حركة حماس تنكّل بكل من يتعاطف مع الدولة الوطنية السورية … اعتقالات في غزة
الجمعة 16/12/2016 م …
الأردن العربي …
الميادين نت يتابع حملة الاعتقالات التي طالت أفراداً في قطاع غزة على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس والتي طالت شخصيات سياسية وصحفيين وناشطين على خلفية مواقفهم من الأحداث الجارية في مدينة حلب.
الميادين نت يتابع حملة الاعتقالات التي طالت أفراداً في قطاع غزة على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس
الميادين نت يتابع حملة الاعتقالات التي طالت أفراداً في قطاع غزة على يد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس
أفادت الأنباء الواردة من قطاع غزة بقيام الأجهزة الأمنية بحملة اعتقالات طالت شخصيات سياسية وصحفيين وناشطين على خلفية مواقفهم من الأحداث الجارية في مدينة حلب
وبحسب مصادر فلسطينية فإن الأجهزة الأمنية في غزة التابعة لحركة حماس، قامت بسلسلة اقتحامات واستدعاءات وتحقيقات خلال الأيام القليلة الماضية، والقاسم المشترك بين مَن جرى استهدافهم ومصادرة بعض مقتنياتهم من هواتف وحواسيب هو موقفهم المؤيّد لما تقوم به الحكومة السورية في حلب.
وتزامنت هذه الحملة مع إصدار حماس لبيان قبل أيام أعلنت فيه استنكارها لما وصفتها بـ “عمليات القتل والإبادة التي يتعرّض لها الأبرياء في حلب”، وطالبت “العقلاء والمسؤولين في الأمّة بالعمل الفوري من أجل حماية المدنيين في حلب وإنقاذ من تبقّى منهم على قيد الحياة”.
الحملة أرهبت بعض الحقوقيين وامتنعوا عن التعليق
إحدى التعليقات التي تسببت باعتقال ناشره من قبل الأجهزة الأمنية في غزة
الميادين نت تَواصلَ مع مجموعة من الحقوقيين والناشطين في حقوق الإنسان للوقوف أكثر على هذه حقيقة هذه الحملة وأبعادها، كما تواصل مع أحد أقارب مَن تمّ اعتقالهم على يد الأجهزة الأمنية في غزة.
وخلال التواصل مع الشخصيات الحقوقية في غزة تبيّن أن جميعهم على عِلم بما يجري، لكنّ غالبيتهم رفضوا الحديث في هذا الموضوع لـ “استكمال المعلومات” أو كما قال بعضهم “هذا ملف لا نحبّذ “التطرّق إليه”.
باحث فلسطيني للميادين نت: حماس ضاق صدرها من هذه المواقف
الباحث الفلسطيني مصطفى ابراهيم للميادين نت: حماس ضاق صدرها من هذه المواقف
الكاتب والباحث الفلسطيني مصطفى ابراهيم أكّد للميادين نت أنّه جرى اعتقال صحفي إضافة إلى إحدى الشخصيات المحسوبة على تيار سياسي، وأن الأجهزة الأمنية التابعة لحماس تنفذ هذه الحملة في إطار التضييق على حرية الرأي والتعبير، وليس كما “تدّعي أنّ هناك ترويج لتيار ومذهب معين في قطاع غزة”.
وبحسب ابراهيم فإنّ هذه الاعتقالات والاستدعاءات “غير قانونية” ولا يجوز ملاحقة من يتحدثون عن آرائهم، وأنّ الخطورة في الموضوع هو “التحريض على العنصرية والكراهية” وهذا مخالف للقيم والعادات الفلسطينية وحتى للقانون الفلسطيني، ووصلت بعض القضايا إلى حدّ القتل في إحدى المرّات.
ابراهيم أوضح أنّ كثيراً من الفصائل الفسلطينية تُعبّر عن آراء تختلف عن رؤية حماس حول حلب تحديداً والأزمة السورية بشكل عام، ومواقف هذه الفصائل الراسخة في المجتمع الفلسطيني لا تُعبّر عن أي توجّه مذهبي كما تعتقد حماس، فالتعبير هو سياسي محض، وهنا بحسب ابراهيم، ضاق صدر حماس أكثر وبرز في ملاحقة هؤلاء الأشخاص وهذا لا يقبله عقل ولا قانون بأن يتم اعتقال أي شخص على خلفية الاعتقاد والرأي.
مصادر للميادين نت: شخصيات فصائلية نافذة تدخّلت لإطلاق سراح بعض المعتقلين
وعلم الميادين نت من مصادر متقاطعة أنّه جرى التدخّل من قبل بعض الشخصيات الفصائلية النافذة في غزة من أجل إطلاق سراح بعض المعتقلين، حيث اكتفت الأجهزة الأمنية بعد هذه التدخلات بالتحقيق معهم وإطلاق سراحهم شرط عدم التطرّق إلى الموضوع السوري أو نشر أخبار متعلّقة بما يُعرف بمحور المقاومة وعدم التعبير عن آرائهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الحديث عمّا جرى تداوله خلال التحقيق.
ووصلت الأمور في بعض الأحيان بحسب مصادر الميادين نت إلى طلب حركة حماس من شخصيات فصائلية مقرّبة منها احترام وضع وموقف حركة حماس من الأزمة السورية وعدم إحراجها بنشر أخبار ومواقف مؤيّدة للحكومة السورية في وسائل التواصل.
اعتقلوا زوجي لأنّه أيدّ سوريا ومحور المقاومة
زوجة أحد المعتقلين للميادين نت: اعتقلوه لأنّه أيدّ سوريا ومحور المقاومة
زوجة أحد المعتقلين للميادين نت: اعتقلوه لأنّه أيدّ سوريا ومحور المقاومة
الميادين نت تواصل أيضاً مع زوجة أحد الأشخاص الذين تمّ اعتقالهم مؤخراً دون الكشف عن هويتها، حيث قالت إنّ زوجها اعتقل قبل أيّام عقب نشره منشوراً على موقع فيسبوك يؤيّد فيه ما جرى في حلب من طرد للمجموعات المسلحة وإخراج المدنيين لمناطق آمنة.
وقالت إنّ زوجها تعرّض أكثر من مرة لتنكيل بدني ونفسي من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، وأنّه جرى استدعاؤه في المرة الأخيرة بناء على وعود بأن تكون الجلسة “حوارية وودّية”، لكنه ذهب ولم يعد حتى اللحظة، ولا معلومات أبداً حول مصيره.
وأكّدت للميادين نت أنّ الاتهام الموجّه إليه هو “موقفه الأخير من الأحداث في سوريا واصطفافه مع محور المقاومة”. وأن زوجها ليس الوحيد فقد طالت الاعتقالات شخصيات أخرى وحتى أنه تم توجيه انتقادات واستدعاءات لأفراد من الجبهة الشعبية بسبب رفع صورة الرئيس السوري بشار الأسد في مهرجان انطلاقتها.
رسالة لحماس: نحن أبناء شعب واحد وبوصلتنا واحدة
وأكّدت زوجة المعتقل أنّ الأجهزة الأمنية كانت تنبّهه مراراً إلى عدم التعاطي في الشأن السوري لكنه كان يرفض ذلك لأنّ ذلك يتعارض مع مبادئه الشخصية.
كما عبرّت عن مخاوفها بسبب قيام الأجهزة الأمنية بمراقبتها ومراقبة أفراد عائلتها، الذين يلجؤون إلى الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة.
ووجهت زوجة المعتقل رسالة إلى حركة حماس بالكفّ عن التدخّل في حقّ حرية التعبير عن الرأي، خاصة وأنّ “تأييدنا لمحور المقاومة نابع عن إيماننا بأنه محور الحق الصادق في توجيه بوصلته نحو فلسطين وتحريرها”، وتضيف ” نقول للأخوة في حماس أن يتذكروا بأننا أبناء شعب وكيان مقاوم هدفنا واحد وبوصلتنا واحدة لا تحيد”.
التعليقات مغلقة.