٓهْلِكِهِم، ويهرعوا بكل هلع وارتياع للنص التوراتي من سفر إشعياء النبي: “ولولي ايتها الأبواب، اصرخي أيتها المدينة”!
 
نعم، غزة تطأُ الموتَ بالموت وتهبُ الحياة للذين في القبور من “طوفان الأقصى” الى “يافا” .. طوفان الأقصى بغزته والقدس ترفده ساحات المقاومة المتحدة، وينصره طوفان البحر بيمنِه ويافا، وطوفان السماء بالوعد الصادق وطير أبابيل والهدهد أولاً وثانياً وثالثاً —!
 
غزة تَقُم فيتشتّت جميع أعدائها ويهرُب مُبغضوهُا من أمامِ وجهِهِا، ليَبيدوا كما يُبَدَّدُ الدخان وكما يذوب الشمعُ من أمامِ وجهِ النار .. كذلك يهلك الخطأة المعتدون، ويفرحُ الصدِّيقونَ المقاومونَ حلفاء اتحاد الساحات، وجبهات المقاومة المتحدة مسرورين.
 
نعم، هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ كما شاء رجاله في الميدان، فلنفرح ونتهلَّل به .. “إَذهبْنَ وبَشِّرْنَ تلاميذَه” (مرقس 16 / الآيات 1-8).
 
نعم ليلة القدر ما تراه أمامك .. وليس الذي تراه مناما .. احملوا الطيب وبشروا ان النصر والقدر والتاريخ والجغرافيا صناعة غزية فلسطينية .. رفحٌ نوَّرت، والقدس ضوَّأَت (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورً؛ يونس – 5) .. وقبر هاشم ترك الأرض، واستحال غماما!
 
نعم، ” اسرائيل الى زوال”:
نبوئتك – “ديانا” – الوشمٌ في الذاكرهْ غدت استراتيجيةً وفعلاً يطوف سماءً وبحراً و”اقصى” على ساعة “يافا” والسابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 ليأتي إليك التاريخ مشيًا على قدميه .. 
ف”هل تأتين باسمةً ..
وناضرةً ..
ومشرقةً كأزهار الحقول؟”
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
 
 الياس فاخوري
كاتب عربي أردني

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.